icon
التغطية الحية

يد دينية وأخرى عسكرية.. شحرور وشنبو رجال نظام الأسد في عربين

2021.07.14 | 07:02 دمشق

61f4efb0-61ba-4622-bb09-7eca28967e3a.jpg
على اليمين مفتي ريف دمشق، خضر شحرور، وعلى اليسار مسؤول أمني في الفرقة الرابعة،حسن السيد حسن الملقب شنبو
إسطنبول - تيم الحاج| وسيم الخطيب
+A
حجم الخط
-A

يعتمد نظام الأسد منذ تمكنه بدعم روسي وإيراني من السيطرة على الغوطة الشرقية بريف دمشق وتهجير معظم سكانها في نيسان 2018، على مجموعة من الشخصيات شديدة الولاء له والتي تنحدر من مدن وبلدات الغوطة، تعمل على تنفيذ أوامره في عملية إحيائه مجددا على أنقاض مدن دمرها كاملة وأناس لا يجدون ما يأكلونه.

 هذه السياسة قائمة في معظم مدن الغوطة، وكان موقع تلفزيون سوريا بدأ مؤخرا بالاعتماد على مصادر خاصة بنشر سلسلة من التحقيقات عن هذه الشخصيات كـ عامر تيسير خيتي رجل بشار وزوجته أسماء في دوما، واليوم نسلط الضوء على شخصيتين في مدينة عربين تحاولان إعادة خطب ود من بقي من المدنيين لنظام الأسد الذي أعاد الوضع المعيشي في مناطقه سيطرته إلى عصور متأخرة، للغوطة ومدنها الحصة الأكبر.

خضر شحرور دكتور في ولاء النظام وجسر تستخدمه إيران للتشيع

يُعد خضر أحمد فائز شحرور مدير أوقاف محافظة ريف دمشق المنحدر من مدينة عربين والحاصل على "دكتوراه في الشريعة الإسلامية"، أحد أهم الشخصيات التي تدير ملفات نظام الأسد في مدينة عربين. وعرف شحرور بولائه المطلق ومواقفه المساندة لنظام الأسد من خلال الخطاب الديني عبر المنابر وعبر وسائل الإعلام، منذ بداية الثورة السورية.

ووظف شحرور منذ البداية مكانته الدينية في دعوة طلاب الشريعة إلى رفض الخروج على الحاكم، وسوّق نظريات النظام في المؤامرة.

 ولشحرور دور مهم بالعديد من اللجان المُشكلة من قِبل مخابرات نظام الأسد والروس طوال فترة حصار الغوطة الشرقية، بغية إقناع أهالي مدينة عربين وباقي المدن والبلدات والفصائل العسكرية بالاستسلام والمصالحة، لكن جميع دعواته لم تثمر.

f5a629cf-2dcc-4562-97be-afbfd1ac78f6.jpg

وبعد السيطرة على الغوطة بات شحرور أحد أهم أذرع النظام التي يضغط من خلالها على الأهالي في مدينة عربين للخضوع لعمليات المصالحة. كان له نشاط لافت خلال الأشهر الأخيرة في عربين كي يثبت ولاءه أكثر للنظام، فسخّر أمواله في ترميم بعض المرافق في المدينة إلى جانب دعم حملة بشار الأسد الرئاسية في المدينة.

كما لعب شحرور دورا مهما في مهاجمة اللاجئين والنازحين السوريين، ووصل به الأمر إلى أنه دافع عن أحكام الإعدام بحق لاجئين ونازحين سوريين، وسبق ان انتشر له تسجيل مصور من برنامج "أنت تسأل والإسلام يجيب" الذي يقدمه عبر قناة "سما" الموالية، دافع فيه عن أحكام الإعدام والعقوبات المشددة التي يلاقيها نازحون ولاجئون عادوا بموجب تسويات ومصالحات إلى مناطق سيطرة النظام.

 وفي رده على سؤال طرح عليه عبر اتصال هاتفي، عن شاب معتقل ومهدد بحبل المشنقة بعد عودته من إدلب، قال شحرور إن "هذا الشاب صار بيد العدالة، بيد السلطة والسلطة عادلة" ووصفه بأنه "مجرم ولا بد أن يأخذ عقابه"، وذلك من دون أن يعرف قصته، ومتجاهلاً العهود والضمانات التي تقطعها أجهزة المخابرات لكل الراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام، أمام الإعلام على الأقل.

لكن أخطر ما يقوم به شحرور وفق مصادر، هو تلبيته احتياجات إيران في نشر الحسينيات التي تُعد مدخلا لعمليات التشيع في ريف دمشق. ففي نهاية عام 2018، افتُتح مكتبٌ لـ "المرجع الديني الكبير"، محمد اليعقوبي بحضور خضر شحرور الذي بارك هذا الافتتاح في منطقة السيدة زينب.

حسنية_0.PNG

أبو جمال شنبو.. اليد الأمنية لـ "الفرقة الرابعة" في عربين

حسن غازي السيد حسن الملقب "أبو جمال شنبو"، هو بمنزلة العين الساهرة على مكتسبات نظام الأسد الأمنية في مدينة عربين.

فالرجل أثبت ولاءه منذ بداية دخول قوات النظام والميليشيات إلى المدينة، فخلع ثوب المعارضة ولبس على الفور ثوب التأييد لنظام الأسد، فكسب بذلك حظوة عند "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، فعين تابعا لها في عربين مع أنه مدني لم يكن جنديا في الجيش، فقد كان يعمل في تنجيد مقاعد السيارات وبيع طيور الحمام واقتنائها، كما أنه متهم بعمليات تحرش بالأطفال، بحسب عدة مصادر على معرفة شخصية به.

rrr_1.png

خلال سنوات سيطرة فصائل المعارضة على عربين كان "شنبو" منتسبا إلى أحد الفصائل العسكرية، وشارك في عدة معارك ضد نظام الأسد، منها الهجوم على المربع الأمني في حرستا.

اليوم بات "شنبو" عراب عمليات التسوية في عربين، هذا ما رشحه لنيل امتيازات روسية جعلت منه شرطيا أمنيا في المدينة، فله فيها عشرات العناصر ويمتلك  حاجزين، الأول عند مسجد الصحابة والآخر في حي العسقلاني، وفي هذا الأخير يوجد مقره الرئيسي، وسبق أن دخل باشتباكات عدة مرات مع عناصر من قوات نظام الأسد نتيجة خلافات على اعتقال بعض الشبان أو نتيجة خلاف على تقاسم الحواجز.

لا معلومات دقيقة حول ممتلكاته وأمواله، إلا أن المصادر تؤكد على أنه شخص صاحب نفوذ كبير وقد ظهر منتصف حزيران الماضي، وسط مجموعة من المفرج عنهم في عربين، كان نظام الأسد يحتجزهم، معظمهم عليهم أحكام جنائية، في حين روجت وسائل إعلام النظام على أنهم معتقلون محسوبون على المعارضة.

لـ "شنبو" دور خفي غير معلن مرتبط بإيران، إذ عمل على تجنيد شبان من الغوطة في صفوف الميليشيات الإيرانية، كما جرى في بلدة كفربطنا التي أصبحت لاحقا مركزا لميليشيا "أبو الفضل العباس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني.