icon
التغطية الحية

يوم قتلت الإنسانية وترك المجرم بلا حساب.. مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق

2022.08.21 | 16:16 دمشق

1
رجل وزوجته يبكيان أمام جثث لضحايا قضوا في مجزرة الكيماوي بغوطة دمشق الشرقية قبل تسع سنوات (أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تمر اليوم الذكرى السنوية التاسعة على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في غوطتي دمشق، وراح ضحيتها آلاف المدنيين السوريين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت منظمة الدفاع المدني السوري عبر صفحتها في فيس بوك إن الجريمة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في غوطتي دمشق بتاريخ 21 آب 2013، ليست ضد الضحايا فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء".

ودعت المنظمة إلى تسليط الضوء على الحقيقة عبر المشاركة في فعالية إشعال الشموع، تخليداً لضحايا الهجمات الكيماوية، وتكريماً وإحياءً لذكراهم، حتى لا تترك هذه الفظائع في الظلام، وأملاً بألا تتكرر مرة أخرى في المستقبل. مطالبة بالعدالة للضحايا.

"ليلة طُعنت فيها الإنسانية، وتُرك المجرم بلا حساب"

وقال الدفاع المدني إن "الغوطة استيقظت في ذلك اليوم بذعر على ضجيج انقطاع الأنفاس، حيث تعالت أصوات الصراخ الممزوج برهبة الصمت، وخلف أبواب المنازل كان هناك من يصارع الموت وهناك من استسلم له وهناك من نام للأبد بهدوء".

وأضاف أن "داخل كل بيت لوحة تحكي قصة لحظات أخيرة من الصراع مع الأنفاس، فعوائل بكاملها قضت دون حراك، وهناك أب كان يمسك بأطفاله وزوجته محاولاً إخراجهم من المنزل، فسقط وسقطوا معه عند باب المنزل ويده ما زالت ممسكة بقبضة الباب عندما كان يحاول أن يمنحهم الحياة للمرة الأخيرة".

ونشر الدفاع المدني صورة لأم فقدت أطفالها فجر ليلة السارين، وعلق عليها بالقول: "أم تجول بين الجثث تبحث بعيون تائهة عن فلذات كبدها، وأب يهرول يبحث عن عائلته التي فقدها في ليلة طُعنت فيها الإنسانية بمقتل وتُرك المجرم بلا حساب".

أحد المتطوعين في الدفاع المدني قال إن "اليوم مختلف عن باقي الأيام، ففي هذا اليوم قبل تسع سنوات نفذ نظام الأسد مجزرة من أبشع المجازر بحق المدنيين في غوطتي دمشق، استهدفهم وهم نائمون بغاز السارين السام". مستذكراً المشاهد التي لا يمكن نسياناها، "أطفالٌ يختنقون ويتلفظون أنفاسهم الأخيرة، وكادر طبي عاجز تماماً عن فعل أي شيء".

بشار الأسد هو المسؤول عن قتل المدنيين بالكيماوي

من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لأضخم هجوم كيماوي شنه النظام السوري في غوطتي دمشق، إن "الهجوم أسفر عن مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 194 سيدة و99 طفلاً".

وتشكل هذه الحصيلة، قرابة 76 في المئة من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيماوية التي شنَّها النظام السوري، منذ كانون الأول 2012 حتى آخر هجوم موثَّق في الكبينة بريف اللاذقية في أيار 2019.

واعتبر التقرير، أن النظام لديه نية مبيتة بقتل أكبر عدد ممكن من السوريين بمن فيهم النساء والأطفال، باستخدامه كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل خلال نوم الأهالي؛ الأمر الذي يُـخفِّض من فرص النجاة.

وحمَّلت الشبكة السورية مسؤولية تحريك الأسلحة الكيميائية واستخدامها إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يتولى قيادة الجيش والقوات المسلحة. مؤكداً أنه لا يمكن القيام بمهام أقل من ذلك بكثير من دون علمه وموافقته.

وطالبت الشبكة، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على النظام السوري في ذكرى استخدامه الأسلحة الكيميائية ضدَّ الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، كشكل من أشكال التعويض المعنوي لأسر الضحايا.