icon
التغطية الحية

10 خبراء قانون دولي: لا مبرر لتأخر الاستجابة الأممية لشمالي سوريا بعد الزلزال

2023.03.07 | 11:46 دمشق

ئءؤ
جهود فرق الدفاع المدني لانتشال ضحايا الزلزال المدمر في 6 شباط
BBC - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يرى خبراء في القانون أن تأخير الأمم المتحدة لعملية تسليم مساعداتها التي تعمل على إنقاذ أرواح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا خلال الشهر الماضي كان بلا داع، لأن الأمم المتحدة لا تحتاج لإذن من النظام السوري أو من مجلس الأمن حتى تدخل إلى هناك بما أنه بوسعها تطبيق تأويل أوسع للقانون الدولي.

فقد احتاجت الأمم المتحدة لأسبوع حتى حصلت على موافقة بشار الأسد بخصوص فتح معبرين حدوديين إضافيين بهدف السماح بتمرير المساعدات إلى شمال غربي سوريا حيث تسيطر المعارضة.

شلل أممي تام

إن الأمم المتحدة بنفسها هي من ذكر بأنه من الضروري والمهم السعي لإنقاذ ضحايا الزلزال خلال الساعات 72 الأولى بعد وقوعه، لكنها شككت بما توصلت إليه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول إمكانية تصرفها بطريقة مختلفة.

وحول ذلك، علقت سارة كيالي وهي محامية مختصة بحقوق الإنسان على الصعيد الدولي، فقالت: "ما يهمنا بالنسبة للاستجابة للزلزال هو الوقت وتقديم الاستجابة بشكل فوري، بيد أن الأمم المتحدة راوحت بالمكان وكأنها أصيبت بشلل تام".

يذكر أن أكثر من 4500 شخص لقوا حتفهم، فضلاً عن إصابة أكثر من 8700 شخص بسبب الزلزال في شمال غربي سوريا بحسب ما أوردته الأمم المتحدة.

وعموماً، تسبب الزلزال الذي كان مركزه قريباً من غازي عنتاب التركية والذي وقع في السادس من شباط وكانت شدته 7.8 درجات وما أعقبه من زلازل وهزات ارتدادية بمقتل ما لا يقل عن 45968 شخصاً في تركيا، بحسب ما أعلنه مسؤولون أتراك، إلى جانب وفاة ستة آلاف شخص في عموم سوريا.

كان آندرو غليمور مسؤولاً رفيعاً لدى الأمم المتحدة عندما تم التفاوض على أول قرار أممي بشأن تسليم المساعدات إلى مناطق سيطرة الثوار في سوريا في عام 2014، وعن ذلك يقول: "إن كان القانون يمنعك من تقديم مسحوق الحليب لرضيع يتضور جوعاً بسبب وجوده على الطرف الآخر من الحدود الدولية فسحقاً لقانون كهذا!".

يذكر أن بي بي سي أجرت مقابلات مع ما يزيد على عشرة خبراء بينهم محامون بارزون وأساتذة جامعيون وقضاة متقاعدون لدى محكمة العدل الدولية إلى جانب مسؤولين قانونيين سابقين لدى الأمم المتحدة، وقد أكد جميعهم بأن حالات الوفاة كان بالإمكان تجنبها، لو استعانت الأمم المتحدة بتأويل مختلف للقانون الدولي يبيح لها الاستجابة لما وقع في شمال غربي سوريا.

في حين أن الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد صرح بالآتي: "لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود الدولية، نحتاج إما لموافقة الحكومة أو بالنسبة للحالة التي لدينا في سوريا، نحتاج لقرار ملزم من قبل مجلس الأمن... وبوسعنا أن نجري مناقشات أكاديمية طوال أسابيع وأشهر بل حتى سنوات حول القانون الدولي، بيد أن موقفنا يقوم على أن القانون الدولي لم يؤخر عملنا".

إلى جانب تقديم المساعدات، تلعب الأمم المتحدة أيضاً دوراً أساسياً في تنسيق جهود الإغاثة الدولية التي قدمتها دول أخرى عقب وقوع تلك الكارثة الطبيعية، حيث تعمل الأمم المتحدة على ترتيب أمور البحث والإنقاذ من خلال هيئة التقييم والتنسيق المعنية بالكوارث لدى الأمم المتحدة (UNDAC) إذ يمكن لفرق هذه الهيئة أن تنتشر في أي مكان في العالم في غضون 12-48 ساعة عندما يُطلب منها ذلك، وهذا ما حدث في تركيا.

 

 

بيد أن الأمم المتحدة لم تطلب بشكل رسمي من فرق الطوارئ الطبية الدخول إلى شمال غربي سوريا، ولم تطلعنا عن أي طلب رسمي قُدم لفرق البحث والإنقاذ حتى تنتشر هناك، كما ذكر متخصصون دوليون في الشؤون الإنسانية يعملون على أمور الاستجابة بأنه مع عدم استدعاء تلك الفرق من قبل الأمم المتحدة لم يكن هنالك أي سبيل واضح أمام فرق الطوارئ حتى يتم نشرها هناك.

فيما يرى ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة بأن إرسال فرق طوارئ يعتمد على قرار من قبل حكومة البلد، حيث قال: "ثمة مشكلات تتصل بالأمن، وهنالك كل أنواع المشكلات السياسية" التي يمكن أن تؤثر على سير تلك العملية"، حسب رأيه.

أما ماركو ساسولي وهو مستشار متخصص لدى النائب العام في المحكمة الجنائية الدولية، فقد ذكر أن اتفاقيات جنيف التي تعتبر أساس القانون الإنساني الدولي، تزود الأمم المتحدة بعمل إطاري يساعدها على تسليم المساعدات دون الحاجة لإذن من النظام في سوريا، حيث قال: "تشتمل اتفاقيات جنيف التي تعتبر سوريا دولة عضواً فيها، على بند ينص على إمكانية تقديم هيئة إنسانية محايدة لخدماتها" لسائر أطراف النزاع.

استياء شعبي

غير أن ضحايا الزلزال عبروا عن استيائهم من الاستجابة الأممية، إذ فقد عمر حجي زوجته وأولاده الخمسة بسبب تلك الكارثة.

Omar Hajji

عمر حجي ينبش في الركام بحثاً عن أفراد أسرته

وقد أجرت بي بي سي مقابلة مع هذا الرجل خلال الأيام التي أعقبت الزلزال في أثناء بحثه عما تبقى من ابنه المفقود، واسمه عبد الرحمن، والذي كان عمره 14 عاماً، ثم عثر عليه أخيراً بعد أيام من البحث.

يخبرنا عمر الذي أمضى أياماً وهو ينبش في الركام بيديه العاريتين بحثاً عن أصدقائه وأهله، عن الوضع فيقول: "لم تكن المساعدة الأممية كافية، لذا فإن أهم مساعدة تلقيناها كانت من الأهالي... ولو وصلت المساعدات الأممية في وقت أبكر لاختلفت الأمور كثيراً".

بعد أسبوع من وقوع الزلزال، زار مارتن غريفيث الذي يترأس الإغاثة الطارئة لدى الأمم المتدة معبر باب الهوى الحدودي، ثم كتب على حسابه في تويتر: "لقد خذلت الأمم المتحدة الشعب السوري في شمال غربي سوريا حتى الآن، ولهذا يحق لهذا الشعب أن يحس بالخذلان وهو ينتظر المساعدة الدولية التي لم تصل".

المصدر: BBC