icon
التغطية الحية

865 إصابة بالكوليرا في سوريا.. إهمال السلطات قد يتسبب بانفجار وبائي جديد

2022.09.14 | 13:17 دمشق

كوليرا حلب الجامعي
إصابات كوليرا في مستشفى حلب الجامعي - تلفزيون سوريا
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

أكد عاملون صحيون أن النظام الصحي في سوريا الممزقة بفعل سنوات الحرب الطويلة، غير قادر على مواجهة وباء جديد بدأ بحصد أرواح السوريين. حيث لم يلبث السوريون أن تخلصوا من تداعيات جائحة كورونا التي استمرت لقرابة عامين، وحصدت أرواح كثير منهم، حتى بدأت الكوليرا بالانتشار بأعداد متصاعدة تدعو للقلق الشديد.

وبحسب مصادر تلفزيون سوريا وإحصائيات مركز الترصد الوبائي ووزارة الصحة في حكومة النظام، بلغت أعداد المصابين بالكوليرا في كامل سوريا حتى يوم أمس الثلاثاء 865 إصابة.

انتشار سريع للوباء وتكتم من السلطات المسيطرة

تشير المصادر الطبية إلى أن انتشار الكوليرا في سوريا بدأ مطلع الشهر الحالي، لكن البيانات الرسمية جاءت متأخرة قليلاً، حيث أعلنت الإدارة الذاتية التي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا يوم السبت الماضي تسجيل 3 وفيات بالكوليرا، فضلاً عن وجود إصابات لم تفصح عن عددها.

 

لمتابعة تفشي مرض الكوليرا.. الصحة تزور المراكز الصحية في دير الزور زار وفد من هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق...

Posted by ‎الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا‎ on Sunday, September 11, 2022

لكن سرعان ما انفجرت أعداد الإصابات في مناطق سيطرتها حيث سجل مركز الترصد الوبائي EWARN التابع لوحدة تنسيق الدعم يوم أمس، 4 وفيات و 344 إصابة بالكوليرا في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، بحسب ما ذكر المرصد لموقع تلفزيون سوريا.

وعلى الرغم من أن  "هيئة الصحة" التابعة للإدارة الذاتية شرق سوريا قد أطلقت نداءات استغاثة ودعوات لـمنظمة "الصحة العالمية" من أجل التدخل واتخاذ الإجراءات المناسبة، يقول رئيس هيئة الصحة الطبيب جوان مصطفى إن "الوضع تحت السيطرة"، وأنهم "اتخذوا التدابير اللازمة وجملة من الإجراءات الوقائية". 

أكثر من 500 إصابة بالكوليرا في حلب

أيضاً في مناطق سيطرة النظام السوري باتت مدينة حلب بؤرة لانتشار وباء الكوليرا حيث أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري يوم الإثنين الماضي عن تسجيل أولى الإصابات بالكوليرا، ثم اضطرت للإفصاح عن وجود حالتي وفاة عزت سببهما إلى عدم طلب المشورة الطبية وفق تعبيرها.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام يوم أمس الثلاثاء أن العدد الإجمالي للإصابات المثبتة بمرض الكوليرا في البلاد بلغ 53 إصابة توزعت في حلب 22 والحسكة 13 ودير الزور 10 واللاذقية 6 ودمشق 2.

وارتفعت أعداد المتوفين من جراء الإصابة بالكوليرا في سوريا بحسب "الوزارة" إلى 7 حالات وفاة توزعت في حلب 4 ودير الزور 2 والحسكة 1.

لكن مصدراً خاصاً من مستشفى حلب الجامعي كشف لتلفزيون سوريا أن ما يقارب 200 حالة أصيبت في مدينة حلب من تاريخ 3 حتى 6 أيلول الحالي معظمها قادمة من ريف حلب الجنوبي، أما الأعداد التي باتت تتوافد إلى مشفيي حلب الجامعي والرازي باتت ترتفع وتيرتها بشكل كبير وقد تعدت الـ 500 إصابة معظمهم يعانون من إسهال شديد وإقياء مستمر.

وأوضح المصدر أن الكادر الطبي يقدم بعض الأدوية المضادة للمرض مع "سيروم" لمعظم الحالات، ثم يتم إعادتهم إلى المنزل خلال مدة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة تقريباً، أما الحالات الشديدة فتبقى في المشفى ليلة كاملة لتلقي العلاج اللازم.

وحول أسباب المرض فقد قال مصدر محلي من المدينة أن السبب المباشر لانتشار الوباء هو تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي إضافة لتلوث بعض أنواع الخضراوات القادمة من ريف حلب الجنوبي الذي يصدر إنتاجه الزراعي لمدينة حلب، وسط عجز النظام عن تدارك المشكلة ووضع حلول مناسبة سوى استقبال المرضى ومنحهم كيساً من المياه الملحية.

ما هو مصدر الكوليرا؟

الطبيب واصل الجراك مدير البرامج في الرابطة الطبية السورية للمغتربين - سيما - قال لموقع تلفزيون سوريا إن الإصابات سجلت لأول مرة في شرق الفرات في الرابع من الشهر الحالي، كما أكدت مصادر تلفزيون سوريا بأن الثالث من الشهر الحالي سجل أول إصابة بالكوليرا في مشافي مدينة حلب، أيضاً تقاطعت تلك المعلومات مع ما ذكره مدير برنامج اللقاح في "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" التابعة لـ"وحدة تنسيق الدعم"، الطبيب محمد سالم، والذي أكد أن أول إصابة بالكوليرا سجلت في حلب وتحديداً في ريف حلب الجنوبي في المنطقة المحيطة بنهر قويق الذي أصبح مجرى الصرف الصحي لمدينة حلب ويمتد لعشرات الكيلومترات جنوبها، مع ترجيحات من مصادر طبية تفيد بانتقال الكوليرا إلى سوريا من إيران أو العراق خاصة أن البلدين موبوآن بالكوليرا حالياً.

في الرقة ودير الزور انتشرت الإصابات قرب نهر الفرات وأكدت المصادر الطبية التي تحدث إليها موقع تلفزيون سوريا بأن نهر الفرات ورافده البليخ ملوثان بنسبة كبيرة، ويعتبران من مسببات الكوليرا بسبب اعتماد السكان على استخدام مياههما للشرب وسقاية المزروعات،في ظل أزمة شح المياه التي تعاني منها سوريا ككل والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص.