وعندَ "بثينة" الخبرُ اليقين! 

2018.11.08 | 19:02 دمشق

+A
حجم الخط
-A

"يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها"

*مارك توين

 

لقد قتلَ أهالي الغوطة الشرقية الأطفال والنساء بالسلاح الكيماوي في آب 2013، بعد عملية اختطاف" هولويودية" نفذوها في ريف اللاذقية بــحق " 1400 طفل وامرأة وشاب، وصلوا بهم إلى الغوطة، وتمت تصفيتهم خنقاً بالكيماوي، كي يقولوا للعالم؛ إن (الحكومة السورية) أقدمت على ذلك!  

هذا الإعجاز في التحليل العسكري، جاء بحسب تصريح أدلتْ به لقناة "السكاي نيوز الإنكليزية " المُخرجة الحذقة ذات الخيال (الماراثوني)، المستشارة الإعلامية لــ "بشار الأسد " بثينة شعبان، عقب تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها النظام السوري!  وما أكثر الأكاذيب الشبيهة بهذا التصريح، والتدليس المستمر، والوقاحة التي يتمتّع بها مسؤولو النظام السوري؛ فهم تخرّجوا من مدرسة (حافظ الأسد)، الأب القائد لمسيرة الزيف والإجرام والنفاق، ليتابعوا مع الوريث _ بشار _ حكمة " من سار على الدربِ وصل"!

بثينة شعبان، أو ثُعبان، ذات الجذور "الشيعيّة" المتحدّرة من ريف حمص، تمكّنت أنْ تصل إلى نهاية الدرب، وتصول وتجول في القصر الجمهوري وفي أروقة (المؤسّسات) التابعة للطاغية بحرّية مُطلقة، دون منافسٍ على منصبها، فهي المدلّلة، أكثر من "لونا الشبل"، وبوق خارجية النظام وليد المعلم. كما أنها أصبحت ذات باع وحظوة لدى الإيرانيين، وقد تمّ دعمها، كونها _ شيعيّة _ وتتقلّد منصباً حسّاساً، وتُعتبر _ واجهة _ للنظام السوري؛ - وأية واجهة هذي التي تشبه مؤخرة حاخام يهودي!

هذا الإعجاز في التحليل العسكري، جاء بحسب تصريح أدلتْ به لقناة "السكاي نيوز الإنكليزية " المُخرجة الحذقة ذات الخيال (الماراثوني)، المستشارة الإعلامية لــ "بشار الأسد " بثينة شعبان

في بداية الثورة السورية، ظهر الكثير من (الإعلاميين) المنافحين عن النظام القاتل، وقد -استكلبوا - ودافعوا بشتى الوسائل، وأغلبها كانت وسائل سوقيّة، وأكاذيب ومهاترات، لا تمت بصلة إلى مهنة الإعلام التي يجب أن تكون صادقة بنقل الأخبار، وأمينة بإيصالها للجماهير؛ إلا أن نجمَ بعض منهم قد أفلَ، أو تم استبدال أغلبهم بآخرين، أكثر دناءة ووضاعة، ليكملوا مسيرة النفاق والمداهنة والــ" تشبيح " لسيدهم ومالك رقابهم، وولي نعمتهم "بشار الأسد"!  وكما نعرف، جميعاً نحن السوريين، أن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، يطبّقها النظام السوري بشكل شاقولي؛ إذ نجد خريج كلية الزراعة يرأس وزارة الكهرباء، والذي تخرّج من كلية الطب _ بعثيون طبعاً _ يشغر منصباً في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل! وهذه الأمثلة ليست ضرباً من التندّر، فنحن نعرف كيف يتم توظيف أو تعيين المسؤولين في حكومة النظام السفّاح؛ كلٌ حسب انتمائه المذهبي، وإخلاصه، وتبعيته لأجهزة المخابرات والغرف السوداء الأسدية!

وهكذا، تم تعيين بثينة شعبان مستشارة سياسية وإعلامية، وهي بالأصل خريجة (أدب إنكليزي)، وقد كانت مترجمة للطاغية الأب، بعد أن تم تزكيتها من قبل "فرس النهر" وليد المعلم. فلا عجب، أن يكون وزير الزراعة والثروة الحيوانية قد تخرّج من كلية الهندسة الميكانيكية؛ نعم، يحصل ذلك في مزرعة آل الأسد؛ ويحصل أيضاً، أن ينسى جرّاحٌ في مشفى المواساة "مصّاصة متّة" داخل خاصرة مريض بعد إنهاء العملية الجراحية، ليموت المريض بعد يومين، دون أن يُحاسب هذا الطبيب الغرّ، كونه ابن أحد المسؤولين ومن الطائفة (العلوية)!

وبالعودة لأكاذيب _ بثينة _ والهذر المضحك الذي تتشدّق به في أغلب الأحايين، لا يفوتنا إلا أن نشير إلى (مكانتها الأدبية)، التي تجاري _مصطفى طلاس أبو النياشين _ بالتصنّع، وسرقة الخيال، ووضعه بين دفتيّ كتاب على أنه إنجاز أدبي أو سياسي أو تاريخي!

فكتاب "عشرة أعوام مع حافظ الأسد 1990 – 2000 " الصادر عن (مركز دراسات الوحدة العربية) 2014، الذي " تمخّضته" بثينة شعبان، مشوّهاً، بعيداً عن الواقع، لن يكون إلا شاهداً على زيف تاريخي، وأكاذيب حول محادثات "السلام العربية الإسرائيلية"، التي كان الطاغية الأب طرفاً فيها، بل كان وسيطاً، وسمساراً نشيطاً للصهاينة والأمريكان، ابتداءً بمحاولةِ إخماد المقاومة الفلسطينية في لبنان، ووصولاً إلى تآمره ضد العراق، وتدخله في الشؤون السياسية والعسكرية والاجتماعية ضمن بلد شقيق وجار مثل لبنان!

  • هل إعادة أصنام وتماثيل الدكتاتور "حافظ الأسد" إلى المدن السورية تعتبر الخطوة الأولى للبدء بترميم عصر آل الأسد وما دمّره الطاغية القزم بشار وحلفاؤه؟

إذن، من شأن (شريف شحادة أو سهيل الحسن/ النمر) وغيرهما من مهرجي النظام، أن يؤلّفوا كتباً ومذكرات شخصية، على غرار إبداعات هذه "البثينة"!  ليخبروا أبناءهم وأحفادهم "الحقائق على طرائقهم"، فهم لا يقلّونَ إجراماً وخبثاً عن العدو الصهيوني، إلا إن الصهاينة، لديهم محاكم وقوانين وتشريعات دستورية تسيّر أمور (شعبهم)!  و _ نحن _ في سوريا، تحكمنا عصابة مافيا رديفة للصهاينة، لكنها هي من تضع القوانين والتشريعات والدساتير!

ومن هذا العصابة، استمدت "بثنية شعبان" حقدها، وطائفيتها وخبثها؛ حيث وصفتها صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية في تاريخ 5 يونيو / حزيران 2016 "بأنها أكثر شرّاً من رئيسها بشار الأسد الذي يستمر في حرق بلاده"؛ وقارنتها بــ "ماري أنطوانيت" العصر الحالي، حينما صرّحت أنّ السوريين المحاصرين يستطيعون العيش دون "معكرونة وفواكه" من برامج الأمم المتحدة!

هنا، نضع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة جانباً، حيث إن "المعكرونة والفواكه والمعلّبات" التي جاءت باسم النازحين، والمُهجّرين في الداخل السوري بفعل إجرام النظام وميليشياته، تباع على الأرصفة، في دمشق واللاذقية، ومحافظات أخرى، من قبل " الشبّيحة" وتجّار (المصالحة الوطنية)؛ ونأتي لنسأل "بثينة" حول برنامج إعادة الإعمار، الذي يصرخ به أسيادها في القصر الجمهوري وفي موسكو وطهران:  

  • هل إعادة أصنام وتماثيل الدكتاتور "حافظ الأسد" إلى المدن السورية تعتبر الخطوة الأولى للبدء بترميم عصر آل الأسد وما دمّره الطاغية القزم بشار وحلفاؤه؟

 

  •   أم أنّ هذه رسالة واضحة من قبل نظام المافيا الأسدي لجميع السوريين الذين انتفضوا في وجهه، مفادها " أنّ حافظ الأسد حيٌّ (يُلزق) في كل مكان، ويشرب "المتّة" على جماجمكم حتى ينفخ " إسرافيل" ببوقهِ معلناً يوم القيامة؟! 

 

الدكتورة "بثينة شعبان الميتافيزيقيّة" -هل لديكِ الخبرُ اليقين؟!