icon
التغطية الحية

يتقن اللغة ويعمل.. سوري يعيش في ألمانيا منذ 6 سنوات دون إقامة

2020.10.08 | 10:32 دمشق

لاجئون في بلدة غيفرات الألمانية
لاجئون في بلدة غيفرات الألمانية (DPA)
هامبورغ - عباس الديري
+A
حجم الخط
-A

قبل ست سنوات هرب لواء العساف إلى ألمانيا، بعد أن اجتاز البحر الأبيض المتوسط وعبر حدود اليونان اصطدم بأول بوابة للاتحاد الأوروبي "دولة بلغاريا" وأجبرته الشرطة على تقديم اللجوء لديها.

 يتذكر العساف جيداً صراخ رجال الشرطة وحالة الخوف التي رافقت تلك اللحظات، ليرضخ تحت التهديد ويبصم على الأوراق، وعرف فيما بعد أنها أوراق تقديم اللجوء في بلغاريا تحت قانون "دبلن" ولم تكن "بصمة جنائية" كما زعم المترجم يومها، ويعيش لواء في مأوى للاجئين (كامب) بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا.

القانون في الاتحاد الأوروبي يجبر الدول إرجاع طالبي اللجوء إلى أول دولة تم اللجوء بها (أول دولة بصم بها)، وبسبب هذا القانون يعيش العديد من الشباب السوريين تحت خطر الترحيل إلى دول أوروبا الشرقية ومنها بلغاريا.

اقامة مؤقته لشاب سوري.jpg
الإقامة المؤقتة للشاب لواء العساف (تلفزيون سوريا)

 

اقرأ أيضا: وزيرة الداخلية البريطانية: سأغرق المهربين وأساعد اللاجئين

ورغم القوانين الجديدة التي تستحدثها الحكومة الألمانية الاتحادية من أجل تسهيل حياة المهاجرين، لجذب المزيد من اليد العاملة إليها لم يُمنح لواء العساف إلى الآن حق اللجوء.

أتقن "العساف" اللغة الألمانية وتحصل مؤخراً على شهادة " C1" التي تعتبر أعلى مستوى في اللغة الألمانية ويعمل بدوام كامل، استهل الشاب حديثه لموقع تلفزيون سوريا قائلاً: "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، رغم أنني أعمل في ألمانيا منذ حوالي العامين وأتقن اللغة الألمانية وتحصلت على أعلى شهادة فيها إلا أنني لم أحصل على الإقامة، ومع ذلك فحالي أفضل من الكثيرين الذين رُحلوا إلى دول شرق أوروبا مكرهين".

أقرأ أيضا: طبيب سوري يعمل بقطف الثمار للحصول على إقامة دائمة في أستراليا

لم يحصل العساف على الإقامة بعد إلا أنه يشعر كما لو أنه في بلده، يسكن العساف في مأوى للاجئين منذ ست سنوات ولا يسمح له بمغادرة المأوى ورغم ذلك يقول العساف: "ما ينقصني هو هذه الورقة المختومة من دائرة الأجانب التي تتيح لي أن أعيش بطمأنينة وراحة البال، هذا الشيء بالتأكيد ينغص علي عيشتي إلا أن القانون يسري على الجميع هنا، فلست الوحيد الذي لم يحصل على الإقامة فمثلي المئات ولكن أغلبهم رُحل، وأنا حالفني الحظ لأبقى هنا كونني أعمل وأتقن اللغة".

 

لم يشفع للواء إصابته بسرطان الخلايا الصبغية "الميلانوما" حتى يحصل على الإقامة في هامبورغ، تلك الحالة النفسية الصعبة جعلت الروتين المفروض عليه يزداد سوءاً، يضيف قائلاً: "في الأول من العام 2017 بعد معاناة طويلة مع الروتين والحالة النفسية الصعبة التي تُركت بها تم اكتشاف إصابتي بمرض (الميلانوما ) وهذا المرض يعتبر خطير في حال اكتشافه بوقت متأخر، إلا أنه اكتشف عندي في الوقت المناسب، يبقى الخوف من القادم وهو الأكثر خطورة، فجميع الأطباء طالبوني بالحرص والحذر حتى خمس سنوات قادمة، ريثما يتم التأكد من استئصال الورم والقضاء عليه بشكل كامل".

أقرأ أيضا: بريطانيا تفكر بنقل طالبي لجوء إلى جزيرة وسط المحيط الأطلسي

يعود لواء بالذاكرة إلى ست سنوات سابقة، يقول: "التأمين الصحي في ألمانيا جيد جداً، لكن ما لا يمكن أن أنساه هي تلك البصمة التي أجبرت عليها في دولة بلغاريا أثناء توجهي إلى ألمانيا، لتبقى آثارها تلاحقني إلى الآن، هذا الكابوس هو الحاضر والغائب في نفس الوقت، هذه البصمة منعتني من الحصول على الإقامة، وحتى مُنعت من أبسط حقوقي كاستئجار بيت أو حتى حصولي على إقامة لمدة عام واحد كامل دون مراجعة دائرة الأجانب، أو حتى الشعور بالاستقرار والزواج".

ما هو رد دائرة الأجانب الألمانية على قصة لواء؟

بعد الحديث مع الشاب لواء العساف تواصل موقع تلفزيون سوريا مع دائرة الأجانب، للسؤال عن سبب التأخير في منحه للإقامة، فكان جواب موظفة في دائرة الأجانب بيتينا بورغمايستر: "من يحصل على الحماية في أي دولة من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بقانون (دبلن بلس) لا يمكن منحه حق اللجوء في دولة أخرى، وعلى هذا الحال لا يمكن أن تتجاوز ألمانيا هذا القانون فالمادة 29 (1) من قانون اللجوء بالاتحاد الأوروبي رقم (2) يمنع منح حق اللجوء لطالب اللجوء في أكثر من دولة، وفي حال الرفض يُطلب منهم تنفيذ القرار بمغادرة البلاد، أما في حال الطعن بالقرار من قبل طالب اللجوء، كما يفعل لواء يمنح الشخص تصريح إقامة مؤقت بشكل متكرر مع توقيف قرار الترحيل".

ماهي اتفاقية "دبلن" لإعادة اللاجئين؟

ترحيل طالب اللجوء إلى أول دولة أوروبية لديها بصماته (تقدم بطلب اللجوء) هو إجراء قانوني بحسب ما قالته موظفة دائرة الأجانب في هامبورغ، فمن مُنح حماية بدولة موقعة على اتفاقية دبلن، سيحصل في ألمانيا على تصريح للإقامة المؤقتة فقط. يتطلب الحصول على الإقامة الألمانية لأولئك الذين تتشابه أوضاعهم مع أوضاع لواء، البقاء مدة لا تقل عن 8 سنوات في ألمانيا. وتخفف إلى 6 سنوات في بعض الحالات.

وفي أواخر أيلول الماضي قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن المفوضية تريد "إلغاء إجراء دبلن" نستبدله بنظام أوروبي جديد لإدارة الهجرة. وستكون هناك آلية جديدة قوية للتضامن".

وأشارت فون دير لايين إلى أن النظام الجديد "ستكون له هياكل مشتركة بشأن اللجوء والعودة".

 

اقرأ أيضا: مدينة ألمانية تعلن استقبال مهاجرين رغم قوة حزب "البديل" فيها

وبحسب قانون دبلن فإنه يجب على أول بلد في الاتحاد الأوروبي يدخله اللاجئ أن يتحمل مسؤولية طلب اللجوء، تم إقرار هذا القانون عام 1990 وعُدل مرتين، آخرهما في عام 2013.

وانقسمت دول الاتحاد حول مقترح تعديل القانون الذي تم تقديمه مؤخراً، والذي يفرض على الدول الأوروبية تقاسم أعداد اللاجئين بشكل إلزامي، ويحتاج المقترح إلى موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وطُرحت قضية "اتفاقية دبلن" مجددا بعد الحريق الذي شب في مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية الشهر الماضي.

اقرأ أيضا:

 المفوضية الأوروبية تطرح آلية جديدة لاستقبال اللاجئين

شابة سورية تفوز بجائزة "الاندماج الوطني" في ألمانيا

منظمات دولية تطالب اليونان بالتحقيق في انتهاكات ضد اللاجئين