icon
التغطية الحية

أبو عمار في تهجيره الثالث.. هكذا تم ترحيله من إسطنبول إلى إدلب

2019.07.19 | 20:07 دمشق

توقيف مواطنين سوريين في حي أسنيورت في مدينة إسطنبول (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي المعنية بالسوريين في تركيا، العديد من الصور والفيديوهات لشبان سوريين في حافلات الشرطة التركية وأمام المخافر بعد أن تم توقيفهم لعدم امتلاكهم بطاقات الحماية المؤقتة أو لمخالفتهم قانون إذن السفر الذي يحرم السوريين في تركيا من حرية الحركة والتنقل.

ووصلت اليوم إلى أحد المعابر الحدودية في غرب إدلب حافلة تقل أكثر من 30 سورياً بعد أن تم توقيفهم في مدينة إسطنبول التي تشهد منذ أيام حملة مكثفة للأمن التركي تستهدف المواطنين السوريين في المدينة التي يقطنها أكثر من نصف مليون سوري حسب الأرقام الرسمية.

 

 

 

ويروي أبو عمار أحد مهجري جنوب دمشق، لموقع تلفزيون سوريا، قصته خلال الـ 24 ساعة الماضية منذ توقيفه وحتى وصوله إلى إدلب، ليفترق عن عائلته وولده الذي وُلد قبل أيام في تركيا بشكل مفاجئ ودون إمكانية الوداع على الأقل.

 

 

يقول أبو عمار "أعيش في إسطنبول مع زوجتي وأطفالي وابني الذي وُلد حديثاً في تركيا، وكنت قد حجزت موعداً للحصول على الإقامة المؤقتة (الكملك) في ولاية بورصة القريبة من إسطنبول".

واضطر أبو عمار للعيش في إسطنبول بعد أن حصل على فرصة للعمل في الولاية التي توقفت عن إصدار بطاقات الحماية المؤقتة.

ويكمل أبو عمار "أوقفتني الشرطة التركية يوم أمس الخميس في شارع ميماتي عكيف أنا وابن عمي، عندما كنا في طريقنا إلى العمل الساعة الثامنة صباحاً، وعندما طلبت الشرطة الكملك قلت لهم إنني أحمل جواز سفر، وعندما نظر إلي طلب مني الذهاب إلى الحافلة".

 

اقرأ أيضاً : روابط لـ مساعدة السوريين بالحصول على "كيملك" أو استعادته

 

أجرى أبو عمار مكالمة سريعة مع أحد أقربائه ليحضر له صورة عن دفتر العائلة وأوراق المستشفى الذي وُلد فيه ابنه، ولكن كل هذه المستندات الرسمية بالإضافة إلى ورقة موعد الكملك في بورصة، لم تجد نفعاً مع أبو عمار.

ويتابع أبو عمار "قلتله طيب شو مشان مرتي وأولادي.. قال ما بعرف.. قلتله إذا ترحيل بجيبهون معي.. كل ما أسال حدا من العساكر يقلي ما بعرف.. وهيك ضلينا بالباص شي 3 ساعات".

 

 

وبعد أن أوقفت الشرطة عدداً آخر من الشبان، تم نقل الشبان إلى أحد المخافر في الحي ووضعوا لهم "حزّامات" بلاستيكية في أيديهم، وقامت بسحب هواتفهم المحمولة منهم.

 

 

وأوضح أبو عمار أن بعض الشبان لا يملكون بطاقة حماية مؤقتة في حين يمتلك معظمهم بطاقات حماية من ولايات أخرى غير إسطنبول دون إذن سفر.

وقدمت الشرطة أوراقاً للشبان مكتوب عليها أسماؤهم، ليوقعوا عليها، دون أن يتم ترجمة الكلام المكتوب بهذه الورقة، ولدى سؤالهم عن محتواها قالت الشرطة لهم بأنها إجراءات روتينية.

 

 

ومن ثم سلّمت الشرطة هؤلاء الشبان البالغ عددهم 35 شخصاً، لـ "الجندرما" الذين قاموا بدورهم بنقلهم من إسطنبول إلى معبر حدودي قرب مدينة سلقين غربي محافظة إدلب.

وأثناء حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، وصل لأبو عمار خبر توقيف أحد أصدقائه في مدينة إسطنبول، وأنه فقد الاتصال به، وقال أبو عمار "إذا جواله خارج التغطية معناته كمان بدهن يرحلوه".

 

 

وفي ختام روايته لقصته قال أبو عمار "والله نحن كل قعدتنا هنيك مشان نعيّش أولادنا ونأمّن عليهن.. شغل من الساعة 8 للساعة 8وعم نتحمل ذل وإهانه بس كرمال هل ولاد.. عم نتحمل كل هاد وما خلصنا.. ما فينا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل".

وهكذا وفي غضون ساعات افترق أبو عمار كعشرات غيره عن عائلته التي بقيت في إسطنبول بدون معيل، وكل ذنبه أنه تأخر بالخروج إلى تركيا ولم يعد متاحاً الحصول على كملك في إسطنبول التي يوجد فيها آلاف الورش والمنشآت الصناعية التي يعمل بها السوريون بأجر ضئيل دون عقود نظامية.

هُجّر أبو عمار بداية من جنوب دمشق منتصف العام الفائت إلى الشمال السوري، وبعد أن دفع مبلغاً طائلاً للمهربين وصل إلى تركيا، والآن يعيش أبو عمار تهجيره الثالث من إسطنبول إلى إدلب بعيداً عن عائلته وولده الذي وُلد حديثاً.

 


صورة من تمصميم السوري محمد الحاج أحمد بعناون "كمليك السوريين الغرباء"

 

ولا يعلم السوريون الذين يعيشون في تركيا تحت قانون الحماية المؤقتة، تفاصيل هذا القانون، أو على الأقل لا يعلمون ما هي مخالفة الوجود في ولاية غير الولاية التي سجلوا فيها على بطاقة الحماية المؤقتة، والتي تراوحت بحسب ما بيّنت أزمة إسطنبول الجارية حالياً، بين التنبيه وتوقيع تعهّد ودفع مخالفة مالية، أو إجبارهم على العودة إلى ولايتهم، أو الترحيل إلى سوريا على حين غرّة.

ولا تعطي الولايات التركية أذونات السفر للسوريين إلا بشروط محددة كزيارة قريب من الدرجة الأولى أو بغرض الدراسة أو العلاج، في حين تتوقف كثير من الولايات عن إعطاء هذه الأذونات لأيام عدة.

ويعاني السوريون من قانون الحماية المؤقتة الذي يجبرهم على العمل في الولاية التي سجلوا بها، حيث من غير المسموح استخراج إذن عمل للسوري إلا في ولايته، ويضطر عشرات الآلاف للانتقال إلى ولايات ثانية بعد حصولهم على فرصة عمل بها، ويجبرون على العمل بطريقة غير نظامية، والعيش بتوتر وترقّب شديدين في الأوقات التي يستنفر فيها الأمن التركي كما يحصل حالياً في إسطنبول.