icon
التغطية الحية

العنصرية في لبنان تقتل لاجئاً سورياً بـ"دمٍ بارد"

2018.04.26 | 17:04 دمشق

لافتة نُشرت في لبنان - 26 من نيسان 2018 (ناشطون)
تلفزيون سوريا - سعيد غزّول
+A
حجم الخط
-A

يتعرّض اللاجئون السوريون - باستمرار - لـ شتّى أنواع "العنصرية" التي وصلت في كثير مِن المرات إلى ارتكاب جرائم بحقّهم، وذلك في البلد المجاور (لبنان) الذي لجاً إليه السوري مضطراً، بعد أن استولت ميليشيا "حزب الله" اللبناني على مناطق سورية عدّة متاخمة للحدود، وعلى رأسها مدينة القصير غرب حمص، خلال قتالها إلى جانب قوات "نظام الأسد".

مساء أمس الأربعاء، توفي اللاجئ السوري "محمد عبد الجواد ويس" (46 عاما)، في بلدة الصويرة بمنطقة البقاع جنوب لبنان، بعد تعرّضه لـ ضربٍ "مبّرح" مِن شابين أحدهما عسكري يدعى "عبد اللطيف زيتوني" مِن سكّان البلدة نفسها.

وفي التفاصيل - حسب مصادر محلّية -، فإن السوري "محمد عبد الجواد ويس"، والذي كان يعمل سائقاً لـ حافلة روضة أطفال في المنطقة، أوقف الحافلة لـ إنزال أحد الأطفال وإيصاله إلى منزله في بلدة الصويرة، وكانت خلفه سيارة يقودها المدعو "عبد اللطيف زيتوني" وبرفقته أحد رفاقه.

وعقب توقف حافلة الروضة، بدأ المدعو "زيتوني" بالصراخ على السائق السوري، فأشار إليه الأخير بالانتظار قليلاً ريثما يُنزل أحد الأطفال قرب منزلهم، وعندما علم المدعو بأن السائق مِن اللاجئين السوريين، ترجّل مِن سيارته حاملاً عصا، وأنزل السائق وانهال هو ورفيقه عليه بالضرب قائلاً له "إنت سوري وبدّك توقّف السير".

اللاجئ السوري "محمد عبد الجواد ويس"

وحسب المصادر - نقلاً عن شهود عِيان -، فإن المدعو "زيتوني" ورفيقه تركا اللاجئ السوري بعد أن أبرحاه ضرباً مضرجّاً بدمائه، وركبا سيارتهما وذهبا - كأن شيئاً لم يكن -، فاندفع بعض السوريين في المنطقة وأسعفوه إلى أحد المشافي، وتوفي هناك بعد ثلاثة أيام.

وأشارت المصادر، إلى أن قوى الأمن اللبنانية لم تحرك ساكناً عقب حصول الجريمة، لافتين إلى أن الجاني "زيتوني" سلّم نفسه للسلطات اللبنانية لـ علمه - وفقاً للمصادر - أنه سيخرج مِن السجن خلال أيام، كما حصل في "جرائم سابقة" طالت اللاجئين السوريين في لبنان.

و"محمد عبد الجواد ويس" مِن أبناء منطقة القصير غرب حمص، والدته لبنانية من آل "الميس"، لديه ثمانية أطفال، وسبق أن قتل له أربعة أشقّاء في مدينة القصير، خلال المعارك التي انتهت بسيطرة قوات النظام وميليشيا "حزب الله" على المدينة، وتهجير سكّانها، عام 2013.

يشار إلى أن العنصرية اللبنانية تجاه السوريين ليست ظاهرة حديثة، إنما ازدادت وتيرتها في ظل العمليات العسكرية لـ قوات النظام مدعوماً بميليشيا "حزب الله" على المناطق الحدودية مع لبنان، والتي أدّت إلى تهجير أهلها، وانتشار "الحزب" في معظم الأراضي السورية وارتكابه مجازر طائفية بحق السوريين.

وفي ظل العنصرية التي يتصدّر لبنان مركزها الثاني عالمياً والأول عربياً عام 2015، تحوّل اللاجئون السوريون إلى مادة "ساخرة" في معظم برامجهم التلفزيونية، فضلاً عن اللافتات التي انتشرت في أحياء وشوارع لبنان، تحمّل اللاجئ السوري كل مشاكلهم "الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية" وغيرها، وتطالبهم حتّى بعدم التجّول مساءً، وتطلق عليهم أوصافاً "مهينة".

واليوم أيضاً، نُشرت لافتات في لبنان، كُتب عليها "سيأتي يوم نقول فيه للسوري: اجمع أغراضك وكل ما سرقته وارحل"، وهي كلمة سابقة لـ الرئيس السابق "بشير جميّل"، في إشارة لـ قوات "نظام الأسد" (التي وُجدت في لبنان مِن عام 1976 حتى 2005، والمتهمة بـ اغتياله أساساً)، إلّا أن "العنصريين" ما زالوا يساندون "النظام" الذي يقتل السوريين في سوريا، بينما هم يتكّفلون بقتل السوريين اللاجئين إليهم.

لافنة نٌشرت في لبنان - 26 نيسان 2018 (ناشطون)