icon
التغطية الحية

9 من بين كل 10 أشخاص في المخيمات السورية نزحوا أكثر من مرة

2023.03.17 | 12:06 دمشق

أطفال في مخيم للناجين من الزلزال أقيم بالقرب من مدينة دارة عزة القريبة من حلب
أطفال في مخيم للناجين من الزلزال أقيم بالقرب من مدينة دارة عزة القريبة من حلب
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

من بين كل عشرة أشخاص يعيشون في مخيمات النازحين التعيسة في شمال غربي سوريا، هناك تسعة تشردوا عدة مرات بحسب ما كشفه استبيان جديد.

ولقد تسبب الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا وقتل الآلاف من الناس بمضاعفة الأوضاع التعيسة بالأصل على النازحين، إذ يقدر بأن نحو 98% من السوريين الذين يعيشون في المخيمات قد ألفوا أنفسهم بلا مأوى آمن بعد الزلزال بحسب تقرير نشرته منظمة آكشن فور هيومانيتي.

هذا ولقد أجبرت الحرب السورية التي بلغت عامها الثاني عشر يوم الأربعاء الماضي، ما يقارب من 1.8 مليون شخص على العيش في 1420 مخيماً في الداخل السوري، حيث كشف المسح الذي شمل 263 أسرة نازحة في شمال غربي سوريا بأن 92% من تلك الأسر تشردت أكثر من مرة منذ بدء النزاع، إذ نزح ثلثاهم (أي 64%) ما بين أربع وسبع مرات، في حين ذكر 23% منهم بأنهم نزحوا ثماني مرات فأكثر.

نزوح متكرر

يعمل هاني حبال، من حلب، على تقديم الاستجابة عند خطوط الجبهة في الشمال السوري، ويشرف على المشاريع الإنسانية لدى منظمة آكشن فور هيومانيتي ولهذا يقول: "بوصفي سورياً، لذا فقد كانت السنوات الاثنتا عشرة الماضية مؤلمة بالنسبة لي، إذ قتل فيها كثير من أبناء شعبنا، وأصيبوا وخسروا بيوتهم".

أضف إلى ذلك الزلزال الذي أتى بعد كل هذا فدمر وحطم بيوت الناس وأشعرهم بعدم الأمان من جديد.

وهنا يضيف حبال قائلاً: "خسر كثيرون بيوتهم مرات عديدة، إذ عندما بدأت الحرب، كان الناس يعيشون في مناطق مثل دمشق ودرعا وفي مختلف أرجاء البلد، إلا أنهم هُجّروا عندما وصل القتال إلى مدنهم وقراهم، ثم فروا خوفاً على حياتهم إلى مناطق مثل حلب والرقة، ليهجروا من جديدة إلى مناطق مثل إدلب، ومن بعدها هُجّروا مرة أخرى عندما وصل القتال إلى هناك. وفي بعض الحالات التي بلغ معها الوضع مداه، اضطر الناس لترك بيوتهم أكثر من 20 مرة، هل بوسعكم أن تتخيلوا حياة يُجبر فيها المرء وأهله على التشرد خوفاً على حياتهم أربع أو خمس أو ست مرات؟ ذلك هو واقع الملايين من الناس في شمال غربي سوريا".

أما ديفيد ميليباند، وهو رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، فقد هاجم المجتمع الدولي لعدم اهتمامه بسوريا، حيث قال في تصريح له: "إن التيه ليس بأسلوب حياة لملايين الناس في شمال غربي سوريا. ولقد أتى زلزال شباط ليذكرنا بأن الأزمة المنسية هي ليست بأزمة بلا حل، كما كشف لنا الحقيقة بطريقة تصويرية وذلك فيما يتصل بحياة هؤلاء الذين تُركوا لتتقطع بهم السبل بسبب الحرب، فأصبحوا تحت رحمة الظروف، وأسرتهم الأوضاع التي يعيشونها، وصاروا عرضة للصدمات".

إلى جانب الخوف من العنف والاستغلال وعمالة الأطفال في مخيمات النازحين، أعلنت الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني الماضي بأن الناس هناك أصبحوا معرضين لخطر الغارات المدمرة التي تنفذ في أثناء النزاع.

 المصدر: The Guardian