
توفي الصحفي البريطاني الشهير "روبرت فيسك" أمس الأحد، في منزله بالعاصمة الإيرلندية "دبلن"، عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، بعد معاناته مع المرض.
ويعدّ فيسك أحد أكثر المراسلين البريطانيين للشؤون الخارجية إثارة للجدل في العصر الحديث، وقالت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2005، إنه "ربما أشهر المراسلين الأجانب في بريطانيا".
بدأت حياته المهنية في الصحافة مع "صن داي اكسبرس" في لندن، ولكن لفترة قصيرة، سرعان ما انتقل بعدها إلى "التايمز" ليكوّن لنفسه اسماً من إيرلندا، ولينتقل بعد مدة وجيزة إلى البرتغال ثم إلى بيروت، حيث عمل كمراسل للشرق الأوسط لصحيفة "التايمز" مجدداً.
في تسعينيات القرن الماضي تمكّن فيسك من إجراء ثلاث مقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة آنذاك "أسامة بن لادن". وفي أول مقابلة بينهما عام 1993، وصف بن لادن بأنه "رجل خجول" ويبدو "تماما مثل محارب الجبال في أسطورة المجاهدين".
بعد هجمات 11 أيلول 2001، تخصص في تغطية صراعات الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسوريا، وكان متحدثاً باللغة العربية. كما غطّى روبرت فيسك الحرب الأهلية في لبنان، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وشهد أيضا مجزرة حماة التي ارتكبها نظام حافظ الأسد.
مؤيد لثورات الربيع العربي ومناهض للثورة السورية
الملفت في فيسك أنه من المناصرين لثورات الربيع العربي في مصر وتونس، ومن المؤيدين في ذات الوقت لنظام الأسد ومناهض للثورة ضده. وكتب عدة مقالات حاول من خلالها الدفاع عن بشار الأسد وتبني خطابه.
مات الصحفي البريطاني الشهير روبرت فسك الصحفي الوحيد في العالم الذي سمح له حافظ الاسد بدخول مدينة حماة بعد تدميرها وذبح سكانها السنة، وقد قرر فيسك بعدها ان يدافع عن جرائم آل الاسد منذ ذلك الحين، فوقف مع بشار ضد الشعب السوري،
— فيصل القاسم (@kasimf) November 2, 2020
في الذكرى الخامسة للثورة السورية، كتب فيسك في صحيفة الـ "إندبندنت" مقالًا قال فيه: "إن توقع المعلقين في ذروة الربيع العربي سقوط نظام الأسد سريعا، كبقية الأنظمة العربية، نابع من فشلهم في فهم الدور الإيراني في سوريا".
Fisk was a friend of Assad mukhabarst thugs, and the super sectarian Buthaina Shaban. In his column, he gave voice to murderers like Jamil Hassan and Suheil Hassan, and never to any dissident voices. He was principled unethical journalist.
— Yassin Al Haj Saleh (@Yassinhs) November 2, 2020
وبالمقابل يعد روبيرت فيسك أحد أبرز الصحفيين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وشارك في تغطية حرب غزة 2008، وتحدث عن مجازر الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. كما أنه من أشد المعارضين لما يعرف بـ"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
رحم الله الكاتب روبرت فيسك. كنا ننتظر مقالاته في شبابنا الباكر بفارغ الصبر لنفهم منطقتنا . توفي اليوم عن عمر ماهرة الرابعة والسبعين. قابلته غير مرة وكان مثالا للانضباط في المواعيد ودائما حاضر الذهن ولديه رؤيته الخاصة فيما يجري ومؤدبا وودودا. رحمه الله . pic.twitter.com/YLaxqNLgZE
— Zein Tawfik (@zeintawfik) November 1, 2020
وفاة الصحفي البريطاني المخضرم "روبرت فيسك" بسكتة دماغية عن 74 عاما.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 1, 2020
باستثناء موقفه السيئ من قضية الشعب السوري في مواجهة الطاغية، والتي تورّط فيها أكثر اليسار الأوروبي؛ كان الرجل مناصرا لمعظم قضايا شعوبنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكان مناهضا للإمبريالية بشكل عام. pic.twitter.com/5CmHG5Bm2a
احببت روبرت فيسك كأنسان أولا وصحفي ثانيًا وتابعت جميع مقالاته تقريبًا لجرأته وشجاعته واشتركت معه في العديد من المقابلات التلفزيونية ولأ أنسى مقال له انتصرلي فيه عندما غضب علي عرفات لانتقاد زوجته لا طعم للصحافة البريطانية بعده رحمه الله آنه آخر الصحفيين المحترمين في زماننا الصعب
— عبد الباري عطوان (@abdelbariatwan) November 2, 2020
اختار روبرت فيسك أن يقف مع جزاري مذبحة داريا عام 2012، واختار أن يخترع قصة لبيعها للصخف الغربية..قصة أنكرها الشهود. لم يعتذر أبدًا. ومثل كثير من"المراسلين" الغربيين، لم يواجه فيسك أي عواقب لتبييض ذبح السوريين. كان على رأس حملات التضليل التي أودت بحياة كثيرين.
— Wael Tamimi (@WaelTamimi) November 1, 2020
يا لهذا الإرث! https://t.co/gTS0W6mdjj