icon
التغطية الحية

الساروت.. رحيل بلبل الثورة وحارسها

2019.06.08 | 18:06 دمشق

أبناء الثورة السورية ينعون حارسها "عبد الباسط الساروت" - (ناشطون)
+A
حجم الخط
-A

فارق الناشط والقيادي في صفوفِ الجيش السوري الحر (عبد الباسط الساروت) الحياة، ظهر اليوم السبت، متأثراً بجراح أصابته خلال معارك حماة المستمرة مع قوات "نظام الأسد".

الناشط الإعلامي والسياسي السوري (خالد أبو صلاح) قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إن "الساروت" فارق الحياة قرابة الساعة الـ 12 مِن ظهر اليوم، وذلك في أحد مشافي تركيا التي دخلها عقب إصابةٍ تعرّض لها خلال معارك سيطرة "الحر" على بلدة "تلح ملح" شمال حماة.

وأعلن فصيل "جيش العزة" على لسان مسؤول العلاقات السياسية والعسكرية التابع (المقدّم سامر الصالح)، نبأ مقتل "الساروت"، موضحاً في تغريدة على حسابهِ في "تويتر"، "نزف لكم نبأ استشهاد القائد العسكري عبد الباسط الساروت مقبلا غير مدبر في ساحات القتال".

قبل مفارقتهِ الحياة، قدّم "الساروت"، أواخر شهر أيّار الفائت، أغنية جديدة بعنوان (سوريا ظلّي واقفة)، مِن إنتاج تلفزيون سوريا، وكان قبل وفاتهِ قائداً لـ"لواء حمص العدية" التابع لـ"جيش العزة" العامل في ريف حماة، الذي انضم إليه مطلع العام المنصرم 2018.

 

مَن هو (عبد الباسط الساروت)؟

قبل انطلاق الثورة السورية ضد استبداد "نظام الأسد"، منتصف آذار 2011، كان (عبد الباسط الساروت) المولود عام 1992 في حي البياضة بمدينة حمص، حارساً في نادي الكرامة الحمصي ومنتخب سوريا للشباب، وفاز - حسب ناشطين رياضيين - بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.

وبعد انطلاق الثورة السورية، برز "الساروت" كـ قائدٍ للحَراك الثوري في مسقطِ رأسه (مدينة حمص)، كما أصبح مِن أبرز الوجوه المعروفة في الثورة، التي قاد خلالها عشرات المظاهرات السلمية ضد "نظام الأسد"، قبل أن ينتقل إلى العمل المسلّح.

العديد مِن الثائرين السوريين أطلقوا على "الساروت" ألقاباً عدّة، منها (منشد الثورة، وبلبل الثورة) لأنه هتفَ للثورة وأنشد لها منذ ولادتها، وردّد الثائرون أناشيده في جميع المظاهرات التي خرجت بالمدن السورية، أبرزها (جنة يا وطنا، يا يما توب جديد، حانن للحرية)، إضافةً إلى لقبِ (حارس الثورة السورية) كونه كان حارساً في ملاعب كرة القدم.

وعقب مواجهة "نظام الأسد" الاحتجاجات السلميّة بكل آلات القتل، دخل الثائرون ومِن بينهم "الساروت" عهد المواجهة المسلّحة، دفاعاً عن ثورتهم ودفاعاً عن أنفسهم وأطفالهم وبيوتهم، التي بدأت طائرات "النظام" تنهال عليها بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

شكّل "الساروت" مع مجموعة مِن أبناء حيه (كتيبة شهداء البياضة) التابعة للجيش الحر، حيث خاض مع "كتيبته" معارك عديدة ضد قوات "نظام الأسد" والميلشيات التابعة والمساندة لها، أثناء اقتحامها لـ أحياء حمص القديمة، وفقد "الساروت" خلال تلك المعارك، ثلاثة مِن أخواله، وأربعة من إخوته هم (وليد، قتل في حي الخالدية عام 2011، محمد، قتل مطلع العام 2013، أحمد وعبد الله قتلا في معركة المطاحن، مطلع كانون الثاني 2014".

بعد المعركة التي عُرفت باسم "معركة المطاحن" (معركة فك الحصار) والتي خسرت فيها كتيبة "الساروت" قرابة 60 مِن مقاتليها، خرج مع مقاتلي الفصائل العسكرية مِن مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، وذلك بموجب اتفاق "فك الحصار" الذي وُقّع بين المقاتلين وقوات النظام.

أواخر العام 2014، اتهم "الساروت" بمبايعة تنظيم "الدولة"، إلّا أنه نشر تسجيلاً مصوراً، أواخر العام 2015 ينفي فيه ذلك قائلاً "نحن كتيبة شهداء البياضة لا ننتمي لأي فصيل ولا ننتمي لأي مجلس ولا ننتمي للائتلاف ولا ننتمي لأي تنظيم ولا ننتمي لأحد (…) هدف هذا التشكيل مقاتلة النظام حتى آخر قطرة دم".

وفي لقاء أجراه خالد أبو صلاح، شهر تموز 2016، قال "الساروت" عن بداية الثورة السورية إنها "أجمل وأصعب ما في هذه الثورة ولا يمكن وصفها"، متحدثاً عن أول مظاهرة له وهي اعتصام الساعة في مدينة حمص، يوم 18 نيسان 2011، وأول هتاف قاله كان "اسمع اسمع يا قناص هاي الرقبة وهاي الراس"، كما تحدّث عن كثير مِن النشطاء والشخصيات السورية مِن مختلف الطوائف، التي استضافها والتقى بها خلال الثورة.

عبد الباسط الساروت الذي نعاه، في وقتٍ سابق اليوم، أبناء الثورة السورية مِن ناشطين وسياسيين وعسكريين، وصلّوا عليه (صلاة الغائب) في مناطق عدّة بريف حلب، كسب - حسب الثائرين - قلوب السوريين بتصريحاته العفوية وبساطته وبسمته الدائمة، كما استطاع بإيمانه وأمله أن يجعل السوريين يهتفون أناشيده كلّما ذُكرت سيرته.