icon
التغطية الحية

وفيات وإصابات بالعشرات.. تحذيرات من تفشي الكوليرا في دير الزور

2022.09.10 | 17:26 دمشق

1
+A
حجم الخط
-A

حذرت مصادر طبية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ديرالزور الأهالي من تفشي وباء الكوليرا، وطالبتهم باتباع إجراءات الوقاية من المرض، معلنة عن حالة طوارئ طبية في ريف دير الزور الغربي لمواجهة الوباء.

وأعلنت "هيئة الصحة" التابعة "للإدارة الذاتية" تسجيل 3 وفيات وإصابات بالكوليرا في الرقة ودير الزور، وناشدت منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم اللازم لمواجهة المرض، وقالت مصادر لتلفزيون سوريا إن أحد الأشخاص توفي في مشفى الرقة واثنين في دير الزور. 

ودعت "مؤسسة المياه" بمناطق "قسد" في دير الزور الأهالي الذين يشترون مياه الشرب من الصهاريج إلى التوجه للمحطات المياه لتزويدهم بمادة الكلور، بينما دعا "مجلس دير الزور المدني" المنظمات العاملة في المنطقة إلى المساهمة في التوعية بالمرض وطرق الوقاية منه.

من جانبه نقل موقع "أثر برس" الموالي للنظام السوري، عن مديرتي الصحة في دير الزور والحسكة، اليوم السبت، نفيهما تسجيل أي إصابات بالكوليرا.

وقال مدير صحة دير الزور، بشار شعيبي إنه "لا توجد في دير الزور أي حالة إصابة بالكوليرا ولا حتى حالة اشتباه والحالات التي تراجع مشافي دير الزور حالات إسهال موسمي ضمن المعدل الطبيعي وتجري معالجتها".

تسجيل عشرات الحالات وتحذير باقي المناطق

من جانبه أعلن مدير مستشفى الكسرة غربي دير الزور، طارق الإبراهيم، عن استقبال المستشفى لنحو 50 حالة مرضية تعاني من أعراض الإصابة، اليوم السبت.

وأضاف، في تسجيل صوتي نشرته صفحة عين الفرات على فيس بوك، أنه تم إثبات 24 حالة إيجابية مصابة بالمرض منذ يوم الأحد الماضي. 

وذكر أن المنطقة الشرقية من دير الزور والشمالية لم تسجّل إصابات إلى الآن، لكن المرض يتجه إلى التفشي فيهما، موضحاً أن الإصابات بدأت في الكسرة وحمار الكسرة وانتهت بحالة إيجابية في قرية الجنينية على مسار نهر الفرات.

 

مدير مشفى الكسرة بريف دير الزور يتحدث عن تفشي مرض الكوليرا في المنطقة #سوريا #ديرالزور #عين_الفرات

Posted by ‎عين الفرات +‎ on Saturday, September 10, 2022

وشدد "الإبراهيم" على ضرورة الحذر وإجراء جولات على كل المستوصفات وأطباء الداخلية وأطباء الأطفال لأخذ عينات من المشتبه بهم مع معلومات شاملة عن المريض، مع التأكيد على ضرورة تحويل الحالات الحرجة إلى المشافي.

ونصح في تعقيم مياه الشرب بالكلور العادي عبر إضافة كأس على كل 5 براميل، وتنظيف المراحيض العامة والخاصة ومقابض الأبواب، معلناً أنهم مناوبون بشكل كامل في المشفى لوجود حالة طوارئ. 

تخوف من استنزاف المراكز الطبية

وقال مصدر طبي من دير الزور لتلفزيون سوريا، إن الحالات المصابة تجاوزت الـ 50، وقد دفعت ضخامة الأعداد إلى توجيه بعضها إلى مستوصف قرية الصعوة ومستشفى السبعة كيلو.

وأبدى المصدر تخوفه من تفشي الوباء بظل سوء الوضع الطبي في المنطقة، معتبراً  أن الوباء "قد يتسبب في استنزاف موارد وطاقات المراكز الطبية المحدودة".

وأشار إلى أن عينات التحاليل التي تؤخذ من المرضى ترسل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، أو إلى شمال غربي سوريا لتحليلها بسبب عدم وجود اختبارات كوليرا بالمراكز التابعة لـ "الإدارة الذاتية". 

من أين بدأ الوباء؟

لا يقتصر انتشار المرض على سوريا، إذ سجلت العديد من الحالات في العراق أيضاً، كما توجد حالات في مناطق النظام السوري رغم عدم إعلانه عنها.

ووفقاً لمدير الترصد الوبائي التابع لوحدة تنسيق الدعم، الدكتور محمد الجاسم، فإن المرض "بدأ من من ضفة نهر الفرات من بلدات الكسرة والحصان عبر تشخيص حالتين أحدهما توفي، ثم بدأت الحالات في التزايد، وتم تبليغ عن حالات في الرقة لكن كان من الواضح أنها من المناطق المقابلة الخاضعة لسيطرة النظام انطلاقا من مدينة معدان باتجاه دير الزور".

ويضيف "الجاسم" لموقع تلفزيون سوريا، أن الاثبات المخبري يؤكد أن الحالات هي كوليرا، لكن يوجد قانون في الأوبئة هي أن يكون المختبر دولي معترف به، "بالنسبة لنا الوباء موجود وهو في مرحلة الانتشار السريع".

وعن أسباب انتشار المرض يقول "الجاسم"، إن مياه نهر الفرات تختلف اختلافا شديد بالنوعية، قبل سد الفرات وبعده، باعتبار المياه قبل السد غزيرة والبحيرة عبارة عن خزان كبير تلوثه صعب جداً، لأن بعد السد ينخفض منسوب المياه بشكل كبير يسهل تلوثه، إضافة إلى تركز القرى على ضفتي النهر بعد السد من الطبقة إلى حدود العراق كل المراكز البشرية على النهر ومنها مدينتا الرقة ودير الزور، ومصارف الصرف الصحي كلها تصب في النهر إضافة لمخلفات النفط، كما أن أحد الأسباب هي توقف مضخات المياه عن العمل، واعتماد الأهالي على المياه التي تعبأ عن طريق الصهاريج بشكل مباشر.

الوقاية من الكوليرا

وحول طرق الوقاية، فتوفر الماء ونوعيته ونظافة الطعام هي عوامل مؤثرة في الوقاية من المرض، لذلك يجب الإكثار من غسل اليدين والطعام وتعقيم المياه عبر "حبوب الكلور" أو الغلي في حال عدم توفره وتبريدها لشربها، بحسب "الجاسم" الذي وجّه بضرورة تعقيم مياه الطبخ أيضاً.

ولفت إلى أن "فاشيات كوليرا" حصلت سابقاً، لكن هذا الشيء تم استدراكه دائماً لأنه عادة ما يحصل في قرية واحدة، وبالتالي أهل القرية يزيدون من تعقيم المياه ومعالجة المحطات، ويشربون ماء صحة، لكن حالياً بالظروف الحالية يجب أن يعتمد الناس على أنفسهم لمواجهة الجائحة.

والأربعاء الماضي، كشفت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية أنه خلال عملية الترصّد الوبائي تبيّن وقوع العديد من حالات الإسهال الحاد في مناطق شمال غربي سوريا، وبعد إجراء الفحص المخبري تم إثبات الكوليرا كعامل مسبب أولى الحالات، فيما لا تزال الحالات المشتبه بها الأخرى بحاجة للتحقق.

وقالت الوزارة في بيان، إنّ الكوليرا مرض يهدد الصحة ويمكن أن يؤدي للوفاة خلال ساعات في بعض الحالات الشديدة، وينتقل عبر الطعام والشراب الملوثين بفضلات البشر.

وبيّنت أنّ من بين العوامل المسؤولة عن انتشار المرض تلوث المياه بمصادر الصرف الصحي، وتناول الأطعمة المكشوفة المُعدة بظروف غير صحية، وطرح الفضلات في أماكن مكشوفة قريبة من السكان، وأيضاً عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.