icon
التغطية الحية

إنها سوريا العظيمة التي أنجبت مي سكاف والساروت(فيديو)

2019.07.23 | 18:07 دمشق

الفنانة السورية الراحلة مي سكاف (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

قبل 45 عاما أعدم فيكتور جارا المغني الشعبي التشيلي، بعد أن قطع الديكتاتور أوغوستو بينوشيه أصابعه ليحرمه العزف على غيتارته، وبذلك دفع جارا حياته ثمنا لموقفه المناهض للديكتاتورية والراقص أمام الحرية.

ديكتاتورية بوجه واحد في كل مكان وتضحيات واحدة أمامها وكذلك الخنوع، كثير من المثقفين والفنانين عبر العالم وقفوا في وجه الديكتاتورية وعاشوا الفقر والتشريد، ولأجل الحرية خسر بعضهم حياته، لكنهم كسبوا محبة شعبهم.

في المقابل دافع كثير من المثقفين والفنانين عن الديكتاتوريات كي لا يخسروا امتيازاتهم. في سوريا كانت ثورة آذار عام 2011 خيار من اعتبر الفن والثقافة ثورة، مثال ذلك الفنانة السورية مي سكاف التي يمر اليوم عام على رحيلها.

درست مي سكاف في جامعة دمشق بكلية الآداب وبرزت موهبتها في التمثيل بعد أن لعبت دور البطولة في فيلم "صهيل الجهات" للمخرج ماهر كدو عام 1991، وكانت ماتزال طالبة جامعية.

تعد مي سكاف من أوائل الفنانين السوريين الذي شاركوا في المظاهرات وطالبوا بالحرية وإسقاط نظام الأسد، وتعرضت إثر ذلك للاعتقال أول مرة صيف عام 2011، مع عدد من الممثلين والفنانين الذين كانوا يستعدون للخروج في مظاهرة.

أحال نظام الأسد "سكاف" إلى محكمة "الإرهاب" التي وجهت إليها العديد من التهم، منها "المس بأمن الدولة". كما قاطعتها شركات الإنتاج بسبب موقفها المعارض للأسد وتعرضت للتهديد والمضايقات، ما اضطرها لمغادرة سوريا مع ابنيها إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013.

لم تتوقف الفنانة السورية عن دعم الثورة السورية من منفاها في باريس ولم تغير موقفها السياسي والإنساني، رغم دخول الثورة في أتون الصراع العسكري مع النظام وظهور الفصائل العسكرية المتطرفة.

وافاها الموت إثر أزمة قلبية في 23 من تموز عام 2018، في باريس وتحولت "سكاف" إلى رمز وأيقونة من أيقونات الثورة السورية. 

وكان آخر ما كتبته "سكاف" في 21 من تموز على صفحتها الخاصة في فيسبوك يعبر عن استمرارها في موقفها المعارض لنظام الأسد"لن أفقد الأمل ... لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

وشهد العام الماضي والحالي رحيل عدد من رموز الثورة السورية، كان آخرهم منشد الثورة عبد الباسط الساروت الذي قضى بمعارك إدلب في صفوف الجيش الحر، بعد أن وقف مع الثورة منذ بدايتها وترك أثراً من الأغنيات التي مازال السوريون يرددونها في المظاهرات.