icon
التغطية الحية

أنباء عن مفاوضات بين "تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية"

2019.01.05 | 20:01 دمشق

أنباء عن مفاوضات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ومصادر إخبارية، أن مفاوضات تجري الآن بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" بهدف التوصل لاتفاق شامل بين الطرفين، عقب سيطرة "الهيئة" على جميع مناطق "حركة نور الدين زنكي" (المنضوية في الجبهة) غرب حلب.

وتعدّدت الروايات حول فحوى المفاوضات، حيث قالت "شبكة شام الإخبارية" - نقلاً عن مصدر عسكري -، إن التفاوض يجري بين قيادة الطرفين بهدف إنهاء الاقتتال، والاتفاق على آلية مشتركة لإدارة المناطق التي سيطرت عليها "تحرير الشام" غرب حلب، والمناطق التي سيطرت عليها "الجبهة الوطنية" جنوب إدلب، خلال المواجهات بينهما.

وحمّل المصدر - حسب "شبكة شام" -، قيادة "الجبهة الوطنية للتحرير" مسؤولية ما حصل مؤخّراً وتمكّن "هيئة تحرير الشام" مِن إنهاء "حركة الزنكي" (أحد مكوناتها)، معتبراً أنه رغم إعلان "الجبهة" النفير العام، إلا أنها لم تفعل ما يلزم لمنع تقدم "الهيئة".

ولفتت "شبكة شام"، إلى أن معلومات تسرّبت منذ أشهر عن لقاءات مكثفة بين مسؤولين مدنيين وعسكريين مِن "الجبهة الوطنية" و"تحرير الشام"، تهدف إلى الوصول لصيغة اتفاق على توسعة "حكومة الإنقاذ" (التي تهمين عليها "تحرير الشام") ومشاركة الطرفين في الإدارة المدنية لمناطق سيطرتهما بالشمال السوري.

أمّا موقع "نداء سوريا" فقال نقلاً عمّن سماها - مصادر خاصة -، إنّ "الجبهة الوطنية للتحرير" أعادت مناطق لـ"هيئة تحرير الشام" شرقي مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، سبق أن سيطرت عليها "الجبهة"، يوم الجمعة الفائت، خلال المواجهات بين الطرفين.

وأضاف الموقع، أن "تحرير الشام" دخلت بلدتي (تلمنس، والغدفة) شرق المعرة، وذلك كـ"مقدمة للتفاوض حول الأوضاع في الشمال السوري الذي يشهد اشتباكات بين الطرفين منذ ستة أيام"، دون معلومات بعد عن اتفاق حول موعد بدء المفاوضات.

وقالت مصادر أخرى، إن جلسة انعقدت بين "تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية" للتباحث في مناطق ريفي (إدلب وحماة) وملف أسرى الطرفين، على خلفية الاقتتال الأخير بينهما، وإن "الجبهة" سلّمت مدينتي معرة النعمان وأريحا لـ"الهيئة"، لـ يتوقّف الاقتتال نهائياً.

وسبق ذلك، نشر مقطع صوتي على غرف أخبارية في تطبيق "واتساب" منسوب للقيادي في "تحرير الشام" (أبي أحمد قلعة)، يطالب فيه أهالي بلدة تلمنس التزام منازلهم، وأنهم سيدخلون البلدة بـ"التكبير" ولا يريدون دخولها بالقتال، وتزامن ذلك مع وصول حشود عسكرية لهم إلى حرش "خان السبل" شمالي معرة النعمان، وسط أنباء عن اجتياح منطقة المعرة.

ورجَحت مصادر عدّة، أنه رغم جميع المحاولات التي تسعى لـ إيجاد صيغة حل بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير"، إلّا أن "الهيئة" تضع ضمن أهدافها السيطرة على كامل جبل الزاوية ومدينة معرة النعمان، وأنها ستستمر في محاولات "التهدئة" لتجميع قواتها مجدّداً، والبدء في تحقيق أهدافها.

وجاءت هذه التطورات، بعد تمكّن "هيئة تحرير الشام" مِن إجبار "حركة الزنكي" على الانسحاب من جميع معاقلها في ريف حلب الغربي إلى منطقة عفرين المجاورة، إثر هجوم شنّته عليها استمر لنحو ستة أيام، لم تتمكن خلاله "الحركة" حتى مِن سحب سلاحها معها، حيث نشرت "الهيئة" صوراً لـ دبابات عدّة قالت إنها مُصادرة مِن "الزنكي" التي حاولت تهريبها إلى عفرين.

يذكر أن "حركة نور الدين زنكي" أعلنت يوم 28 من كانون الثاني عام 2017، اندماجاها مع "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) تحت مسمى "هيئة تحرير الشام"، قبل أن تُعلن انشقاقها عن "الهيئة" في 20 من تموز مِن العام نفسه، لتندمج مع "حركة أحرار الشام" تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا"، يوم 18 من شباط عام 2018، ومَن ثم تشكيل الأخيرة مع العديد مِن الفصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، أواخر شهر أيار مِن العام الفائت.

يشار إلى أن العديد مِن المواجهات والتوترات حصلت بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل (الجبهة الوطنية للتحرير) في ريفي إدلب وحلب، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مِن الطرفين، إضافة لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين، وما إن يتفق الطرفان على التهدئة، حتى يعود التوتر بينهما مرة أخرى ويتجدد الاقتتال.