
وصلت اليوم الأحد، بعض الحافلات من الدفعة الأولى لمهجّري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إلى معبر بلدة قلعة المضيق غرب حماة، بعد خروجها من القطاع تنفيذاً لاتفاق توصل إليه الجانب الروسي الداعم لقوات النظام و"فيلق الرحمن" الذي يسيطر على القطاع.
وقال ناشطون محليون لموقع تلفزيون سوريا إن بين المهجّرين الواصلين أكثر من 11 جريحا إصابتهم "خطيرة جدا" نقلوا بسيارات إسعاف تابعة لمنظمة "الهلال الأحمر السوري"، لافتين إلى أن سيارات منظومة الإسعاف السريع في مدينة سراقب توجهّت إلى قلعة المضيق، لنقل المصابين إلى مشافٍ في إدلب.
وخرجت فجر اليوم، 17 حافلة تقل نحو 980 شخصا بينهم مقاتلون، آخر ما تبقّى من الدفعة الأولى من القطاع الأوسط في الغوطة، ووصلت إلى نقطة التجمع قرب مبنى الموارد المائية بين عربين وحرستا، بعد خروج 10 حافلات تضم 500 مقاتل برفقة عائلاتهم بينهم جرحى ومرضى، مساء أمس السبت، إلى نقطة التجمع، تمهيدا لنقلهم إلى محافظة إدلب.
وسبق خروج الدفعة الأولى من مقاتلي ومدنيي مدينة عربين، إفراج "فيلق الرحمن" التابع للجيش السوري الحر، أمس، عن ثمانية أسرى لديه من قوات النظام، أسرهم في معارك سابقة في الغوطة.
ويأتي ذلك بعد توصل "فيلق الرحمن" وروسيا، أول أمس الجمعة، لاتفاق يقضي بخروج الفصائل ومَن يرغب من القطاع الأوسط الذي بقي منه (عربين وزملكا وعين ترما) إضافة لحي جوبر المجاور، كما ينص على إخراج الجرحى للعلاج دون ملاحقة، وتخييرهم بين العودة للغوطة، أو التوجه للشمال السوري بعد علاجهم.
وأكد المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، في بيان نشره عبر حسابه في "تويتر"، أن المفاوضات مع الجانب الروسي أفضت إلى عدة نقاط أهمها: "الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصراً لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري (نقطة الانطلاق هي عربين عند جامع غبير)".
وأضاف "علوان"، أنه "يحق للخارجين أن يصطحبوا معهم أمتعتهم الخفيفة ووثائقهم الشخصية وأجهزتهم الشخصية (لابتوب، موبايل، كاميرا)، إضافة إلى مدخراتهم المالية دون تعرضهم للتفتيش الشخصي"، بينما "يحصل الراغبون بالبقاء في الغوطة الشرقية على ضمان عدم ملاحقة من قبل النظام أو حلفائه".
عدد الأهالي الذين يرغبون بالخروج من القطاع الأوسط يتضاعف بسبب عدم وجود ضمانات أممية
وحسب ناشطين محليين، فإن عدد الأهالي الذين يرغبون بالخروج يتضاعف بسبب عدم وجود ضمانات أممية، لذا سارع كثير منهم إلى تسجيل أسمائهم لأن روسيا هي الضامن الوحيد لبقائهم فقط، لافتين إلى أن العدد الكلي للراغبين بالخروج ربما يصل إلى نحو 20 ألف.
وسبق عملية التهجير في القطاع الأوسط، خروج أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم نحو 1400 مقاتل لـ"حركة أحرار الشام" من مدينة حرستا على دفعتين، وذلك يومي الخميس والجمعة الفائتين، عقب اتفاق جرى بين "الحركة" والجانب الروسي وقوات النظام.
والاتفاقات التي جرت في الغوطة الشرقية بعد تمكّن قوات النظام بدعم جوي روسي من تقسيمها إلى أجزاء، لم تشمل مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام") شمالي الغوطة، وسط أنباء عن مفاوضات تجري بين "جيش الإسلام" وروسيا للتوصل إلى اتفاق مماثل يفضي إلى تهجير مقاتلي ومدنيي دوما.
وتأتي هذه التطورات، بعد نحو شهر من التصعيد العسكري الكبير لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية واتباع سياسة "الأرض المحروقة"، التي أدت إلى تقسيم الغوطة لثلاثة أجزاء شمالي يضم مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام")، وغربي يضم مدينة حرستا، (تسيطر عليها "حركة أحرار الشام")، وجنوبي يضم مدينة عربين وباقي بلدات القطاع الأوسط (تحت سيطرة "فيلق الرحمن")، وقطع جميع خطوط الإمداد والطرق فيما بينها.