icon
التغطية الحية

العفو الدولية وأيروورز: التحالف الدولي قتل 1600 مدني في الرقة

2019.04.25 | 19:55 دمشق

المقابر الجماعية التي خلفها قصف التحالف الدولي في الرقة (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة العفو الدولية ومنظمة "أيروورز" Airwars، إن الهجوم الذي شنه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد تنظيم "الدولة" من معقله السابق في مدينة الرقة، تسبب في سقوط أكثر من 1600 مدني، وهو رقم أعلى عشر مرات من الذي أقر به التحالف.

ودعت المنظمتان أثناء إطلاقهما اليوم مشروعاً جديداً للبيانات والمعطيات بشأن الهجمات التي شنها التحالف في الرقة التحالف الدولي، للتوقف عن الإنكار الذي استمر ما يقرب من السنتين بشأن أعداد الضحايا الهائلة في صفوف المدنيين، والدمار الكبير الذي ألحقه بمدينة الرقة السورية.

وتم إطلاق موقع تفاعلي من قبل المنظمتين بعنوان: لغة الخطاب تفندها الوقائع: كيف حولت "أكثر الحملات الجوية دقة في التاريخ" الرقة إلى أكثر المدن دماراً في التاريخ الحديث (سيتوفر باللغة العربية في وقت لاحق).

ويعتبر الموقع حصيلة أكثر التحقيقات شمولاً وعمقاً في مقتل المدنيين إبان الحروب الحديثة بحسب العفو الدولية، ويتضمن الموقع أعمال بحث استغرقت سنتين، ويسرد الرواية الصادمة لمقتل ما يزيد على 1,600 مدني قتلوا بشكل مباشر جراء آلاف الضربات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، وعشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي، التي شنتها قوات الولايات المتحدة، في سياق الحملة العسكرية للتحالف ضد الرقة ما بين حزيران وتشرين الأول 2017.

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن "آلاف المدنيين قتلوا أو جرحوا في هجوم تحالف الولايات المتحدة لتخليص الرقة من قبضة تنظيم الدولة الذي حوّل قناصوه وألغامه، المدينة إلى مصيدة للموت. إذ افتقرت العديد من عمليات القصف إلى الدقة، بينما اتسمت عشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي بالعشوائية، ولذا فليس من المستغرب أنها قتلت وأصابت المئات من المدنيين".

وأضافت "إن قوات التحالف قد دمرت الرقة كلياً، ولكنها لا تستطيع محو الحقيقة. ومنظمة العفو الدولية و"إيروورز" تطالبان قوات التحالف بالتوقف عن إنكار النطاق الصادم لقتل المدنيين وللتدمير الذي تسبب به هجومها على الرقة".

من جانبه طالب كريس وودز مدير "إيروورز" التحالف بفتح تحقيق واف في الأخطاء التي وقعت في الرقة للحيلولة دون التسبب مرة أخرى بمثل هذا الحجم من المعاناة الهائلة للمدنيين".

وقامت المنظمتان لأغراض البحث بتجميع وتنسيق خطوط متعددة لمصادر البيانات خلال أربع زيارات، للتحقق من صحتها، وأجروا تحقيقات ميدانية فيما يزيد عن 200 موقع وقابلوا أكثر من 400 شاهد عيان وناج من القصف.

وتبادلت المنظمتان المعطيات مع التحالف الدولي الذي اعترف بالمسؤولية عم مقتل 159 مدنياً أي نحو 10% من إجمالي عدد الضحايا، ووصف البيانات بغير ذات مصداقية.

وأوضح التقرير أن العديد من الحالات التي قامت منظمة العفو الدولية بتوثيقها، ترقى إلى مستوى انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وتستدعي إجراء المزيد من التحقيقات.

وقامت المنظمتان بحث أعضاء التحالف الدولي على إنشاء آلية مستقلة ومحايدة؛ لكي تتولى على نحو فعال وفوري التحقيق في التقارير المتعلقة بما لحق بالمدنيين من أضرار وأذى، بما فيها انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ارتكبت، ونشر المعطيات التي تتوصل إليها التحقيقات على الملأ.

ودعت المنظمتان أيضاً الدول الأعضاء في التحالف الدولي لإنشاء صندوق لضمان تلقي الضحايا وعائلاتهم الجبر الوافي، والتعويضات المالية المناسبة.

يذكر أن التحالف الدولي ادعى في وقت سابق بأنه يتوخى الحذر الشديد لتفادي سقوط قتلى أو مصابين في صفوف المدنيين، وإنه يحقق في اتهامات له بفعل ذلك.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي قد سيطرت على مدينة الرقة في تشرين الأول 2017 بعد هجوم دام خمسة أشهر.