icon
التغطية الحية

مستشفيات دمشق بلا أدوية.. ما أوضاع المرضى فيها؟

2020.08.09 | 15:46 دمشق

27a68c2b-5057-41be-8a1f-4a2f35ea7672.jpg
علب أدوية مفقودة في دمشق (تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تسير الأوضاع الصحية في مناطق سيطرة النظام وتحديداً في دمشق وريفها إلى حافة الانهيار، وبدا التخبط واضحاً في تصريحات مسؤولي الصحة إذ لم تنجح حتى الآن وسائل إعلام النظام في تبرير ما يجري، وتحميل المؤامرة الكونية والحصار المسؤولية عن ذلك.

وسائل إعلام محلية نقلت أمس، تقريراً يتهم وزارة الصحة في حكومة النظام بإيقاف إنتاج المتممات الغذائية منذ عامين، وجاءت الاتهامات على لسان أصحاب المعامل الذين قالوا إن الوزارة "استمرت بهذا القرار التعسفي بالرغم من حاجة جميع المواطنين لها الآن والتي تساعد في العلاج والوقاية من جائحة كورونا، التي نعاني منها حالياً ولاسيما أن كثيرين لا يجدون هذه الفيتامينات والنسبة الأكبر ليست لديهم القدرة على شراء المستورد منها".

b65d7904-54da-4c29-9745-51d9366b2b05.jpg

 

مشافي دمشق بلا دواء

مصادر خاصة في العاصمة دمشق التقت بعضاً من أهالي المرضى الذين أدخلوا إلى المشافي التي استنفدت قدرتها الاستيعابية وتحدثوا عن معاناة مضاعفة في خوفهم على أبنائهم الذين لا يمكن زيارتهم، ويمكن الاطمئنان عليهم بعد دفع رشى لبعض الممرضين أو عبر الهاتف الجوال.

وأشارت المصادر إلى فقدان الكثير من الأدوية اللازمة إضافة للـ تحاليل التي يضطر الأهالي لجلبها للمشفى.

باسل مواطن من سكان دمشق، شقيقه مريض في أحد مشافي العاصمة يقول لموقع تلفزيون سوريا "بعد واسطات استطعنا إدخال أخي المشفى لكن المصيبة في أننا نضطر لجلب أغلب الأدوية لعلاجه، وخصوصاً الزنك والفيتامينات وهي غالية السعر وغير متوفرة في الصيدليات، ويجب أن نشتري المستورد بأسعار خيالية فعلبة الزنك بـ 11 ألف ليرة وفيتامين c وصل سعرها بالأمس لـ 9 آلاف ليرة".

 

d57722e3-c223-4e98-b2f9-c2085854bd26.jpg

 

مجدي من سكان ريف العاصمة يعاني والده من ضيق تنفس شديد، دخل مشفى حكومي كذلك بالواسطة و"تقبيل الأيدي" حسب وصفه، ولكن المصيبة كانت أكبر بعد إدخاله المشفى ويوضح قائلا "اعتقدنا أننا صنعنا معجزة بإدخاله المشفى ولكن حقيقة ما تقدمه له هي الأوكسجين والسيرومات وأما الأدوية فهي على المريض، وكذلك التحاليل التي يجب أن نجريها في المختبرات الخاصة فطلبوا لوالدي تحليل وظائف الكلى والكبد والكرياتين بحجة تعطل جهاز التحليل وكانت كلفتها حوالي 10 آلاف ليرة".

 

المروحة..أولاً

ليست المشكلة أيضاً في الأدوية والتحاليل والواسطات التي تكبل أي مصاب بكورونا وعائلته، لكن يقع على كاهلهم أيضاً تهوية المريض وحمايته من الاختناق بسبب الحرارة المرتفعة.

محمد أدخل والدته بحالة إسعافية خطيرة إلى إحدى مشافي النظام وبعد أن انتظر لساعات ريثما تم تأمين سرير لها طلبت منه إحدى الممرضات كما قال "اذهب إلى البيت واجلب لها ما تحتاجه من لباس ومروحة لأننا نشغل الكهرباء بأقل استطاعة لنحافظ على أرواح المرضى".

يتابع محمد "ذهبت إلى البيت وأحضرت المروحة ومعها وسادة وشراشف وبعض الفاكهة فالفارق بين المشفى والبيت وجود كادر طبي ومنفسة".

 

كورس منزلي

من لا يستطيع دخول المشفى وهم غالبية المرضى، عليهم بعزل أنفسهم في المنازل واتباع تعليمات الطبيب وهي نفس التعليمات المتبعة في أغلب دول العالم وحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية، ولكن للسوري خصوصية الجري وراء كل دواء والبحث عن المحلي الأقل سعراً وغير المتوفر.

أبو أحمد لديه مريضتان في المنزل زوجته وابنته وحسب قوله لا يعرف أحد من المسؤولين لكي يدخلهما المشفى وهو موظف بسيط فالأولى أن يكون مصيره كباقي السوريين.

أبرز أبو أحمد وصفة الطبيب مع أسعار الدواء التي تم تسعيرها من قبل الصيدلي، والمبلغ الكارثي بلغ 14500 للشخص الواحد أي عليه أن يدفع قرابة 30 ألف ليرة لعلاجهما لمدة ستة أيام فقط.

 

33_1.jpg

يضيف أبو أحمد "الطبيب قال لي أيضاً إننا في نهاية الكورس المنزلي سنحتاج إلى بعض التحاليل حسب تطور الحالة".

السيتامول أحد استطبابات مرضى كورونا وكـ خافص حرارة ومسكن اختفى من الصيدليات وارتفع سعره إن توفر لدى بعض الصيادلة أما السبب الذي يقدمه النظام تبقى الحجة، التهريب والاحتكار.

هذا بعض ما يعانيه السوريون في ظل نظام لايقيم وزناً لأرواحهم، كما يقول أحدهم، خاتماً "حكومتنا لا تريد أن تكون صادقة حتى في الصراع مع الوباء الذي قرع أبوابنا دون استثناء".