icon
التغطية الحية

3 أنباء يجري تداولها في مناطق شمال شرقي سوريا.. هل تحدث؟

2021.09.13 | 13:16 دمشق

rrrrrrrrr.png
قوات أميركية شمال شرقي سوريا (وكالات)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

يجري تداول عدة أنباء على نطاق واسع في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية" وهي الجناح السياسي لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلا أن أياً من هذه الأنباء لم يتم تأكيده رسميا من القوى الفاعلة هناك بل بعضها تم نفيها.

انسحاب أميركي من سوريا على غرار ما فعلته في أفغانستان

هل تنسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا وتترك "قسد" لقمة سهلة يبتلعها نظام الأسد وروسيا وفي بعض المناطق الجيش التركي؟

يتربع هذا السؤال على رأس الأنباء التي يتم تداولها وهو يجد كثيرا من التصديق لدى شريحة واسعة من المتابعين لكونه يأتي في الوقت الذي انسحبت به القوات الأميركية من أفغانستان في ظل مشاهد تمسك الأفغان المتعاونين مع أميركا بذيول طائراتها المغادرة مطار كابل بعد نحو  20 عاما من دخولها إلى هذا البلد.

ولم تخف "الإدارة الذاتية" مخاوفها من هذا الأمر، وعبرت مطلع الشهر الحالي عن ذلك بالقول إن "أي انسحاب أميركي دون توافق سياسي مع الأطراف الفاعلة والسوريين قد يؤدي إلى خلق فوضى عارمة، تنسف كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب، ما يعني تكرار سيناريو أفغانستان".

جاء ذلك على لسان نائب الرئاسة المشتركة لـ "الإدارة الذاتية"، بدران جياكرد، الذي أردف أن "الانسحاب الأميركي من أفغانستان خلق على مستويات مختلفة نوعاً من القلق لدى حلفاء واشنطن في المنطقة، ما سيؤدي إلى زعزعة الثقة بين الطرفين".

من جهته تمنى الرئيس المشترك لـ "مجلس سوريا الديمقراطية"، رياض درار في الوقت الذي كانت مشاهد الانسحاب الأميركي تغزو وسائل الإعلام المختلفة تمنى أن تُبقي أميركا على قواتها شمال شرقي سوريا.

وقال إنه لا يعلم بنوايا الولايات المتحدة الأميركية في شمال شرقي سوريا، وأضاف "لكن هم قالوا إنهم باقون في سوريا، وتعلمون في احتفال قوات سوريا الديمقراطية السنوي كان هناك تعبير عن مدى الامتنان من المشاركة، وأنهم باقون في البلاد لمحاربة تنظيم داعش".

أما رأس الهرم العسكري في "قسد"، مظلوم عبدي فقد تحدث بنبرة حذرة ومتفائلة حيال مستقبل الوجود الأميركي في سوريا، خلال مقابلة أجريت معه داخل قاعدة عسكرية مطلع هذا الشهر، ووصف عبدي العلاقات مع واشنطن التي طرأ عليها تحسن منذ دخول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، معلناً توقعاته حول استقرار نسبي في المنطقة التي تسيطر عليها قواته، بقوله: "في حال التزم الأميركيون بوعودهم فإننا نشعر بأن لدينا دعماً سياسياً وعسكرياً أقوى مما كان لدينا أيام الإدارة الأميركية السابقة"، مضيفاً أن زيارات المسؤولين الأميركيين للمنطقة بعد قرار الانسحاب، حملت رسالة مفادها بأن لا نية لواشنطن في تغيير سياستها في سوريا".

لكن على أرض الواقع ووفق ما رصده موقع تلفزيون سوريا فإن القوات الأميركية لم تغادر قواعدها المنتشرة في الحسكة ودير الزور ولم تسحب أياً من جنودها ومعداتها العسكرية، بل على العكس هي زادت من ذلك.

وأمس الأحد، زودت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" في سوريا قواعدها بمعدات عسكرية ولوجستية جديدة، ووثق مراسل قناة "روسيا اليوم" في القامشلي محمد حسن، بعشرات الصور دخول عدة شاحنات كبيرة محملة إلى مدينة القامشلي ومتوجهة إلى القواعد الأميركية في دير الزور والحسكة.

وعلى الصعيد السياسي فقد سعت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن خلال الأشهر الماضية، لطمأنة "قسد"، وذلك عبر إرسال قائد القيادة الأميركية الوسطى، كينيث ماكينزي، إضافة إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، جوي هوود، لإجراء محادثات في شمال شرقي سوريا.

النظام وروسيا ينتظران الفرصة للانقضاض على مناطق "قسد"

تؤكد مصادر محلية عدة أن حواجز عديدة لـ "قسد" انسحبت من مناطق كثيرة في ريف دير الزور والحسكة والرقة ما يدلل على أن هناك خطة متفق عليها بين "قسد" وروسيا والنظام كي تدخل قوات الأخير إلى مناطق "قسد" لملأ الفراغ الأميركي المتوقع حدوثه، كما جرى في تشرين الأول 2019، خاصة أن تلك الفترة شهدت انسحابا أميركيا من شمال شرقي سوريا.

وتضيف أن أكثر من 11 حاجزا من أصل 13 تقريباً على طريق الرقة- دير الزور تم سحبها بالكامل، إضافة إلى سحب حاجز رئيسي على مفرق معشوق (طريق القامشلي - القحطانية).

ويعتبر الوجود الأميركي في سوريا محوراً لتوازن القوى المتدخلة والمتداخلة في سوريا، لذا يرى قسم من المسؤولين الأميركيين  أن كل منطقة تنسحب منها واشنطن تخلف ثغرة تسمح لقوات النظام أو لقوات موسكو أو أنقرة بالتقدم.

واليوم ينتشر نحو 900 جندي أميركي في مناطق واسعة بشمال شرقي سوريا، يشاركون وفق التصريحات الرسمية في محاربة تنظيم "الدولة"، الذي يتراوح عدده بحسب تقديرات التحالف الدولي، ما بين 8 إلى 16 ألف مقاتل في كل من سوريا والعراق.

وبالعودة إلى خطط "قسد" المستقبلية (بعد أميركا) التي يجري تداولها، فقد تحدثت مصادر مطلعة عن إن منطقة الجزيرة مقبلة على تبدلات وتغييرات كثيرة، مع احتمالات انخراط "قسد" بفيلق يشكله النظام بإشراف روسيا في حال انسحبت أميركا.

عملية عسكرية تركية في مناطق "قسد"

كثفت القوات التركية من استخدام طائراتها المسيرة خلال الشهرين الأخيرين في مناطق شمال شرقي سوريا وحتى في مناطق نفوذ "حزب العمال الكردستاني" (PKK) في جبال إقليم كردستان العراق.

هذا التكثيف الذي طال قياديين في "PKK" وآخرين من "قسد" زاد من احتمالية شن تركيا عملا عسكريا قريبا، بل إن هناك حديثا في مدينة منبج بريف حلب التي تسيطر عليها "قسد" وتريدها أنقرة بأن العملية العسكرية ستبدأ في المدينة نهاية شهر أيلول الحالي.

أما على صعيد التصريحات الرسمية التركية فلم يصدر أي شيء يشي بقرب عمل عسكري كما جرت العادة على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في العمليات السابقة بسوريا (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام) حيث شهدت زخما من التصريحات المليئة بالتهديد والوعيد لـ "قسد".

استخدام الطائرات المسيرة التركية تزامن مع أنباء غير مؤكدة يتم تداولها عن طلب أميركي من "قسد" بطرد عناصر "PKK" خارج سوريا تجنبا لعملية عسكرية تركية.

وقبل أيام كشف مصدر من داخل "قسد" عن إنشاء الأخيرة جهازاً أمنياً جديداً تحت اسم "الأمن القومي"، مهمته الحد من توغل"PKK" في مناطق شمال شرقي سوريا.

ووفق المصدر فإن جميع أعضاء الجهاز الجديد من أكراد سوريا، ويترأسه كل من قائد "قسد" مظلوم عبدي ويساعده كل من المتحدث السابق باسم "قسد" ريدور خليل، ومسؤول الدفاع السابق في "الإدارة الذاتية" ريزان كلو، وشخصيات أخرى تنتشر في مناطق شمال شرقي سوريا لكنها غير معروفة من قبل ضمن مؤسسات "قسد" العسكرية والأمنية.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تدعمان هذا الجهاز وبشكل خاص فرنسا، يأتي ذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي أجريت بين مسؤولي الجهاز بـ "قسد" وأميركا وفرنسا، اللتين قدمتا الدعم المادي واللوجستي والأمني ليباشر الجهاز عمله. لكن المصدر لم يذكر مدى الدعم الذي تلقّاه القائمون على الجهاز والمدة الزمنية لمهامه.