icon
التغطية الحية

الجيش السوداني يعد بتسليم السلطة والمعارضة تطالب بذلك فوراً

2019.04.12 | 18:06 دمشق

رئيس اللجنة السياسية والعسكرية في المجلس العسكري الانتقالي السوداني عمر زين العابدين (إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

تعهّد المجلس العسكري الانتقالي في السودان  اليوم الجمعة، بتسليم السلطة لحكومة مدنية بالكامل ومنتخبة، وذلك بعد يوم من إطاحة العسكر بعمر البشير، ورفض المتظاهرين إعلان تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، وتعطيل العمل بالدستور. ورجّح المجلس أن تتم محاكمة البشير في السودان.

وأوضح الفريق أول عمر زين العابدين، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد حاليا برئاسة وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف، أن الحد الأقصى للفترة الانتقالية ستكون عامين كحد أقصى، لكن من الممكن أن تنتهي خلال فترة أقل بكثير إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى.

وقال زين العابدين، لطمأنة المتظاهرين والمعارضة، إن المجلس "مع مطالب الناس ولدينا لقاء مع القوى السياسية لتهيئة المناخ، وجئنا لترتيب التداول (السلطة) بشكل سلمي"، مضيفاً "أولويتنا الآن أمن واستقرار البلاد وتوفير الخدمات وإدارة الحوار السياسي مع الداخل والخارج".

وتابع "مهمتنا رعاية تكوين الحكومة وليس التدخل في تشكيلها"، مؤكداً ترحيب المجلس بـ "إدارة حوار مع الحركات المسلحة لإخراج البلاد من أزماتها"، مشيراً إلى أن قرار إحداث التغيير جاء بعد الشعور بـ "انسداد الأفق بعد عدم استجابة النظام (البشير)". 

وحول موقفه من حزب البشير (المؤتمر الوطني)، قال زين العابدين "لن نقصي أحدا ما دام يمارس سياسة راشدة، ومرحب به باسمه أو بأي اسم آخر"، رغم تأكيده على أن "اعتقالات قادة المؤتمر الوطني حقيقة". 

ووصف رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري أن يكون الحديث عن أن المجلس الانتقالي هو صنيعة حزب المؤتمر بـ "الكلام الفاضي (فارغ)".

وأشار زين العابدين إلى أن قادة المنظومة الدفاعية الأمنية والدفاعية هم قادة التغيير الحالي، وذكر من بينهم وزير الدفاع عوض بن عوف، ومدير المخابرات صلاح قوش، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). 

العمل على رفع العقوبات عن البلاد

لفت زين العابدين إلى أن المجلس العسكري سيتواصل داخلياً وخارجياً، وأن الردود من الخارج التي جاءت للمجلس العسكري حتى الآن بعد الإطاحة بالبشير إيجابية.

وتابع "سنتواصل خارجيا لفك الحصار (العقوبات الأمريكية) عن السودان".

وأعلن المجلس أنه لن يسلم البشير ليواجه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية لكنه قال إن البشير قد يمثل للمحاكمة في السودان.

المعارضة تطالب بتسليم فوري للسلطة

قال تجمع المهنيين السودانيين اليوم الجمعة إنه يرفض وعود المجلس العسكري الانتقالي بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية وبأنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين.

وجاء في بيان لتجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير "مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة، إلا أن الانقلابيين (لجنة النظام الأمنية) بطبيعتهم القديمة الجديدة ليسوا أهلا لصنع التغيير، ولا يراعون في سبيل البقاء في السلطة سلامة البلاد واستقرارها، ناهيك عن تحقيق المطالب السلمية المتمثلة في تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية كأحد الشروط الواجبة النفاذ".

واعتصم آلاف المتظاهرين السودانيين اليوم الجمعة خارج وزارة الدفاع للمطالبة بحكومة مدنية في تحد لحظر التجول كما دعوا إلى تنظيم صلاة الجمعة خارج وزارة الدفاع.

ورفض المتظاهرون الذين خرجوا في احتجاجات شبه يومية ضد البشير قرار تشكيل مجلس عسكري انتقالي وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات لحين تشكيل حكومة مدنية.

وأمس الخميس، أعلن بن عوف، عبر بيان لقادة الجيش، عزل البشير واعتقاله في مكان آمن، وبدء فترة انتقالية لعامين تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش، وتنتهي بإجراء انتخابات. 

كما أعلن بن عوف إعمال حالة الطوارئ في البلاد لثلاثة أشهر، وفرض حظر تجوال ليلي لمدة شهر حظر تجوال ليلي بين الساعة 22:00 والـ04:00 بالتوقيت المحلي (20:00 -02:00 ت.غ). 

وتأتي قرارات بن عوف، عقب احتجاجات تشهدها السودان منذ 19 من كانون الأول الماضي، بدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.