icon
التغطية الحية

أساليب الاشتباك تغيرت.. "يديعوت أحرونوت" تكشف ملابسات الهجوم البري على محيط دمشق

2021.11.03 | 21:40 دمشق

photo_2021-10-30_13-37-51.jpg
تصاعد دخان أبيض من جراء الضربة الإسرائيلية على منطقة الديماس غربي دمشق، 30 تشرين الأول/اكتوبر (متداول)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأسباب التي دعت إسرائيل لأول مرة استخدام صواريخ أرض-أرض بدل طريقة الغارات الجوية خلال ضربتها الأخيرة على منطقة الديماس على الحدود السورية اللبنانية، موضحة أن ذلك جاء بطلب روسي لاعتماد أسلوب الهجوم البري بدلاً من الغارات الجوية، إضافة لأسباب سياسية وعسكرية تكتيكية واستخبارية.

وقال معلق الشؤون الأمنية والعسكرية في الصحيفة، رون بن يشاي، اختارت إسرائيل إطلاق صاروخ أرض-أرض للهجوم على الهدف في منطقة الديماس غربي دمشق، ولم ترسل كما جرت العادة طائراتها المقاتلة لتنفيذ المهمة هذه المرة.

وكشف بن يشاي، عن وجود تفاهمات جرت مؤخراً بين موسكو وتل أبيب خلال قمة بوتين وبينيت في سوتشي قبل أسبوعين، تتجنب بموجبها إسرائيل إحراج الروس لأن نجاح غاراتها في سوريا يمس بسمعة مضادات الطائرات الروسية، التي يمتلكها نظام الأسد.

وأضاف المعلق الإسرائيلي، ومن الأسباب أيضاً التي منعت الجيش الإسرائيلي خلال هذه المهمة إرسال الطائرات المقاتلة، كان لتجنب عرقلة مسير رحلة القاذفة الأميركية “B1"، عبرت بوقت متزامن سماء المنطقة نحو الخليج العربي، وذلك لتفادي احتمال إصابتها بالصواريخ المضادة للطائرات التي تطلقها دفاعات الأسد الجوية كما حدث مع الطائرة الروسية في سماء اللاذقية 2018.

Hy7JcvHxLK_0_0_3000_1984_0_x-large.jpg
بوتين وبينيت في مدينة سوتشي الروسية، 22 تشرين الأول/أكتوبر (AP)

 

وكانت إسرائيل استهدفت، ظهر يوم السبت الماضي، مناطق متفرقة بريف دمشق الغربي، من بينها ضاحية قدسيا والديماس، ومقر "اللواء 94"، التابع لجيش النظام في منطقة الديماس، بعدة صواريخ أرض-أرض. وأسفر الهجوم عن إصابة جنديين وخسائر بالماديات.

وكشف رون بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، العديد من التفاصيل "المهمة" حول الهجوم على الديماس، شملت اختلاف السلاح والتوقيت والتكتيك، إضافة لطبيعة الهدف وحجمه، ما يشير إلى أسلوب جديد ستشهده الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.

  • الدوافع السياسية، بناء على تفاهم روسي إسرائيلي، جرى خلال لقاء بوتين وبينيت الأخير، يتضمن الاتفاق على استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في الساحة السورية، مقابل عدم المساس بسمعة الأسلحة وبطاريات الصواريخ الروسية التي يمتلكها النظام.
  • عدم إحراج الروس، نجاح إسرائيل في إصابة أهدافها في الأراضي السورية بالرغم من أنها محمية بمنظومات دفاع جوي حديثة من إنتاج الصناعات العسكرية الروسية يضر بسمعة مبيعات السلاح، أهم مصادر الدخل للاقتصاد الروسي.
  • عدم التسبب بإلحاق الضرر بالقاذفة الأميركية، تزامنت الضربة الإسرائيلية مع مرور قاذفة من طراز " B-1" تابعة للقوات الجوية الأميركية عبر سماء إسرائيل في طريقها شرقاً نحو الخليج العربي، برفقة طائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز "F-15". ووفقاً لذلك اختارت إسرائيل الهجوم الصاروخي البري بدل الغارة الجوية لمنع احتمال تعرض القاذفة للإصابة عن طريق الخطأ بصواريخ المضادات الجوية لقوات الأسد، تحسباً لعدم تميز الأخيرة بين الطائرات الأميركية العابرة وبين الإسرائيلية المُغيرة.
  • التوقيت، وقع الهجوم غير المعتاد في وضح النهار، وجاء على شكل مهمة مستعجلة لا تحتمل التأجيل، لوقف شحنة أسلحة لـ "حزب الله" قبل دخولها الأراضي اللبنانية.
  • مهمة عاجلة، بالرغم من أن تل أبيب تفضل تنفيذ ضرباتها ليلاً، إلا أنها قررت عدم إضاعة الوقت بعد حصول الجيش الإسرائيلي على معلومات قبل وقت قصير من موعد انطلاق الشحنة.
  • الغاية، منع تهريب الأسلحة القادمة من إيران إلى "حزب الله" مروراً بسوريا، وتشمل هذه الشحنات عادةً، صواريخ بالستية دقيقة ومضادات جوية عالية السرعة.
  • الهدف، شحنة أسلحة لـ "حزب الله" على أوتوستراد دمشق-بيروت في منطقة الديماس غربي العاصمة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن حمولة الشحنة كانت كبيرة لأن الشحنات الصغيرة يمكن تمريرها بالطرق الجانبية.
  • الأداة، صواريخ أرض-أرض قصيرة المدى، ودقيقة، على عكس جميع الضربات الإسرائيلية السابقة التي كانت تنفذها بصواريج جو-أرض.
  • تكتيكياً، استخدام الصواريخ أرض - أرض قصيرة المدى نسبياً (ما بين 70 و300 كيلومتر) خلال تنفيذ الضربات يجعل عملية اعتراضها مهمة صعبة للغاية بالنسبة لمنظومات الدفاع الجوي لأنها تستغرق وقتا أقل فلا تكشفها الرادارات، على عكس الهجوم الجوي الذي تستطيع مضادات النظام التعرف على الطائرة وتحديدها بمجرد تحليقها، حتى ولو كانت في الأجواء الإسرائيلية، ما يمنح مزيداً من الوقت للمضادات لاعتراض الصواريخ المغيرة.
  • تحديد وسائل إعلام النظام بأن السلاح المهاجم هو صاروخ أرض-أرض أطلق من الجولان، يشير إلى أن لدى قوات الأسد والروس شبكة كبيرة ودقيقة من الرادارات وبطاريات صواريخ مضادة للطيران في هذه المنطقة، لذلك الهجوم البري أقل ضرراً وفق الحسابات العسكرية الإسرائيلية.
  • هناك اعتبار آخر لإطلاق صواريخ أرض – أرض في هذا الهجوم يتعلق بالمضادات الإيرانية. وبحسب مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي فإن الإيرانيين قدموا لنظام الأسد بطاريات صواريخ إيرانية تنافس الصواريخ الروسية من حيث الجودة، إضافة لتقديمهم تدريبات عملية لقوات الأسد في أساليب الرد السريع على الغارات الإسرائيلية.
  • المكان، منطقة الديماس التي تحوي مستودعات سلاح لقوات الأسد و"حزب الله" وهي النقطة التي تتم فيها معظم عمليات تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" عبر شاحنات ومركبات مموهة عبر أوتوستراد دمشق بيروت.
  • لماذا في سوريا وليس في لبنان؟ تفضل إسرائيل مهاجمة شحنات الأسلحة لـ "حزب الله" في الأراضي السورية قبل وصولها إلى الأراضي اللبنانية، لأن تنفيذها في لبنان يمكن أن تعطي ذريعة للحزب للرد، ولا مصلحة لإسرائيل الآن في الدخول في مواجهة مع لبنان.
  • القتلى، النظام يخفي حقيقة حجم الخسائر، وإعلانه عن إصابة جنديين من جنوده وإلحاق أضرار بالممتلكات هي إفادات ليست ذات مصداقية.
  • الإعلان، في الغالب لا تبلغ وسائل إعلام النظام الرسمية عن وقوع إصابات بين أعضاء "حزب الله: أو الميليشيات "الشيعية" الموالية لإيران. في المقابل لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها لتتجنب تحمل التبعات.