icon
التغطية الحية

ولد أول الثورة.. قصة الطفل السوري الذي يعول أسرته بعد مرض والده

2021.03.15 | 19:30 دمشق

altfl_alswry_mhmd_abw_rdan.jpg
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

ولد الطفل السوري محمد أبو ردان في ريف حلب عام 2011 عندما بدأت الثورة السورية على نظام الأسد، ولم يكن في طفولته سوى الحرب والصراع.

ويعيش أبو ردان الآن في مخيم للمهجرين شمال حلب وأصبح العائل الرئيسي لأسرته بعد أن أقعد مرض القلب والده عن العمل.

ومثل عدد كبير من الأطفال السوريين أصبحت المدرسة حلما بعيد المنال بالنسبة له.

قال محمد ابن العاشرة إن أسرته كان لها بيت وإنه اعتاد الذهاب إلى المدرسة كل يوم لكن الأسرة لجأت إلى المخيم بعد الدمار الذي لحق بالبيت والمدرسة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في وقت سابق من الشهر الجاري إن 90 في المئة من أطفال سوريا أصبحوا في حاجة لمساعدات إنسانية بزيادة 20 في المئة عن العام الماضي فقط.

بعد مرور عشر سنوات على بداية الصراع توضح أرقام اليونيسيف أن نحو 2.45 مليون طفل في سوريا بالإضافة إلى 750 ألف طفل سوري في دول مجاورة لا يذهبون للمدارس.

ويستيقظ أبو ردان فجر كل يوم ويخرج متحديا البرد للوقوف على جانب الطريق السريع ويشير للسيارات المارة لكي يركب إحداها لمسافة عشرة كيلومترات إلى مصنع لمنتجات التنظيف يعمل فيه.

ويدر عليه يوم العمل الطويل الذي يصل إلى عشر ساعات في أغلب الأحيان 100 ليرة تركية (13 دولارا) شهريا، وهو كل ما تحصل عليه أسرته من دخل.

ويعمل أبو ردان في تعبئة أجولة كبيرة بعضها أكبر من حجمه مرتين. وهو يشعر بالإرهاق عند عودته إلى المخيم بحيث لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى الأكل والنوم.

ويعيش مع والديه وشقيقاته الثلاث في خيمة واحدة لا تحميهم من شتاء سوريا القاسي بما يسقط فيه من أمطار غزيرة وثلوج.

وللحفاظ على دفء جسمه أصبح أبو ردان خبيرا في إعداد الشاي لنفسه ويتعامل مع أسطوانة الغاز بثقة رجل بالغ.

ولأن الظروف ألقت على كاهله بمسؤوليات تتجاوز سنه بكثير فهو يتولى أداء الكثير من الأعمال اليومية الشاقة بمهارة رجل أكبر بكثير من سنواته العشر. لكنه مازال طفلا تعلو ضحكاته ويلعب مع شقيقاته الثلاث في الخيمة.

وترافقت ولادة الطفل محمد أبو ردان مع انطلاق الثورة السورية، عام 2011، والتي تتم اليوم عامها العاشر، في الوقت الذي يستمر فيه نظام الأسد بممارساته القمعية بحق المعارضين لحكمه، وقد أسفر خيار الحل الأمني والعسكري الذي انتهجه الأسد منذ آذار 2011، إلى مقتل نحو 200 ألف من المدنيين واعتقال الآلاف وفق تقارير لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

 

 

كلمات مفتاحية