icon
التغطية الحية

موسيقي شهير يعلق.. هل يتصاعد خطاب الكراهية ضد السوريين في تركيا؟

2020.12.09 | 14:30 دمشق

5dbb4ffd5542831f7cc61597.jpg
محلات سورية في أحد شوارع مدينة إسطنبول - الإنترنت
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تسبب الحادث العنصري الذي تعرّض له مساعد مدرّب فريق "باشاك شهير" التركي، بيير ويبو، بعد أن وجّه له حكم المباراة عبارات عنصرية بردود فعل واسعة، كان أبرزها انسحاب الفريق التركي من المباراة، واستبعاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الحكم، فضلاً عن حملة رفض للعنصرية وتضامن واسعة شهدتها الأوساط الرياضية مع المنتخب التركي.

كما نالت الحادثة نصيبها من التضامن وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بين المستخدمين الأتراك، حيث غرّد المستخدمون منتقدين الحادث العنصري على نطاق واسع، ومنادين بنبذ العنصرية أياً كان شكلها.

إلا أن الحادث اتخذ منحىً آخرَ بعد أن غرّد "حزب الجيّد"، والمعروف بمواقفه المعادية للاجئين السوريين، متضامناً مع مساعد مدرّب فريق "باشاك شهير" ويبو، مرفقاً التغريدة بوسم "لا للعنصرية"، ما دفع بعدد من مستخدمي "تويتر" بالتعليق على التغريدة، متهمين الحزب بازدواجية المعايير، حيث ينتقد العنصرية ويدافع عمن يتعرض لها، في حين لا يترك الحزب أو أعضاؤه البارزون فرصة لتوجيه انتقاداتهم العنصرية تجاه اللاجئين السوريين.

وعلّق أحد المستخدمين وسم "لا للعنصرية" على صفحة "حزب الجيد" بقوله "أظن أنك نسيت الكتابة: لا للعنصرية إلا تجاه السوريين".

وأوضح مستخدم آخر أنه "أولئك الذين يمارسون كل أنواع العنصرية ضد السوريين، لا يحق لهم التضامن مع من يتعرض للعنصرية"، في حين قال آخر "عندما يكون نوابكم المأساويون والفاشيون والعنصريون ضد السوريين، ويتصيدونهم في كل وقت، فلا يمكن تصديقكم على الإطلاق".

 

 

"العنصرية ضد السوريين ليست عنصرية"..

إلا أن الردود على تغريدة "حزب الجيد" انتقلت إلى الفضاء العام بين المغردين الأتراك، وسرعان ما انتشر وسم (#Suriyelilere)، ليصبح خلال ساعات قليلة من بين الوسوم الأعلى في تركيا.

وتباينت الردود والتغريدات بين منتقد لسياسة "حزب الجيد" العنصرية تجاه السوريين، وبين مؤيد لها، فضلاً عن تغريدات كثيرة تعتبر اللاجئين السوريين عبئاً ثقيلاً يحمله الشعب التركي فوق ضائقته الاقتصادية التي يعاني منها منذ شهور.

ورد الفنان والموسيقي التركي، أوميت مورار، على تغريدة "حزب الجيد"، بتغريدة اعتبر فيها أن "العنصرية ضد السوريين ليست عنصرية"، ما دفع الكثير من مستخدمي موقع "تويتر"، ومنهم معجبوه، على التفاعل والتأكيد على ما قاله.

 

 

وقال أحد المستخدمين "لو أننا نرتكب العنصرية ضد السوريين، لما كنا قدمنا لهم كل أنواع الراحة، وعالجناهم في مستشفياتنا، وافتتح كثير منهم محلات في إسطنبول، وخلقوا سوريا صغيرة لأنفسهم في بلدنا"، ليرد عليه آخر متسائلاً "أنفقنا عليهم 40 مليار دولار، أين العنصرية في هذا؟".

واعتبر أحد الأتراك أنه "سئمنا الضيوف.. نحن نبحث عن الصمت والسلام في بيوتنا"، في حين قال آخر "السوريون عنصريون ضدنا، دعنا ندخل إلى إحدى مناطقهم ونرى كيف سيتجمعون ويهاجمونك".

مستخدم آخر قال إنه "ليس علينا إطعام السوريين.. مثلما لا يتعين على أي سوري إطعام أي تركي، لا يوجد أي تركي ملزم بإطعام السوريين"، مشيراً إلى أن "العنصرية الحقيقية هي إجبار أحد على الآخر".

 

 

من جانب آخر، انتقد مستخدمون ازدواجية المعايير لدى البعض ممن يدّعون أنهم ضد العنصرية، لكنهم يمارسونها مع فئات محددة.

وانتقد الكاتب والباحث التركي فاتح دودو العنصرية ضد السوريين بتغريدة قال فيها "أولئك الذين يهينون ويسخرون من السوريين في كل فرصة، والسياسيون الذين يمارسون العنصرية ضدهم، فجأة أرسلوا رسالة أنهم ضد العنصرية"، مضيفاً "أنتم تعرفون شيئاً قبيحاً قمتم به، لكنكم خلقتم ظرفاً لا يمكنكم التخلي عنه".

 

 

وغرّد مستخدم آخر بالقول "أولئك الذين ينشرون الكراهية ضد الأكراد والسوريين يهتفون الآن العنصرية مرض"، وقال آخر "يجب ألا ينظر إلى العنصرية على أنها عنصرية سوداء وبيضاء فقط، بل العنصرية ضد الأكراد أو الأرمن أو السوريون أو اليونانيون أو أي شعب كان هي عنصرية أيضاً".

 

 

السوريون في تركيا: إحدى أبرز ثلاث قضايا في المجتمع

وكان مسح شامل واستطلاع الرأي  أجراه "مركز أبحاث الهجرة والاندماج"، التابع للجامعة التركية الألمانية في إسطنبول، حول اللاجئين السوريين قدِّم إلى البرلمان التركي، في تشرين الثاني الماضي، أظهر أن القلق والخوف وحتى الكراهية، تتزايد يوماً بعد يوم في المجتمع التركي تجاه السوريين، ويعتبر كثير من الأتراك أن الذين كان يُنظر إليهم على أنهم ضحايا في الأيام الأولى، يمثلون الآن عبئاً يتزايد على المجتمع.

حيث اعتبر في العام 2014 نحو 70 % من الأتراك الذين شملهم المسح أنهم غير متشابهين أو متساوين ثقافياً مع السوريين، بينما يعتبر الآن نحو 82 % أن القلق في المجتمع التركي آخذ في التزايد.

ووفق الدراسة، اعتبر 75 % من الأتراك أنه لا يمكنهم العيش مع السوريين بسلام، ورفض بشكل مباشر 87 % من الأتراك إعطاء حقوق سياسية للسوريين في التركيا، بمن فيهم أعضاء "حزب العدالة والتنمية".

كما أجاب 27 % من الأتراك أن أبرز المشكلات في تركيا هي اللاجئون السوريون، حيث تصنف هذه القضية إحدى أبرز ثلاث قضايا في تركيا.

يشار إلى أنه، وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن دائرة الهجرة التركية، بلغ عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، 3.627.481 لاجئاً سورياً، 59.785 منهم يقيمون في المخيمات.

وتتصدر إسطنبول قائمة الولايات التركية من حيث عدد السوريين بـ 511.498 سورياً، تلتها غازي عنتاب بـ 452.420، ثم هاتاي بـ 436.384 سورياً.

 

 

اقرأ أيضاً: مركز أبحاث: نصف السوريين في تركيا لن يعودوا إلى وطنهم