icon
التغطية الحية

أحرار الشام.. قضية الانشقاقات تتفاعل والقيادة تتهم وتبيّن وتلفزيون سوريا يوضّح

2021.08.10 | 15:26 دمشق

37b6ea9f-948e-41de-827f-e813be2cb55e.jpg
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أصدر القائد العام لحركة أحرار الشام يوم الجمعة الفائت بيانات توضح حقيقة انشقاق 850 مقاتلاً من الحركة وانضمامهم إلى الجيش الوطني، وذلك بعد أسبوع من تقرير حصري حول الانشقاقات نشره موقع تلفزيون سوريا، حيث نفى القائد العام العدد المذكور وأصدر قرارين بفصل علاء فحام "أبو العز أريحا" وحسام سلامة "أبو بكر جرجناز" وإحالة الأول إلى القضاء.

 

photo_2021-08-06_20-24-23.jpg

 

ومنذ أشهر تعيش الحركة حالة انقسام بدأت بتمرد قادَهُ حسن صوفان بمساعدة قائد الجناح العسكري السابق النقيب عناد الدرويش الملقب بـ"أبي المنذر"، وبعد توتر وصدامات وبيانات وردود، تم الاتفاق على عامر الشيخ كقائد جديد للحركة في التاسع من كانون الثاني، خلفاً لجابر علي باشا.

في الـ 28 من نيسان تم الاتفاق على تشكيل مجلس قيادة جديد للحركة تبعها تعيينات صادرة عن عامر الشيخ، اعتبرها قسم من الحركة أنها منحازة لصوفان، ما أعاد الخلافات مجدداً، ليحسم قسم من الكتائب والمقاتلين مصيرهم بالانضمام إلى الفيلق الثالث في الجيش الوطني، وهو ليس الانشقاق الأول، فقد سبقه خروج كتلة حمص بقوام 400 مقاتل في أواخر كانون الثاني الفائت.

وفي الـ 30 من تموز الفائت نشر موقع تلفزيون سوريا تقريراً حصرياً عن انشقاق 850 مقاتلاً عن الحركة وانضمامهم إلى الجبهة الشامية في الجيش الوطني، وأفادت المصادر بأن كتلة قطاع حلب بكاملها كانت من ضمن المنفصلين عن الحركة، ومعظم كتلة محافظة إدلب، لكنهم انضموا إلى "الشامية" كـ "كتلة واحدة".

وأوضحت المصادر لموقع تلفزيون سوريا في التقرير المذكور أعلاه أنه كان من ضمن المنشقين عن الحركة، لواء العباس بقيادة المهندس علاء فحام، الملقب بـ أبي العز أريحا، ولواء بدر، ولواء ابن تيمية، إضافة إلى العديد من القياديين الذين خرجوا بشكل منفرد، مثل القيادي حسام سلامة.

ويوم السبت الفائت أعلن علاء فحام في تغريدة على حسابه في تويتر خروج لواء بدر وتجمع حلب ولواء العباس ومجموعات الشرقي، من الحركة، وانضمامهم إلى الجبهة الشامية، في تأكيد لما نشره موقع تلفزيون سوريا.

 

 

والجدير بالذكر أن الفحام كان نائب القائد العام السابق جابر علي باشا.

photo_2017-09-21_20-50-17.jpg
علاء فحام في وسط الصورة (من معرفات الحركة في أيلول 2017)

عامر الشيخ يهاجم المنشقين ببيانات توضيحية وقرارات إدارية

أصدر قائد حركة أحرار الشام عامر الشيخ يوم الجمعة الفائت بيانات توضيحية داخلية لأفراد الحركة، حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منها.

وفي البيان الداخلي قال الشيخ إنه تم تكليفه بـ "عبء ثقيل" للحفاظ على "تاريخ الحركة وإرثها المشرف"، مشيراً إلى أنه وضمن هذا الواقع الشديد التعقيد داخلياً وخارجياً "من الطبيعي أن نخطىء في بعض الاجتهادات وأن يوفقنا الله في بعضها، لكن أحسب أني بذلت ما بوسعي واستعنت بإخواني لكي ندنو من الصواب وندفع شر الشرَّين".

وأضاف الشيخ: "قمت بإعادة هيكلة مجلس القيادة كإجراء نهائي لإنهاء تبعات الإشكال السابق وتداعياته الداخلية، استجابة لمطالب بعض الإخوة الذين فكروا بالخروج من الحركة، وسعياً للحفاظ عليهم وحرصاً على تماسك الحركة، فهذا من صلب واجبي ومسؤوليتي.. وتم بفضل الله ثم جهود ووعي كثير من أبناء الحركة المخلصين بقاء غالب الإخوة الذين فكروا بالخروج".

واستطرد: "لكن بكل أسف تم إبلاغنا رسميا بخروج الإخوة في لواء العباس ولواء بدر وكتيبة ابن تيمية وأبو عبد الحي والذين يبلغ عددهم المنظم في الحركة تقريبا 260 مقاتلاً".

ولفت الشيخ في بيانه إلى توقيت الانشقاق الذي تزامن مع ارتفاع وتيرة التصعيد من النظام وروسيا على منطقة جبل الزاوية، معتبراً أنه "لا يوجد أي مبرر شرعي ولا تنظيمي لخروجهم". إذ إن فحام يشغل منصب قائد لواء العباس العامل في منطقة أريحا وجبل الزاوية.

أما الجزء الثاني من البيان التوضيحي فكان شديد اللهجة ضد الفحام، حيث أكمل: "لنتفاجأ اليوم بحملة إعلامية ممنهجة ومسعورة يقوم عليها علاء الفحام (أبو العز أريحا) وهو الذي تولى الدفع بالشباب للخروج من الحركة بحجج واهية لا تقوم على ساق، الغرض من هذه الحملة استخدام خروج الإخوة من الحركة كمادة إعلامية للطعن بتوجه الحركة وتشويه سمعتها وإسقاط قيادتها أمام الجهات الداخلية والخارجية والوسط الثوري، من خلال جعل الوضع الداخلي للحركة رأياً عاماً في وسائل التواصل والوسط الثوري".

وتابع: "إن هذا السلوك المتعمّد المقصود من أبو العز أريحا ينمّ عن انعدام أي حسّ بالمسؤولية".

واتهم الشيخ في بيان آخر منفصل حسام سلامة (أبو بكر جرجناز) "بتبني مواقف وسلوكيات تخالف السياسة العامة للحركة وتضر بها بشكل مباشر أمام العديد من الجهات الداخلية والخارجية.. كما أنه شارك بشكل مقصود وممنهج في بث الشبه والشائعات والترويج لها داخل الحركة وخارجها مما أدى للإضرار بسمعة الحركة بشكل كبير.. كما أنه يشارك في جلسات رسمية تعقد مع فصائل وجهات ثورية بدون علم قيادة الحركة والرجوع لها، وبما يخالف في الغالب سياستها".

وأتبع عامر الشيخ البيانين بقراري فصل بحق فحام وسلامة وأعلن إحالة الأول إلى القضاء بتهمة "تسريب معلومات لقاءات حساسة إلى وسائل الإعلام مما أضرّ بالحركة"، وأيضاً بتهمة "سلب وإخفاء حقوق للحركة ابتداء من فترة القيادة السابقة وانتهاء بيومنا هذا".

والجدير بالذكر أن بيانات وقرارات عامر الشيخ صدرت بعد ساعات من تقرير نشره موقع نداء بوست يتطابق مع المعلومات التي نشرها موقع تلفزيون سوريا في الـ 30 من الشهر الفائت، ونشر رئيس تحرير موقع نداء بوست الأستاذ فراس فحام التقرير في تغريدة على حسابه الشخصي.

حقيقة عدد المنشقين الـ 850

أكدت مصادر خاصة من داخل حركة أحرار الشام الإسلامية أن بيانات وقرارات القائد العام عامر الشيخ بحق علاء فحام وحسام سلامة، ولهجته الشديدة ضدهما والاتهامات العلنية بحقهما من دون عرض الأدلة، أثار قضية انحياز الشيخ إلى حسن صوفان والنقيب أبي المنذر مجدداً، بعد أن كان القسم الأكبر من قادة ومقاتلي الحركة مقتنعين أن الشيخ قائد محايد بين طرفي النزاع المتمثلين سابقاً بجابر علي باشا وحسن صوفان.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على توضيحات بشأن التباين في الأعداد بين 850 و 260 بحسب بيان الشيخ، فتبين أن عدد المقاتلين المنشقين مؤخراً والمنظّمين والمسجلين في صفوف الحركة يبلغ نحو 300 مقاتل فقط، في حين يصنف البقية (الـ 550 تقريباً) على أنهم "أنصار للحركة".

وشاع نمط "أنصار" فصيلٍ ما في السنوات الماضية، وهو نوعٌ من الاتفاق بأن تقاتل مجموعة أو كتيبة أو أفراد في صفوف فصيل ما دون انضمامه إليها بشكل كامل، حيث يستفيد الفصيل من هؤلاء "الأنصار" في تعزيز خطوط التماس أو المشاركة في المعارك، مقابل تقديم السلاح والذخيرة والإطعام لهم.

جهود عامر الشيخ قلصت من أعداد المنشقين

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر عسكرية في حركة أحرار الشام أن الخلاف بين القيادة الجديدة المتمثلة بعامر الشيخ وكتل المقاتلين الرافضين لتوجهاتها، بدأت منذ شهرين، إذ عزم حينئذ ما مجموعُه 1500 مقاتل للخروج باتجاه الجبهة الشامية بقيادة أبو بكر فاروق قائد قوات المغاوير، وهم كتل "لواء الإيمان، لواء العباس، قطاع حلب، قطاع إدلب".

وهذا ما دفع الشيخ لإصدار تعيينات وتغييرات جوهرية في مجلس القيادة، وتخفيض عدد أعضائها من 12 إلى 7 فقط وحينذاك حيّد الشيخ النقيب عناد أبو المنذر، وقدم وعوداً للكتل التي تفكر بالخروج على أن يكون لهم لواء خاص بهم يسمّى لواء الاحتياط إضافة إلى مناصب رئيسية في الحركة.

نجح عامر الشيخ بهذه الخطوات في تقليص عدد الراغبين بترك الحركة، في حين اتخذ علاء فحام قراره بالانشقاق.

تعيش حركة أحرار الشام خلافات داخلية متتالية منذ قرابة ثمانية أشهر، ولم تستطع إلى اليوم الوصول إلى صيغة حل ترضي أطراف النزاع فيها، الأمر الذي ينذر بتعرضها لعمليات انشقاق لاحقة سواء من طرف القيادة السابقة أو من طرف التيار الذي يقوده حسن صوفان والنقيب أبو المنذر.