icon
التغطية الحية

حزب الله يطرد سوريين من أراضيهم.. ما قصة بلدة الطفيل اللبنانية؟

2021.01.24 | 20:01 دمشق

bayllbla.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع محطة (LBC) اللبنانية، اليوم الأحد، خبراً بعنوان "أراضي بلدة طفيل عادت إلى كنف الدولة" ما يوحي للقارئ بأن الأراضي المذكورة مستولى عليها أو محتلّة من قبل دولة أخرى أو كيان آخر.

وجاء في خبر المحطة اللبنانية أن "أراضي بلدة طفيل عادت إلى كنف الدولة بعدما تمكن رجل الأعمال اللبناني (حسن دقو) من استعادة نحو 60% من تلك الأراضي العائدة لمنطقة الجوزة التابعة لبلدة طفيل اللبنانية".

وأوضحت المحطة أن تلك الأراضي المُستعادة "كان يستصلحها سوريون من عسال الورد طوال العقود الماضية وعملوا على استصلاحها وزرعها بالأشجار المثمرة وغيرها، ليتمكن "دقو" من إعادتها والتعويض على البعض شرط عدم الرجوع إليها واعترافهم بلبنانيتها".

اقرأ أيضاً: إيكونوميست: التضييق على اللاجئين السوريين لن يجبرهم على العودة

وختمت المحطة خبرها بالقول إن المالك الجديد جعل مستصلحي الأراضي "يوقعون على مستندات قانونية حصلت بينهم وبين الشركة المالكة على أن يستكمل استرجاع باقي الأراضي خلال الأيام المقبلة".

ما قصة بلدة الطفيل؟

تعد بلدة الطفيل اللبنانية، بمثابة خاصرة على الحدود الشرقية للبنان وتتداخل مع الأراضي السورية كشبه جزيرة، تبلغ مساحتها نحو 62 كم2، وتتوزع على 2400 سهم، يمتلك "محمود خنافر" وهو من الجنوب اللبناني 600 سهم منها والـ1800 سهم المتبقية مرهونة لصالح المصرف المركزي اللبناني. كما أن هناك 9 كيلومترات تشكّل مشاعاً وهي ملك للدولة اللبنانية.

 وتقطن البلدة عائلات لبنانية وسورية أيضاً، تملك أسهماً من ضمن الأراضي المرهونة للمصرف اللبناني، منذ نهايات الحكم العثماني (أكثر من 100 عام بقليل).

ويؤكد الأهالي أنهم يعملون منذ ذلك الحين في تلك الأراضي، وبقوا فيها. وكانت الطفيل مزرعة لأحد الإقطاعيين، يُدعى عاصم آغا سويدان الذي باعها إلى جودت الفلا، فأقام عليها مقالع رخام، ومن ثم آلت إلى بنك "مابكو" الذي أفلس لاحقاً، لتصبح الطفيل ملكاً لمصرف لبنان.

 

unnamed (2).jpg

 

ويقول الأهالي إن جودت الفلا وأحمد الجلبي (عراقي) ومحمود خنافر المتحدر من جنوب لبنان ويعمل في جنوب أفريقيا، يتشاركون في ملكية الأراضي، وبين عامَيْ 1984 و1985 كانوا يأتون إلى البلدة بحثاً عن الذهب.

وعندما طالت آلة حرب النظام مناطق القلمون، بدأ أهالي بلدة الطفيل النزوح إلى عرسال وقرى البقاع الأوسط وبيروت، في حين تمركز فيها "حزب الله" وقوات النظام حتى السنة الماضية، دون أن يدخلها الجيش اللبناني حتى بعد عودة أهاليها إليها مجدداً بعد توقف القصف.

واقتصر دور الجيش اللبناني على الإشراف في نقطة "الحرف" التي تبعد 8 كم عن البلدة، في حين أقام الأمن العام نقاط تفتيش وتصديق لمعاملات أهالي الطفيل، وكأنهم يعودون إلى بلدتهم السورية لا اللبنانية.

فجأة ظهر المدعو "حسن دقّو" (في تموز 2020) مدّعياً أنه اشترى 600 سهم من خنافر، علماً أن تاريخ العقد 15 من حزيران 2020 (أقل من شهر على ظهوره). كما أن دقو -السوري الأصل- استحصل على الجنسية اللبنانية منذ 4 أشهر فقط.

من "حسن دقو"؟

بعد أن ظهر "دقو" في المنطقة مدعياً امتلاكه الأسهم المذكورة، راح ينفّذ أعمال جرف واقتلاع أشجار مثمرة كالمشمش والكرز والتفاح في بساتين البلدة، بواسطة جرافات وآليات، بمرافقة من أشخاص مسلحين، ملحقاً الضرر البالغ والخسائر الفادحة بأصحاب ومالكي البساتين، بحسب الـ "إندبندنت".

 

تنزيل-6.jpg
حسن دقو مع أحد أبنائه (فيس بوك)

 

دفع ذلك الأهالي لتقديم كتاب حول الموضوع إلى محافظ بعلبك، الذي أحال الكتاب بدوره إلى قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي "للاطّلاع وتكليف مَن يلزم بإجراء الكشف والتحقيق اللازمَيْن في صحة ما جاء في استدعاء الأهالي، من تعدٍّ من قبل (ابن البلدة) المواطن حسن دقو على أملاك الأهالي وجرف بساتينها، لوقف أعمال الجرف واقتلاع الأشجار المثمرة بصورة فورية".

اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون بعد تفجير بيروت: مرارة أكبر ومستقبل مجهول

تبيّن لاحقاً أن "حسن دقو" من قياديي "حزب الله"، والمرافقين له هم عناصر من الفرقة الرابعة ومن حزب الله، ولم تكن الطفيل الوحيدة في عمليات الاستيلاء، بل طاف على أهالي بلدات رنكوس وعسال الورد السوريتين مع طفيل اللبنانية المقابلة، وطلب من أصحاب الأراضي الحدودية، قطاف محصولهم، للمرة الأخيرة قبل مصادرة أراضيهم.

وبالرغم من ثبوت كذب ادعاءاته ومزاعمه حول شرائه الأرض وامتلاكه لها، إلا أن السلطات لم تتمكن من حل الموضوع، والسبب بالطبع يعود لدور "حزب الله" وتحكمه بمفاصل لبنان.

وعندما توجه الأهالي لمسؤولي البلديات على الجانب السوري، في محاولة يائسة للتقدم بشكوى، تم طردهم وتهديدهم بإحضار عناصر الفرقة الرابعة.

وعدا عن مصادرة وخسارة أراضيهم بالقوة، يتخوف الأهالي من احتمال دفن مواد سامة في منطقتهم، بحسب بعض أصحاب الأراضي من عسال الورد السورية، بحسب موقع "سيريا ريبورت"، وذلك في ظل السرية الكبيرة المفروضة حول الأعمال الجارية، ومنع الاقتراب من المنطقة.

كما يتخوف البعض من تحول المنطقة إلى قاعدة عسكرية جديدة لحزب الله، وأن ما يجري فيها حالياً هو أعمال هندسية لإقامة أبنية خرسانية محمية تحت الأرض، تصلح لتكون مخازن أسلحة. هذا بالإضافة إلى إنشاء العديد من المعامل الخاصة بإنتاج حبوب (الكبتاغون) المخدرة في المنطقة.