icon
التغطية الحية

ترهيب وتكميم.. إدانات واسعة لمحاولة اغتيال الصحافي بهاء الحلبي

2021.01.08 | 07:05 دمشق

136706002_2834108793471946_8053098393899855029_n.jpg
مراسل تلفزيون سوريا في مدينة الباب الصحافي بهاء الحلبي
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أثارت محاولة الاغتيال التي تعرّض لها مراسل "تلفزيون سوريا" في مدينة الباب شمال حلب، الصحفي بهاء الحلبي، موجة واسعة من الإدانة والاستنكار من المنظمات الحقوقية والإعلامية، فضلاً عن تضامن واسع من الإعلاميين والناشطين السوريين، الذين وصفوا حادثة الاغتيال بأنها محاولة جديدة لمنع إيصال الحقيقة وتكميم أفواه الإعلاميين السوريين، الذين يعتبرون المرآة الوحيدة المتبقية لواقع الشمال السوري.

وتعرّض مراسل "تلفزيون سوريا"، بهاء الحلبي، أول أمس الأربعاء، لمحاولة اغتيال في مدينة الباب على يد ملثمين، أسفرت عن إصابته بطلقات نارية في ذراعه وكتفه وصدره.

وهاجم الملثمون الحلبي عند خروجه من منزله وسط الباب شرقي حلب، وقالت مصادر طبية لـ "تلفزيون سوريا" إن وضعه مستقر، بعد أن خضع لعمل جراحي في مشفى الباب الكبير.

وقال شقيقه محمود لـ "تلفزيون سوريا" إن بهاء تعرض في وقت سابق لمحاولة اغتيال بمسدس كاتم للصوت في الباب لم يتم الإعلان عنها، وأشار إلى أن هذه المحاولة كانت مباشرة والرصاصات قريبة من القلب.

 

ترهيب وتكميم للأفواه

وأدان "تلفزيون سوريا"، بأشد العبارات هذا العمل الإجرامي، ورأى فيه "استهدافاً للإعلاميين الذين يعملون في الداخل السوري على تغطية كل ما يدور".

ودعا "تلفزيون سوريا"، في بيان له، إلى "تضامن جميع الإعلاميين في وجه هذه الموجة الترهيبية التي تستهدف الإعلاميين في الداخل السوري"، ودعا الهيئات الصحافية المحلية والعربية والدولية للتضامن مع الإعلاميين السوريين الذين يعملون ضمن شروط صعبة وتهديدات تستهدف حياتهم.

وطالب القوى السياسية والأمنية المسؤولة في المنطقة، بملاحقة الجناة المتورطين في محاولة اغتيال الحلبي، وإلقاء القبض عليهم وكشف الحقيقة، ومحاسبتهم على هذا العمل الإجرامي.

 

 

من جهته، أصدر "اتحاد الإعلاميين السوريين"، بياناً أدان فيه محاولة اغتيال الحلبي، مطالباً جميع السلطات التي "نصّبت نفسها وصية ومسؤولة عن المنطقة وعن أمنها وحماية القاطنين فيها، باتخاذ دورهم الحقيقي في ضبط الأمن".

وطالب الاتحاد المسؤولين عن أمن المنطقة بـ "ردع الخلايا الإرهابية التي عاثت فساداً وترهيباً في المناطق المحررة، مطالبين بمحاكمتهم بشكل علني وإنزال أشد العقوبات الرادعة بحقهم".

وأشار إلى أن هذه الحادثة هي الثانية خلال شهر واحد، بعد اغتيال الصحافي حسين خطاب برصاص مجهولين خلال تأديته عمله على أطراف مدينة الباب دون أن تتخذ السلطات الأمنية في المنطقة أي إجراءات فاعلة لمتابعة القضية، في دليل واضح على الاستهتار "المخزي" بحياة المدنيين الآمنين.

وحذر البيان للمرة الأخيرة "أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون المناطق الآمنة تتحول إلى مرتع للإرهاب، وسيتخذون أي إجراءات تقتضيها المصلحة العامة لإعادة استقرار المنطقة".

 

 

كما أدانت "رابطة الصحفيين السوريين" محاولة الاغتيال التي تعرض لها الإعلامي بهاء الحلبي، معتبرة أن "الانتهاكات بحق الإعلام والإعلاميين تصاعدت مؤخراً في جميع أنحاء سوريا، ومن ضمنها المناطق التي يفترض أنها خرجت من تحت نير الاستبداد حيث تعرض عدد من الإعلاميين لاعتداءات تمثّلت بالقتل والتنكيل والتضييق".

ودعت الرابطة كل الزملاء الإعلاميين إلى اتخاذ كل تدابير الحيطة والحذر حفاظاً على حياتهم وأمنهم الشخصي أثناء متابعة عملهم وواجبهم. مؤكدة أن "المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المدني عامة والعاملون في القطاع الإعلامي خاصة بهدف تكميم الأفواه وإحكام سيطرة سلطات الأمر الواقع لن تجدي نفعاً".

وأهابت الرابطة بالمجتمع الدولي والدول المؤثرة في الملف السوري بشكل خاص، أن تتحمل مسؤولياتها وتتخذ تدابير عاجلة لوقف استهداف المدنيين والإعلاميين على الأراضي السورية، داعية إلى توفير الحماية للإعلاميين، وتكريس بيئة آمنة لهم لممارسة مهنتهم بكل استقلالية؛ فإنها ستظل تطالب وتعمل بقوة لتحقيق مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب لكل من يرتكب الانتهاكات بحق الصحفيين.

 

حماية الإعلاميين واجب القوى المسيطرة

وأصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بياناً دانت فيه استهداف مراسل "تلفزيون سوريا" بهاء الحلبي، وكل الانتهاكات التي تقع بحق الكوادر الإعلامية، والتي تسعى نحو تكميم الأفواه، وإيقاف نقل وقائع الأحداث الميدانية.

وشددت الشبكة في بيانها على ضرورة تعزيز حماية الصحفيين، نظراً لدورهم الحيوي في نشر المعلومات، والسماح لهم بالعمل بحرية، والتوقف عن سياسة التهديد والملاحقة.

وطالبت الشبكة، القوى المسيطرة في منطقة الباب بتحمل مسؤوليتها في توفير الأمن والسلامة لسكان المنطقة وملاحقة المتورطين ومحاسبتهم، مشيرة إلى أنها "يتوجب عليها مباشرة التحقيق في الحادثة، وكشف ملابساتها للرأي العام على وجه السرعة، حيث تأتي هذه الواقعة الأليمة بعد أسابيع قليلة من قتل الناشط الإعلامي حسين خطاب التي فشلت القوى المسيطرة في القبض على مرتكبي الجريمة ومحاسبتهم".

 

 

كما دان "اتحاد ثوار حلب" استهداف مراسل "تلفزيون سوريا"، بهاء الحلبي، وأعرب عن استنكاره لمحاولة الاغتيال بالقول "هال الاتحاد خبر محاولة الاغتيال التي تعرض لها الثائر والإعلامي بهاء الحلبي في مدينة الباب".

وطالب الاتحاد القوى الأمنية بـ "تشديد الإجراءات لحماية المواطنين عامة وأصحاب الرأي والإعلاميين خاصة، وإيجاد حلول عملية جادة لضبط الأمن، وخصوصاً في مدينة الباب التي شهدت أحداثاً مؤسفة مسّت أمن الجميع وحوادث اغتيال تسببت بخسارة إعلاميين وأصحاب رأي وقيادات ثورية".

 

 

الحكومة المؤقتة تعد بملاحقة

من جانب آخر، دانت الحكومة السورية المؤقتة محاولة اغتيال الحلبي، وقالت في بيان لها إن "قوى الشر والإرهاب تستمر في غدرها وإجرامها، محاولةً بشتى السبل بث الذعر والوهن في نفوس المواطنين وضرب الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأضاف البيان أن الحكومة المؤقتة تتمنى الشفاء العاجل للإعلامي بهاء والسلامة لكل الإعلاميين الأحرار في سعيهم للحصول على الحقيقة وإظهار الواقع.

وأكد البيان أنه لن ينال من ثبات وعزيمة "إعلاميينا وثوارنا الأبطال في نضالهم ضد الظلم والاستبداد والإجرام"، مشدداً على عزم الحكومة اتخاذ كل الوسائل لملاحقة قوى "الشر والإرهاب" ومن يقف خلفهم حتى استئصالها والقضاء على "إرهابهم".

وقال رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى "إن يد الارهاب والإجرام تحاول قتل الحقيقة واستهداف الأصوات الحرة التي تدافع عن الثورة".

 

 

كما استنكر "الائتلاف الوطني السوري"، محاولة الاغتيال، معتبراً أنها "تمثّل جريمة نكراء مدانة وخطيرة".

وأشار الائتلاف إلى أن الحالة الأمنية التي تعيشها بعض مناطق ريف حلب "لا تزال خطيرة، بسبب وجود خلايا إرهابية تابعة لقوات الأسد وميليشيا قسد، ما يستدعي المزيد من الحذر والتشديد الأمني من الجميع، لا سيما المؤسسات المتخصصة".

 

 

الإعلاميون أهداف مكشوفة وسهلة

وعبّر صحفيون وإعلاميون سوريون عن تضامنهم الواسع مع الزميل بهاء الحلبي، مستنكرين محاولة الاغتيال، ومحملين "الجيش الوطني" وقوات الشرطة الجزء الأكبر من المسؤولية عما يحدث نتيجة الواقع الأمني المتردي التي تعيشه مدينة الباب وبعض مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وقال رئيس "اتحاد الإعلاميين السوريين"، سعد السعد، إن "الإعلاميين مهددون بشكل مباشر، ويجب عليهم الدفاع عن أنفسهم بمختلف الوسائل المتاحة، وتكثيف الجهود للفت الأنظار للوضع الأمني المتردي التي تعيشه الباب وباقي مناطق المعارضة، والتركيز بشكل أكبر على نقاط الخلل والضعف الذي تعاني منه مؤسسات المعارضة الأمنية".

من جهته يرى الناشط الإعلامي، أبو شادي السفراني، أن "العداء قديم ضد الإعلاميين وأول من حاربهم هو النظام ثم تنظيم الدولة وقسد والتنظيمات التي تخشى من فضح ممارساتها، وتجدد العداء مع الفلتان الأمني في المناطق المحررة، وزاد من جسارتهم لاغتيال كل صوت حر مسموع، وطرق الاغتيال واحدة ومتشابهة تماماً".

الإعلامي عبد القادر يوسف، اعتبر أن الإعلاميين "أهداف مكشوفة وسهلة بالنسبة للجهات المسؤولة والفاعلة في الفوضى الأمنية التي تعاني منها الباب وعموم مناطق المعارضة، ويبدو أن الحملة ضدهم منظمة وقد تتصاعد إن لم يتم وضع حد للفلتان الأمني"، وأضاف يوسف لموقع "تلفزيون سوريا"، أن "حماية الإعلاميين مسؤولية الفصائل وقوات الشرطة بعد أن أصبحوا هدفاً مباشراً للإرهابيين".

في حين أكد الناشط الإعلامي شريف الحلبي لموقع "تلفزيون سوريا"، أن "عمليات الاغتيال التي طالت الإعلاميين في الباب أثارت الرعب بينهم، وهم الآن يعيشون في حالة ترقب وقلق، ولسان حالهم يقول، دور من؟ ترى من سيكون التالي؟"، وأضاف شريف لموقع "تلفزيون سوريا"، أن "الوضع الأمني في الباب لم يعد يطاق".

الناشط السياسي، بلال صطوف، قال "إن المسؤولية عن عمليات الاغتيال ضد الإعلاميين تتقاسمها عدة جهات لها مصلحة في إثارة الفوضى، ولكل جهة استراتيجيتها وطريقتها في العمليات، وعلى سبيل المثال تقوم استراتيجية تنظيم داعش في التعامل مع الإعلاميين على الخطف ثم تنفيذ الإعدام أو الاغتيال".

 

سوريا آخر معاقل الرهائن للصحفيين في العالم

ويتعرّض الإعلاميين والناشطين السوريين في مناطق المعارضة، بشكل متواصل للاعتقال والتهجم من قبل مختلف الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية الموجودة على الأرض، بسبب تغطيتهم للأحداث في المنطقة.

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أصدرت تقريراً في أيار الماضي، قالت فيه إن 707 مواطنين صحفيين، قتلوا في سوريا منذ آذار من العام 2011، حتى أيار من العام 2020، بينهم 52 قضوا تحت التعذيب، فضلاً عن 9 صحفيين أجانب، فضلاً عن إصابة ما لا يقل عن 1563 بجروح متفاوتة.

كما طالبت الشبكة، بالإفراج عن 422 مواطناً صحفياً في سوريا، معظمهم معتقلون لدى النظام ومهددون بوباء "كورونا".

وحمَّلت الشبكة نظام الأسد المسؤولية الأكبر فيما وصلت إليه سوريا من أسوأ التصنيفات على مستوى العالم، فيما يخص حرية الصحافة والعمل الإعلامي، وتشويه صورة سوريا والشعب السوري، واعتبرته المرتكب الأكبر للانتهاكات بحق المواطنين الصحفيين.

وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود، تمثل سوريا آخر معاقل الرهائن للصحفيين في العالم حالياً، وتحتل المركز 177 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، منذ أكثر مِن 7 سنوات، دون أن تتخذ المنظمات ذات الشأن أي إجراء لحماية الصحفيين والإعلاميين الذي يعملون على تغطية ما يجري في الداخل السوري.

 

 

اقرأ أيضاً: سوريا من بين أكبر 5 دول سجنا للصحفيين في العالم