icon
التغطية الحية

14 مليار ليرة سورية.. فزعة حورانية لجمع تبرعات تغني عن نظام فاشل | فيديو

2023.01.31 | 14:48 دمشق

فزعة أهل الخير في درعا
فزعة أهل الخير في درعا تجمع أموالا ضخمة لتحسين الواقع المعيشي
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

انطلقت في شهر كانون الثاني/يناير الجاري مبادرات محلية في عدد من مدن وبلدات محافظة "درعا"، وجمعت أكثر من 14 مليار ليرة سورية (أكثر من 2 مليون دولار أميركي) بعد أن ساهم ميسورو الحال في الداخل السوري وأصحاب رؤوس الأموال من أبناء المحافظة المغتربين خاصة ممن هم في دول الخليج العربي.

وتمكنت بلدة الغارية الشرقية من جمع أكثر من 4.5 مليارات ليرة سورية، والغارية الغربية 3 مليارات ليرة سورية، وداعل استطاع سكانها  جمع 1.7 مليار ليرة سورية، كذلك جمع أهالي الكرك الشرقي ملياري ليرة سورية، بينما جمع أهالي الشيخ مسكين 1.5 مليار ليرة سورية، وأهالي إبطع مليار ليرة سورية.

وتأتي المبادرات المحلية من أجل تحسين الواقع الخدمي في مدن وبلدات المحافظة، عبر إصلاح منشآت آبار مياه وإنارة طرق عامة باستخدام شبكات الطاقة الشمسية وإصلاح خطوط الهاتف وإجراء عمليات صيانة لبعض المدارس.

وخلقت المبادرات المحلية في محافظة درعا روح المنافسة بين المدن والبلدات لجمع التبرعات لتأمين الخدمات الأساسية للسكان وأبرزها تشغيل آبار مياه الشرب على الطاقة البديلة لتخفيف العبء على الأهالي من خلال شرائهم صهاريج المياه، حيث بلغ سعر الصهريج الواحد 40 ألف ليرة سورية.

فزعة أهل الخير في درعا تجمع أموالا ضخمة لتحسين الواقع المعيشي

حملة "فزعة أهل الخير"

وقال عضو في اللجنة المسؤولة عن جمع التبرعات في بلدة خربة غزالة لموقع تلفزيون سوريا إن الأهالي أطلقوا حملة "فزعة أهل الخير" بهدف إعادة تأهيل عدد من الخدمات الأساسية وبعض المنشآت في البلدة، مشيراً إلى أن مجموع التبرعات تجاوز عتبة الملياري ليرة سورية بهدف تركيب ألواح طاقة شمسية لتشغيل آبار المياه وتنفيذ مشاريع أخرى لم يسمها.

وأضاف المصدر أن ألواح الطاقة البديلة التي سيجري تركيبها لها عمر افتراضي إذ إنه من الواجب تكرار مثل هذه الفزعات لإجراء عمليات الصيانة الدورية اللازمة في حال تعرض الألواح للضرر، موضحاً أن النظام لا يتدخل في إصلاح أية أضرار تحصل في تنفيذ هذه المشاريع.

وبحسب عضو اللجنة الذي فضل عدم الكشف عن اسمه فإن أهالي خربة غزالة سبق لهم أن أطلقوا حملة مشابهة عام 2021 استهدفت إعادة تأهيل ثلاث مدارس وإنارة الطرقات الرئيسية وإصلاح وحفر 5 آبار مياه بعد جمعهم أكثر من 250 مليون ليرة سورية.

وفي ظل سوء الخدمات وفقدانها في عدد من مدن وبلدات درعا وجد الأهالي في تلك المبادرات سبيلاً لانتشال بلدات المحافظة من تحت أنقاضها، وسط تجاهل واضح من قبل مؤسسات النظام ودوائره الحكومية للواقع الخدمي المتردي في المحافظة، لاسيما بعض التقييدات من قبل النظام بحق اللجان التي تحتاج لبعض الموافقات الأمنية بهدف تنفيذ المشاريع.

النظام السوري يطالب بحصة

وتداولت مواقع إعلامية محلية بدرعا اشتراط العميد لؤي العلي رئيس جهاز الأمن العسكري دفع نسبة تجاوزت 10 في المئة من مجمل التبرعات مقابل السماح للأهالي بإطلاق الحملات، مشيرةً إلى أن وجهاء داعل دفعوا المبلغ المطلوب للعلي.

في الوقت ذاته يستغل النظام السوري عبر وسائل إعلامه الرسمية الترويج لمبادرات درعا وصدّر النظام عدداً من الشخصيات في "حزب البعث" ضمن بعض اللجان بهدف نسب الفضل للنظام في تسهيل المبادرات المجتمعية ودور النظام في رعاية مثل هذه المبادرات.

وفي حديثه لموقع تلفزيون سوريا قال المحامي عاصم الزعبي من ريف درعا إن مجموع التبرعات في مختلف مدن وبلدات المحافظة تجاوز عتبة المليوني دولار أمريكي بعد أقل من شهر على انطلاقها في كل من مدن وبلدات داعل والشيخ مسكين ونوى وابطع والكرك الشرقي وخربة غزالة وناحتة ونمر وتسيل ضمن حملة "فزعة أهل الخير".

وأضاف الزعبي أن الفزعات حاجة ملحة لتأهيل بعض الخدمات والمستلزمات الأساسية بعد تخلي النظام ومؤسساته ونكث العهود من قبل المسؤولين الذين وعدوا بتحسين الواقع الخدمي على مدار 4 سنوات ونصف ماضية.

وأشار الزعبي إلى أنه ينبغي على وجهاء درعا تخصيص جزء من المبالغ المالية للأسر المتعففة والفقراء المرضى الذي يعجزون عن دفع تكاليف العمليات الجراحية في المشافي الخاصة.

الحل الوحيد بعد فشل النظام

ويرى جزء كبير من أهالي محافظة درعا أن هذه الفزعات ضرورة لابد منها في ظل تقاعس مؤسسات النظام الحكومية عن القيام بواجبها تجاه الواقع الخدمي السيئ التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، لاسيما في ظل الانهيار المتواصل لليرة السورية وعجز كثير من الأهالي عن تأمين أدنى مقومات الحياة.

أما في الطرف المقابل فيرى جزء آخر من السكان أن هذه الفزعات تنعش النظام السوري اقتصادياً من خلال ضخ ملايين الليرات السورية في السوق المحلية، بعد أن تصدر أزلام النظام من الفرق الحزبية تلك الفزعات في عدد من المدن والبلدات بينها داعل والشيخ مسكين، وأشادوا بحكومة النظام من خلال تسجيلات مصورة جرى تداولها.

وقال أحمد المصري (31 عاماً) في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "حكومة النظام السوري لن تقدم أي شيء لنا في درعا، لذلك جاءت الحملات لتنتشل جزءا من معاناتنا اليومية في تأمين أدنى مقومات الحياة فأصبح المغتربون الذين هجرهم النظام يدفعون ضريبة اغترابهم لتأهيل المرافق العامة التي هي من واجب الدولة ونحن أصبحنا ندفع ضريبة بقائنا على قيد الحياة".

وبين رافضٍ لتلك الحملات ومؤيد لها تبقى المبادرات الشعبية في محافظة درعا هي الحل الإسعافي الوحيد لسكانها الذين تأثروا بإحجام مؤسسات النظام عن دورها في تأهيل المنشآت الخدمية والحيوية في محافظة درعا، ولعل تأمين مياه الشرب يأتي في مقدمة أهداف تلك المشاريع في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي المحافظة.