icon
التغطية الحية

يفتح آفاقاً جديدة للحياة.. برنامج "في أمل" الأكثر حضوراً شمالي سوريا

2023.04.01 | 06:23 دمشق

لقطة من برنامج "في أمل" الذي يقدمه اليوتيوبر مهدي كَمَخ على شاشة تلفزيون سوريا
لقطة من برنامج "في أمل" الذي يقدمه اليوتيوبر مهدي كَمَخ على شاشة تلفزيون سوريا
إدلب ـ ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

يطغى برنامج "في أمل" الذي يقدمه اليوتيوبر السوري مهدي كَمَخ على شاشة "تلفزيون سوريا"، على بقية البرامج في شمال غربي سوريا، من ناحية المتابعة والثناء عليه، والإقبال الكبير على متابعة حلقاته فور عرضها، بالنظر إلى محتواها الفريد والمميز، القائم على تغيير حياة البعض ولفت الانتباه إلى معاناة الكثيرين، وتعزيز مفهوم المشاريع المستدامة لمساعدة المدنيين في النهوض من جديد، بدلاً من الحلول المؤقتة.

"سيدة الأمل" و"جبران خاطر" و"الحلم" هي عناوين لعدة حلقات عُرضت حتى الآن من البرنامج، والذي تعتمد فكرته على فتح آفاق جديدة للحياة أمام بعض الحالات الإنسانية الصعبة في الشمال السوري، سواء للمهجرين أو المرضى أو المتضررين من الزلزال، بطريقة بعيدة عن النمطية المعتادة في تقديم المساعدة، وعبر سبل تتيح للمستفيدين الاعتماد على أنفسهم مستقبلاً للعمل والعيش، أملاً بتغيير حياتهم نحو الأفضل على المدى البعيد.

برنامج "في أمل"

"يفاجئنا مهدي كَمَخ دائماً بأفكاره الرائعة وعفويته القريبة إلى القلب"، بهذه الكلمات علّق مدير عام تلفزيون سوريا حمزة المصطفى على انطلاقة برنامج "في أمل"، مضيفاً أن البرنامج خُصص لتغيير حياة البعض ولفت الانتباه إلى معاناة الكثيرين الذين تستطيعون أنتم (المتابعون والمواكبون للبرنامج) منحهم الأمل والاستمرارية.

انطلق البرنامج بالتزامن مع ظروف في غاية السوء يعيشها مئات الآلاف في شمال غربي سوريا من جراء الزلزال، إضافة لمعاناة التهجير والقصف وغيرها، ويقول المشرف العام على البرنامج، عامر شهدا: "تمت دراسة البرنامج قبيل انتهاء العام الماضي، ووضعنا خطة العمل والسيناريوهات وأعددنا الفريق الفني واللوجستي والمصاريف الإنتاجية وغيرها من أمور تقنية، تمهيداً لعمليات التنفيذ والتصوير، ليباغتنا الزلزال المدمر قالباً أولوياتنا ومبعثراً خططنا".

وبعد التقاط الأنفاس ومع تكثيف العمل والتنسيق الميداني على الأرض وفي سباق مع الزمن، انطلق البرنامج في الموعد المحدد، ويضيف "شهدا" أنّ "عمليات المونتاج والغرافيك والتعديلات الأخيرة والرتوش النهائية انتهت قبل موعد العرض بساعة واحدة، وكل ذلك بفضل جهد استثنائي وعمل مضنٍ قام به مهدي كَمَخ مع فريق عمل رائع، واصلوا الليل بالنهار لإنجاز هذا البرنامج، الذي يعزز مفهوم المشروع المستدام بديلا للحلول المؤقتة".

القفل.. قصة موجعة

لطالما ردد مهدي كَمَخ في الحلقة الأولى من البرنامج بعنوان "القفل"، أن المتابعين والمشاهدين للبرنامج هم أصحاب دور البطولة في تغيير حياة المستهدفين بالبرنامج، لافتاً إلى أنهم سيكونون السبب في كل أملٍ سيُزرع، وكل فرحةٍ ستُعاش.

تروي الحلقة الأولى قصة موجعة جداً لأسرة مؤلفة من 7 أشخاص تعيش في بيت أشبه بالخرابة في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، يمكن أن يقع على رؤوسهم في أي لحظة بسبب تصدعه إثر الزلزال، ومع ذلك تتعرض العائلة لضغوط من مالك المنزل لرفع إيجاره البالغ 500 ليرة تركية، أو الخروج منه.

المعيل المفترض للأسرة المهجّرة من مدينة حلب، فؤاد بريّ "أبو تيسير" يعاني من كسر في العمود الفقري، كما أنه مريض قلب، وعاطل عن العمل نتيجة وضعه الصحي الذي لا يتناسب مع الكثير من المهن الشاقّة في الشمال السوري.

يعتمد أسلوب مهدي على عنصر المفاجأة تجاه الضيف، فبينما علم أبو تيسير أنه ربح وأسرته وجبة غداء لإجابته على أحد الأسئلة، كان كادر برنامج "في أمل" يجهز المنزل الجديد للأسرة، لتبدأ حياة جديدة دون خوف من تحول أفرادها إلى ضحايا تحت أنقاض منزلهم السابق الآيل للسقوط.

في ذات الوقت "البيت بده مصروف"، فلم تُختتم المفاجأة عند المنزل فقط، فقد حصل أبو تيسير على سيارة مع مشروع لبيع الخضراوات والفواكه، وهنا امتزجت دموع الفرح والحزن، مع وضعه القفل على باب القهر والظلم والحرمان، متجهاً نحو بداية ومشوار جديد في حياته.

عربة الأمل

أسرة "أبو رأفت" المهجّرة من بلدة كفربطيخ قرب سراقب بريف إدلب هي محور قصة الحلقة الثانية من البرنامج بعنوان "عربة الأمل"، حيث تعيش الأسرة في مخيمات بلدة كللي، بدون أي مصدر دخل، مع معاناة رأفت من مرض السرطان والشلل، إذ لا يستطيع القيام بأي شيء دون مساعدة والدته.

ذرف "أبو رأفت" وزوجته الدموع على حال ابنهم، خاصة أن المرض حلّ عليه فجأة بعمر الـ 13 عاماً، ليعاني حينذاك من ثقلٍ في الكلام، ثم تطور الأمر إلى حد الشلل، ومع ذلك، لم يكن هناك وقت للحزن في الحلقة، فقد قال رأفت عند حصوله على كرسي كهربائي للتنقل: "بسطتني من كل قلبي".

ولكي ينهض أبو رأفت من جديد ويعود لمزاولة العمل وإعالة أسرته، حصل على سيارة مع مشروع "اكسبريس" لبيع الشاي والقهوة وغيرها من المشروبات، ليبدأ حياة أخرى، بينما انغمر قلب رأفت بالأمل وتحقق حلم من أحلامه بالتحرك دون مساعدة أحد، على أمل أن يتحقق حلمه الأكبر بالشفاء والسير على قدميه بشكل طبيعي.

سيدة الأمل

تعيش أم رجب مع أولادها وأحفادها (20 شخصاً) في مخيم بمحيط بلدة باتنتة بعد تهجيرهم ككثير من العائلات على يد النظام السوري وروسيا من ريف إدلب الجنوبي.

كان أولاد أم رجب يعملون في صنع الحلويات قبل التهجير، أما الآن، فهم يعيشون على المساعدات الإغاثية المقدمة كل شهر، دون وجود مصدر دخل آخر، ولم تُخفِ "سيدة الأمل" شوقها للعودة إلى منزلها والعمل في أرضها، وأن تقرّ عينيها برؤية أولادها يعملون في مهنتهم التي اعتادوا عليها.

ولأن برنامج "في أمل" خُصص لإعادة البسمة إلى وجه "أم رجب" ومثيلاتها من الأمهات السوريات الصابرات، حضّر كادر البرنامج مفاجأة للأسرة، عنوانها "حلويات الأمل"، ليعود أبناء أم رجب للعمل بصنعتهم معتمدين على أنفسهم في مواجهة مصاعب الحياة.

رُسمت البسمة على وجه "أم رجب" من جديد، ورغم أنها وقفت عاجزة عن التعبير عن مشاعرها بالقول "ماني مصدقة"، إلا أن الأمل عاد في نهاية المطاف إلى "سيدة الأمل".

جبران خاطر

تحوّل "أبو علي" المنحدر من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، من أحد أشهر القصّابين في مدينته، إلى شخص يعمل في جمع البلاستيك من مكبات النفاية، ليكون هذا النشاط الشاق وغير الصحي مصدر الدخل الوحيد له ولأسرته.

يعمل "أبو علي" في جمع البلاستيك من مكبات النفاية لمدة 10 ساعات يومياً، ليجني في آخر النهار ما بين 20 إلى 25 ليرة تركية، يشتري بها الخبز لأطفاله وأسرته المؤلفة من 5 أشخاص.

"صرلي خمس سنين عم أستنى هي اللحظة"، هذا ما قاله "أبو علي" عندما فاجأه كادر برنامج "في أمل"، من خلال افتتاح ملحمة ومشاوي الأمل، لكي يؤسس نفسه من جديد، ويعمل مرة أخرى بالمهنة التي عشقها منذ صغره.

الحلم

تركز الحلقة الخامسة من البرنامج، على الشاب عمر أبو أحمد، بعد أن تعرض منزله للهدم بسبب الزلزال، مع فقد مصدر دخله الوحيد، ورغم ذلك بقي متعلقاً بمنزله بشدة، رافضاً مفارقته، رغم تحذير المختصين من خطره وإقرارهم بضرورة هدمه بالكامل.

يروي الشاب قصته بحزن شديد خلال الحلقة، مستذكراً جهود جده ووالده وغيرهم في بناء المنزل عبر سنوات، ليتسبب الزلزال بهدمه في لحظات قليلة، لكن كادر البرنامج كان لهم دور في تبديل حزن أبو أحمد إلى سعادة، من خلال منحه مشروع "الأمل فون"، لبيع وصيانة الأجهزة المحمولة، ليكون نقطة الانطلاق الجديدة للشاب وأسرته.

ويبيّن البرنامج في ختام كل حلقة، أن جميع الجوائز والكفالات المقدمة في البرنامج، جُمعت كتبرعات فردية من خلال حسابات مهدي كَمَخ على وسائل التواصل الاجتماعي.

ثناء وترحيب بالبرنامج

لاقى برنامج "في أمل" ترحيباً كبيراً من قبل المعلقين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه من أروع البرامج الإنسانية، وأكثرها متابعة وحضوراً في الشمال السوري خلال شهر رمضان.

وقال الناشط الأغيد السيد علي: "المؤثر الوحيد أو اليوتيوبر الوحيد أو سمّه ما شئت، الذي تابعته بحياتي كلها هو الأخ والأستاذ "مهدي كمخ"، هذا الإنسان مثالٌ لغيره يُحتذى به، صاحب برنامج (في أمل)، نعم الأمل بالله تعالى بأنّه ما زال في هذه الحياة أشخاص مثل "مهدي"، الأمل الذي زرعه -وما زال يزرعه- في قلوب ونفوس السوريين المنكسرين؛ أمل ليس بعده أمل، الجميل بأنّ الأمر ليس مؤقتاً، ليست سلّة غذائية أو مبلغا ماديا وينحسر، ديمومة العمل لهؤلاء الناس؛ هي أملٌ لهم بحد ذاته".

وأضاف أنه "يوجد لدينا الكثير من السوريين المؤثرين واليوتيوبريين ولكن لا صدى لهم ولا تأثير، لم نر منهم شيء على أرض الواقع، ربّما يوجد أشخاص لا أعلم بهم يعملون كعمل "مهدي" الله أعلم بهم، فجزاهم الله خيرا على ما يصنعون، شكراً مهدي، شكراً لكل شخص عم يساهم بالتبرع لحتى نخفّف من معاناة الناس المكسورة، ما أجمل جبر الخواطر والقلوب في شهر القرآن".

بدوره قال الناشط، أحمد نهاد زيدان: "في أمل، البرنامج الأفضل على مستوى الشمال السوري، برنامج لم أرَ فيه ذلاً للمستفيد أبداً، برنامج كله عز، كله فرح وبنفس الوقت كله أمل، حابب أتشكر كل من ساهم في هذا البرنامج من إعداد وتصوير وإنتاج ودعم لوجستي ومادي، رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهت فريق البرنامج قدروا وأصروا يكونوا قده وطلعوا قده".

وفي وصفه للبرنامج، قال الفاروق أبو بكر أحد قادة الجيش الوطني السوري: "من أروع البرامج الإنسانية التي شاهدتها من أول الثورة لليوم برنامج في أمل الذي يقدمه الرائع والخلوق مهدي كمخ، والذي يعرضه تلفزيون سوريا،

أحييهم من كل قلبي لكادر البرنامج ولمن يدعم هذا المشروع الإنساني وتحية خاصة للخلوق والطيب مهدي كمخ".