icon
التغطية الحية

جدول أعمال زيارة بايدن الرئاسية الأولى للشرق الأوسط.. ماذا يتضمن؟

2022.06.15 | 17:49 دمشق

zyart_baydn.jpg
زيارة بايدن الرئاسية الأولى للشرق الأوسط (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

أعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى إسرائيل مساء 13 تموز/ يوليو المقبل، في زيارة تستغرق 40 ساعة، وذلك في إطار جولته الرئاسية الأولى إلى الشرق الأوسط، تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة ثم المملكة العربية السعودية.

وقال بيان البيت الأبيض إن الغرض من الزيارة هو "تعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وازدهارها"، في ظل الحديث عن وساطة أميركية للتقريب بين تل أبيب والرياض.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل ستعمل على تعميق العلاقات الخاصة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار إسرائيل والمنطقة.

وأشار بينيت إلى أنه في إطار زيارة بايدن، سيتم الكشف عن إجراءات أميركية لتعزيز تكامل إسرائيل في الشرق الأوسط وازدهار المنطقة بكاملها، إلى جانب اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني والمدني بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، اليوم الأربعاء، في إفادة للصحفيين بمناسبة مرور عام على توليه منصبه، إن زيارة بايدن للمنطقة يمكن أن تؤدي إلى دفء العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وكان البيت الأبيض أجل موعد الزيارة بعد تقارير أميركية وإسرائيلية تحدثت عن أن موعد الزيارة سيكون في 23 من هذا الشهر.
وتعد الزيارة المرتقبة أول زيارة سيجريها بايدن للشرق الأوسط، تشمل إسرائيل والسعودية، منذ أن تولى منصبه مطلع العام الماضي، في حين زارها في 2010 و2016 حين كان نائباً لأوباما.

 

40 ساعة في إسرائيل والضفة

أوضحت تقارير الصحافة الإسرائيلية تفاصيل جدول أعمال الزيارة المرتقبة لبايدن، مشيرة إلى أن الملف الإيراني سيكون في محور محادثاته في إسرائيل.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، سيلتقي بايدن بنفتالي بينيت، في القدس الغربية.

وأضافت أنه من الممكن أن يعقد بايدن قمة افتراضية مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة.

وفي وقت لاحق، من المتوقع أن يزور بايدن إحدى بطاريات منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، التي تمولها الولايات المتحدة جزئياً.

كما ستتزامن زيارة الرئيس الأميركي مع افتتاح دورة ألعاب "ألمكابياه" ومن المتوقع أن يلتقي ببعض المتنافسين.

 ويشكل الملف النووي الإيراني مركز المناقشات التي سيجريها بايدن مع الإسرائيليين، وفقاً لما نقلته "معاريف" عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية.

يذكر أن إسرائيل وبريطانيا تطرحان مطلب إعادة عقوبات "سناب باك" المتضمنة في بنود الاتفاق النووي لعام 2015 قبل انسحاب ترامب منه، وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي صدق عليه.

بموجب عقوبات "سناب باك"، بإمكان واشنطن إعادة جميع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران، كما كانت قبل توقيع الاتفاق النووي.

وتعمل إسرائيل الآن، بدعم من البريطانيين، على إعادة البند إلى طاولة المفاوضات.

تقديرات في إسرائيل: بايدن سيعلن عن تشكيل منتدى أمني بمشاركة إسرائيل والسعودية

بايدن سيلتقي عباس في بيت لحم 

بعد زيارته لإسرائيل، سيلتقي الرئيس الأميركي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في بيت لحم (جنوب القدس)، مع العلم أن مقر رئاسة السلطة (المقاطعة) في رام الله (شمال القدس).

وقال البيت الأبيض إن الهدف من زيارته للسلطة الفلسطينية هو إعادة تأكيد دعمه لمبدأ "حل الدولتين"، مع توفر سبل الأمن والحرية على قدم المساواة والفرص المتاحة للشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن محادثات بايدن وأبو مازن المرتقبة تأتي بعد تذمر القيادة الفلسطينية من سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، الخميس الماضي، أن حالة من السخط تسود أوساط القيادة الفلسطينية، تجاه سياسة إدارة بايدن.

وقال الموقع إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه "محبط من سياسة بايدن".

وبحسب بيان صادر عن رئيس السلطة الفلسطينية، قال عباس لبلينكن إنه لم يعد من الممكن السكوت على الوضع الحالي في الضفة الغربية أو قبوله.

في حين يبدو أن الهدف من المحادثة الهاتفية بين أبو مازن وبلينكن، هو محاولة من الأخير لتهدئة الأجواء تمهيداً لزيارة بايدن.

وأفاد البيان الفلسطيني أن بلينكن قال لعباس إن الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، وتعارض البناء في المستوطنات وتريد الإبقاء على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس.

وأوضح بلينكن أن واشنطن ما زالت ملتزمة بإعادة فتح قنصليتها في القدس، وفقاً للبيان.

رويترز .jpg
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلتقي وفداً أميركياً برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، في رام الله، السبت 11 حزيران/يونيو 2022 (رويترز)

قمة على غرار "قمة النقب" بحضور الفلسطينيين

كشفت صحيفة "هآرتس" أن الوفد الأميركي الذي يزور إسرائيل ورام الله، تحضيرا لزيارة بايدن المرتقبة، طرح على الفلسطينيين، إمكانية عقد لقاء قمة، على غرار "قمة النقب" التي عقدت على مستوى وزراء الخارجية في آذار/مارس الماضي.

وبحسب مسؤولين فلسطينيين ودبلوماسيين غربيين، تحدثت إليهم "هآرتس"، أكد الجانب الفلسطيني للوفد الأميركي أن مثل هذه القمة يجب أن يسبقها إصدار بيان يؤكد الالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 67، وإلا فلا فائدة منها.

كما رفضت إسرائيل المقترح الأميركي وتقول إنها "فكرة سيئة"، بحسب مصادر سياسية لـ "هآرتس".

ويشتكي الفلسطينيون خلال محادثاتهم مع الأميركيين والدبلوماسيين الغربيين من الجواب الذي يتلقونه كلما طالبوا بدفع خطوة سياسية، وهو الادعاء بأن وضع الحكومة الإسرائيلية حساس، ولا يمكن في هذه المرحلة دفع خطوات كهذه.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع لصحيفة "هآرتس"، إن التوجه وكأنه فقط في إسرائيل توجد حكومة ورأي عام يجب أخذهم في الاعتبار، متسائلاً، ماذا عن الرأي العام الفلسطيني، وماذا عن العدوان على الفلسطينيين؟

وفد أميركي زار المنطقة السبت الماضي، عرض على الفلسطينيين مقترح عقد قمة على غرار  "قمة النقب"، إلا أن الفلسطينيين طالبوا بضمانات أميركية بالالتزام بحل الدولتين، في حين وصفت تل أبيب المقترح بأنه "فكرة سيئة".

من إسرائيل إلى القمة في السعودية

في نهاية زيارته لإسرائيل وبيت لحم في 13 و14 تموز/ يوليو المقبل، سيغادر بايدن من إسرائيل متوجها إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في الـ 15 تموز/يوليو.

ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي سيزور السعودية يومي 15 و16 تموز/يوليو بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقالت إن بايدن سيلتقي العاهل السعودي وولي عهده محمد بن سلمان.

وأضافت "واس" أن جدول الزيارة سيشمل حضور بايدن قمة دعا إليها العاهل السعودي تضم قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

بدورها، أعلنت المتحدثة باسم بايدن، كارين جان بيير، أن الرئيس الأميركي سيصل إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من الملك سلمان، وسيلتقي في جدة بممثلي دول مجلس التعاون الخليجي: البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أمس الثلاثاء، إن بايدن سيناقش إنتاج الطاقة خلال رحلته هذا الشهر إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية.

وتشير التقارير إلى أن إدارة بايدن عدلت عن سياستها "المتشددة" نوعاً ما مع الرياض على خلفية ارتفاع أسعار الوقود عالمياً وتزايد المخاوف من البرنامج النووي الإيراني في ظل تعثر مفاوضات "فيينا" بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

AFP.jpg
قمة النقب: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين، إسرائيل النقب، 28 آذار/مارس 2022 (AFP)

وفد أميركي في الرياض للوساطة وليس للتطبيع

بحسب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، تأتي زيارة بايدن للسعودية وسط تقارير تفيد بأن اثنين من كبار مستشاريه قاما بزيارة سرية للسعودية لإجراء محادثات بشأن الوساطة بين إسرائيل والسعودية.

وبحسب ثلاثة مصادر أميركية، وصل مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، عاموس هوخشتاين، المقرب جداً من بايدن، إلى السعودية لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين السعوديين.

أفادت صحيفة "يسرائيل هايوم" أن الرئيس الأميركي سيعلن خلال زيارته لإسرائيل عن إقامة منتدى أو ترتيب أمني يضم إسرائيل والسعودية والدول الموقعة على اتفاقات أبراهام، ومصر والأردن.

هدف هذه الخطوة، في المقام الأول، التعامل مع التهديد الإيراني المتزايد في جميع أرجاء المنطقة، لا سيما بعد سعي طهران لامتلاك سلاح نووي وعدوانها في المنطقة المتمثلة في إطلاق طائرات من دون طيار.

وقالت مصادر لـ "يسرائيل هايوم"، وصفتها بأنها مطلعة على التفاصيل، إن هذه ليست اتفاقية تطبيع مع السعودية بعد، لكنها تتعلق بالتعاون الأمني بين البلدين.

ناتو عربي إسرائيلي

يشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، هو صاحب هذه المبادرة وبدأ الترويج لها منذ ستة أشهر، وطرحها أخيراً خلال اجتماعه مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الشهر الماضي.

وكان غانتس قال أمس الثلاثاء، إن على إسرائيل والدول العربية التي تشاركها المخاوف بشأن إيران تعزيز قدراتها العسكرية تحت رعاية واشنطن، وذلك قبل زيارة بايدن للمنطقة.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى تقارب العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع دول الخليج العربية في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن، مضيفاً أن هناك جهوداً لتوسيع هذا التعاون، بحسب وكالة "رويترز".

وفي 15 شباط/فبراير الماضي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته "التاريخية" للبحرين عن إنشاء تكتل إقليمي جديد بين إسرائيل ودول عربية ضد التهديدات الإيرانية المشتركة.

وقال بينيت، وقتئذ، إن اجتماعه مع العاهل البحريني يأتي في إطار الجولة الأولى من الاجتماعات مع قادة دول المنطقة، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله وولي العهد الإماراتي (آنذاك) محمد بن زايد.