icon
التغطية الحية

استطلاع عن المساكنة في دمشق.. هل تغيرت نظرة المجتمع تجاه الظاهرة؟

2023.01.30 | 17:48 دمشق

المساكنة في سوريا (إنترنت)
المساكنة في سوريا (إنترنت)
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

أجرت شبكة إعلامية محلية استطلاع رأي في العاصمة دمشق، سألت فيه المواطنين عن رأيهم بـ "المساكنة قبل الزواج" وعن سبب رفضهم أو قبولهم لهذه الظاهرة.

وأكدت شابة من العينة المستطلعة وقوفها ضد هذه الظاهرة، مشيرة إلى ضرورة وجود فترة للتعارف بين الشخصين قبل الزواج من دون الدخول في علاقة كاملة، وذلك بهدف معرفة طباع الشريكين، إلا أنها رفضت فكرة المساكنة بالمطلق.

بينما ذكر شخص آخر أنه لا يمانع المساكنة قبل الزواج، نظراً للظروف الاقتصادية القاسية التي تمر على الأهالي في سوريا، وخاصة مع ارتفاع تكاليف ونفقات الزواج.

وأضاف: "الذهب غالي والعفش غالي.. عندما يتفق اثنان هذا يعني أنهم بحبو بعض".

إحدى المشاركات قالت إن المساكنة، منافية للتعاليم الدينية وتتعارض مع الأخلاق أيضاً، فحتى السكن المشترك بين شخصين تحت بند الصداقة سينتج عنه "فواحش وأمراض وهي أشياء لا يمكن تداركها"، وعقبت: "عقلك لن يتحمل هذا الأمر كمجتمع شرقي، بينما يمكن أن يكون مقبولاً في المجتمعات الغربية".

"تؤدي إلى الفوضى"

مشاركة أخرى أكدت وقوفها ضد المساكنة قبل الزواج لتضاربها مع العادات والتقاليد، مضيفة أن المساكنة تؤدي إلى الفوضى وتقوض مبدأ التزام الطرفين تجاه بعضهما، وأردفت: "إذا بده ينعطى كل شي من أولها.. شو ضل لبعدين؟".

كما علقت مشاركة على موضوع الاستطلاع بالقول: "أنا ضد لأن مجتمعنا هيك.. وعاداتنا وتقاليدنا وديننا؛ فأنا أرفض ذلك قبل الزواج"، نافية أن تكون المساكنة وسيلة مساعدة للتعرف على الأطراف.

ورأى أحد المشاركين أن المساكنة لا يمكن تطبيقها على المجتمع السوري لافتاً إلى أنّ هناك محاولات لاكتساب وتقليد المجتمعات الغربية بالأمور السيئة وترك العادات والتفاصيل الجيدة في التجربة الغربية.

وقال: "من مئات السنين كنا نعيش من دون المساكنة، والأمور ماشية وأهلنا وأجدادنا لم يعرفوا المساكنة.. هل جربوا الأمر؟.. لم يجربوا ذلك".

شاب أيضاً أكد وقوفه ضد المساكنة قبل الزواج من منطلق شرعي "شرعنا لا يحلل هاد الشي"، وهو الرأي الذي اتفق معه شاب آخر بالقول: "دينيياً وشرعياً هاد الشيء غلط واجتماعياً أيضاً آثاره كبيرة".

"المساكنة في سوريا موجودة منذ 2006"

من جهتها، قالت الاختصاصية الاجتماعية آلاء الرنكوسي إن فكرة المساكنة نشأت على مبدأ تعارف الأطراف خارج نطاق الزواج أو الارتباط قانونياً فكانت البداية لمساعدة الطرفين المقبلين على الارتباط للتعارف واكتشاف "الكيمياء" المشتركة وهل سينتج تفاهم في العلاقة، وهل سيكون الطرفان صالحين لتأسيس عائلة، وذلك قبل توثيق الارتباط بشكل قانوني.

وزعمت رنكوسي في تصريحات لشبكة "كيوميديا" المحلية أن الظاهرة تنشأ بسبب عدة عوامل مشتركة حيث إن الجانب الاجتماعي والاقتصادي ساهما بنشأة وظهور المساكنة في المجتمع السوري.

ونفت أن يكون السبب الرئيسي لانتشار المساكنة؛ هو الحرب فقط أو التفكك الأسري والوضع الاقتصادي، لأن المساكنة قبل الزواج أثبت وجودها في المجتمع السوري منذ عام 2006، على حد قولها.

ولفتت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت انتقال ودخول أفكار وعادات، وساعدت في التعرف إلى حالات مساكنة يعيشها بعض المشاهير والشخصيات المعروفة، مما سهل من فكرة تأثر الجيل الجديد ولم تعد ظاهرة المساكنة مجهولة، كما سهلت وسائل التواصل تنفيذ وتطبيق الفكرة عبر تقليد أشخاص آخرين يعيشون نمط المساكنة وقد يتم اعتبارهم قدوة في المجتمع من وجهة نظر الفئات الشابة.