icon
التغطية الحية

إعلاميو الغوطة في الشمال بين ضعف الإمكانات ومرارة التهجير

2018.04.24 | 16:04 دمشق

الناشط الأعلامي علاء أحمد
تلفزيون سوريا - أحمد زكريا
+A
حجم الخط
-A

بعد أن هجرتهم الآلة العسكرية للنظام وحليفه الروسي إلى الشمال السوري، يقف العاملون في المجال الإعلامي من أبناء الغوطة الشرقية على مفترق طرق أمام الواقع الجديد المفروض عليهم.

فمنذ بدء الحصار على الغوطة الشرقية في 15 من تشرين الأول 2013 كان للناشطين الإعلاميين الدور الرئيس في تسليط الضوء على الأمور الميدانية والإنسانية والمحلية، ونقل معاناة الأهالي المحاصرين على مختلف الأصعدة، إلا أن قرار التهجير الذي فرضته روسيا ومن خلفها النظام على أهالي الغوطة أثرّ بشكل كبير على ناشطي الغوطة الإعلاميين الذين اضطروا لترك كثير من المعدات الضرورية خلفهم، ليكونوا على موعد مع بدايةٍ جديدة تبدأ من الشمال السوري.

وعلى الرغم من مضي أقل من شهر على وجود الناشطين الإعلاميين في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب شمال سوريا، فإن كثيرًا من الصعوبات باتت تعترض عملهم، مطالبين بضرورة وجود جهات ضابطة وداعمة لعمل هؤلاء الناشطين.

مطالبات بجسم إعلامي موحد ومخاوف من قلة فرص العمل:

الناشط الإعلامي "علاء الأحمد" شكا في حديثه لموقع تلفزيون سوريا العديد من الصعوبات التي تواجه عمله الإعلامي، وقال: "في كل منطقة داخل الشمال السوري هناك إعلامي وناشط هجّر من الغوطة إلى الشمال السوري، وهناك مخاوف ألا نجد عملًا، وذلك بسبب عدم استيعاب الأمر في هذه المنطقة، فهناك كثرة في الإعلاميين في الشمال السوري، ولم يتأقلم كثير منا في هذا المكان بسبب كثرة الإعلاميين ".

وأضاف "هنا لا يوجد أي مسؤول عن هؤلاء، لذلك فالمطلوب هو توحيد إعلاميي سوريا ككل ضمن جسم واحد، وذلك بسبب كثرة أعدادهم، ويجب أن يكون ذلك حسب شهاداتهم العلمية وأعمالهم الثورية".

إصرار على متابعة النشاط الإعلامي رغم التحديات:

أما " سراج الشامي" الذي يعمل مراسلا ل(موقع سوريا 24 )في الغوطة الشرقية، فأكد أنه ورغم كل التحديات التي تواجه إعلاميي الغوطة الشرقية في محطتهم الحياتية الجديدة فإنهم ماضون في عملهم، وقال: تشتتنا في ريف حلب الشمالي وإدلب، ولكننا رغم التهجير ورغم أنني خرجت من دون أي شيء من داخل مدينتي دوما فإنني سأكمل مسيرتي الإعلامية.

وقال الشامي "أعمل حاليا مع موقع سوريا24 كمراسل وما زلت أوثق ما يجري من انتهاكات بحق الأهالي في الشمال السوري، حلمي الوحيد هو أن أبقى أوثق بصوتي وبصورتي وبعدستي مجريات الأمور والثورة وكل ما هو خاطئ في ثورتنا الجليلة".

كما تحدث عن أهم الصعوبات التي تواجهه والمتمثلة بشعوره بالغربة بعيداً عن مدينته دوما، يضاف إلى ذلك الشعور بأنه أصبح مهمشا أو أن خروجه من الغوطة قد أنقصه الكثير من الميزات التي كان يمتاز بها على حد وصفه.

وطالب "الشامي" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن يتم منح ناشطي الغوطة الشرقية صلاحيات كباقي ناشطي الشمال السوري، وأن يتم التنسيق بينهم وبين جميع الناشطين في سوريا لتوحيد الكلمة.

ويعاني "الشامي" حاله كحال كثير من المهجرين والنازحين إلى الشمال السوري من صعوبة تأمين المأوى الصالح للسكن، مشيراً إلى أنه وفي حال تم تأمين المنزل فإن الإيجارات مرتفعة جدا ولا تتناسب مع قدرتهم كمهجرين على دفع المبلغ المطلوب والذي يصل إلى 150 دولار شهريا للمنزل الواحد.

 

 

رغم الإعاقة أملٌ بمواصلة النشاط الإعلامي:

لم تمنع الإصابة التي تعرض لها الناشط الإعلامي "وسيم الخطيب" في "عموده الفقري" من جراء غارة جوية من طيران النظام الحربي على حي "جوبر" شرقي العاصمة دمشق 2014، من مواصلة عمله في مجال رصد الأحداث في داخل الغوطة وتوثيقها، إضافة لعمله كمديرِ مكتب للمؤسسة السورية للتوثيق والنشر بدمشق وريفها، ومسؤول توثيق الانتهاكات الكيميائية بريف دمشق.

يقول الخطيب الذي لحق بركب زملائه الإعلاميين في رحلة التهجير، لموقع تلفزيون سوريا "بعد سبع سنوات متتالية من مواكبته للأحداث في غوطة دمشق الشرقية، ورصد جميع الحملات العسكرية بما فيها الحصار الخانق على مدار خمس سنوات كانت هي الأصعب، كنت أحد الإعلاميين الذين ينقلون المعاناة والصورة الحقيقية من الداخل إلى الخارج".

 وأضاف الخطيب "بعد 33 يوماً من حملة الإبادة الأخيرة في الغوطة الشرقية، توصلت الفصائل إلى اتفاق يحمل في طياته التهجير للشمال السوري ولم يكن هناك حل بديل، فقد فات الأوان ويجب علينا الرحيل إلى المجهول بعد كل هذا الوقت، وكانت الوجهة محافظة إدلب، وهناك تلقيتُ أفضل استقبال من زملائي ومن أهالي المنطقة، لتبدأ المرحلة الأصعب من مسيرتي بعد التهجير القسري وعدم وجود خطة واضحة للمتابعة."

كما أعرب "الخطيب" عن أمله في الحصول على العلاج المناسب والرعاية الصحية اللازمة له، وأن يتمكن من إحداث نقلة نوعية تمكنه من العودة ومتابعة عمله، لافتًا إلى أنه يحاول تدبر أموره بأبسط المعدات وسط ظروف معيشية صعبة.

 



مساعٍ حثيثة للم شمل إعلاميي الغوطة الشرقية:

رئيس رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية أبو اليسر براء، أشار إلى الجهود التي تبذلها إدارة الرابطة للتواصل ومعرفة أوضاع الناشطين الإعلاميين التابعين لها والمهجرين في الشمال السوري، والذين يقدر عددهم بنحو 200 ناشط إعلامي.

وقال براء لموقع تلفزيون سوريا: "بدأنا مباشرةً بعمل استطلاع يحدد مكان وجود الإعلاميين الذين خرجوا من الغوطة والذين نسبتهم إلى مجموع إعلاميي الغوطة ٩٩%، ويتضمن الاستطلاع بحثاً عن مكان إقامتهم ومعداتهم التي استطاعوا إنقاذها ونوع عملهم الإعلامي ونيتهم المستقبلية بالعمل، في سبيل عقد اجتماع قريب لجميع الإعلاميين لبحث سبل استمرار الإعلاميين بعملهم السابق وتأمين ما يمكن تأمينه لهم، بدءا من الإقامة وليس انتهاء بالتعويض عن الأضرار

وأضاف "إن جميع الإعلاميين في الغوطة الشرقية الذين خرجوا إلى الشمال السوري، لم يكونوا خططوا يوما لهذا المصير، وأغلبهم مارس العمل الإعلامي في الغوطة الشرقية لفترة لا تقل عن خمس سنوات، كانت كلها تحت القصف والحصار ما دفع الإعلامي للاهتمام بالتوثيق لجرائم "النظام وروسيا وإيران" وحال الأهالي المحاصرين، أكثر من التحقيقات الصحفية أو سواها من الأعمال الإعلامية، وتم ذلك بأدوات إعلامية يصعب جدا الحصول عليها بسبب الحصار ودون أي وسائل حماية أو ضمانات، حتى إن كثيرا منهم تعرض للمضايقة والاعتقال من الفصائل التي كانت هناك، وقد لعبت رابطة الإعلاميين دورا مهماً في الإفراج عن كثير منهم".

ووجه "أبو اليسر براء" رسالة مفادها " إننا كناشطين إعلاميين في الغوطة الشرقية، وعندما أقول الغوطة الشرقية فإني أعني حي "جوبر الدمشقي" معنا، بذلنا أقصى طاقتنا في توثيق جرائم الأسد والاحتلال الروسي في الغوطة الشرقية، وصمتنا عن كثير من الأخطاء للفصائل بغية عدم التشويش على المعركة الرئيسية ضد المحتل وعميله بشار الأسد، كما أننا لم نتلقَ العون أو المساعدة من أحد ولم يتلقَ أحد منهم أي تعويض عن كل ما لحق بهم من أذى وضرر سواء جسدي أو نفسي أو لوجستي ، أضف أننا نعمل بأضعف الإمكانيات وحتى نفسياً الألم كبير ولكننا آثرنا الاستمرار".

"رابطة الصحفيين السوريين" وجهود لدعم ناشطي الغوطة:

بدوره تحدث رئيس "رابطة الصحفيين السوريين" علي عيد عن الجهود المبذولة لتقديم ما يلزم للناشطين الإعلاميين المهجرين من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.

وقال عيد في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا: "منذ أن بدأت الهجمة الأخيرة على الغوطة قامت رابطة الصحفيين عبر مركزيات الحريات الخاصة بها بإجراء مسح لمجمل الصحفيين الموجودين داخل الغوطة بالاسم ومتابعة ظروفهم، تحضيرا وتجنبا لتعرض أي صحفي منهم لتهديد جسدي أو مادي أو معنوي أو إصابة".

وأضاف "تم تشكيل مجموعة للدعم من المتطوعين من داخل الرابطة وبإشراف من الهيئة الإدارية، قامت بالتواصل مع الصحفيين ومتابعة عملية المسح وعملية انتقالهم، وقامت بالاتفاق مع منظمات دولية معنية بحماية الصحفيين ودعمهم، وأجرت اتفاقا مع تلك المنظمات بالاتفاق مع جهة سورية لدعم هؤلاء الصحفيين وتغطية احتياجاتهم خلال عملية الانتقال".

وأشار، إلى أن الرابطة قامت بتصميم نموذج خاص لتلقي طلبات الإعانة والدعم، مبينا أنها تخص الصحفيين الذين اضطرتهم الظروف في الغوطة الشرقية حصرا، لتلقي طلبات الدعم والمساندة بمبالغ محددة وفق طبيعة عمل الصحفي وطبيعة احتياجه.

وشددّ "عيد" على أن الرابطة لن توفر جهدا وستلبي جميع الاحتياجات، وستقوم بتقييم وضع الصحفيين المحتاجين وبالتالي تقديمها للجهات التي تم الاتفاق معها ليتم تقديم الدعم لهؤلاء الصحفيين.