icon
التغطية الحية

وزير خارجية الأسد ونائبه.. تعرّف على فيصل المقداد والجعفري

2020.11.22 | 19:15 دمشق

jfr.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أصدر رئيس النظام بشار الأسد ثلاثة مراسيم، اليوم الأحد، تقضي بتسمية كلّ من فيصل المقداد وزيراً للخارجية والمغتربين، وبشار الجعفري نائباً لوزير الخارجية والمغتربين، بينما نُقل السفير بسام الصباغ إلى الوفد الدائم في نيويورك واعتماده مندوباً دائماً للنظام لدى منظمة الأمم المتحدة خلفاً للجعفري.

يأتي ذلك بعد أن فقدَ بشار الأسد أحد أبرز وجوهه الخارجية بوفاة وزير خارجيته، وليد المعلم، في السادس عشر من تشرين الثاني الجاري، حيث دأب المعلم على تلميع صورة الأسد، وتجميل انتهاكاته وجرائمه ضد السوريين خلال ما يقرب عشر سنوات، وأثناء ذلك تداولت الأوساط الإعلامية أسماء رشحتها لخلافة المعلم، جاء في قائمتها فيصل المقداد وبشار الجعفري، ليأتي مرسوم اليوم مؤكِّداً ما تم تداوله.

اقرأ أيضاً: اقترن ذكره بمسح أوروبا وقمامة لبنان.. المعلم الذي خدم نظام الأسد

اقرأ أيضاً: نوادر وليد المعلّم.. مواقف محرجة في حياته ومنشورات ناقدة في وفاته

فيصل المقداد.. تلميذ المعلّم وخليفته

ينحدر فيصل المقداد من محافظة درعا، وهو من مواليد قرية "غصم" عام 1954، وحاز على بكالوريوس في الآداب من جامعة دمشق في العام 1978، وشهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة تشارلز في جمهورية التشيك في العام 1993.

تقلّد منصب رئيس "اتحاد الطلاب العالمي"، وكان عضواً في المكتب التنفيذي وعضواً في "اتحاد الطلبة" في جامعة دمشق.

انضم إلى السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية في العام 1994، وانتقل في العام 1995 إلى الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية لدى منظمة الأمم المتحدة، حيث عمل في مختلف لجان المنظمة، ومثّل سوريا في العديد من المؤتمرات الدولية.

شغل في العام 2003 منصب سفير سوريا ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة، حتى توليه منصبه كنائب لوزير الخارجية في العام 2006.

تسلّم المقداد منصب نائب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة نظام الأسد منذ العام 2006، أي منذ تقلّد وليد المعلم منصب وزير الخارجية، خلفاً لفاروق الشرع، الذي جمّده الأسد بنقله ليكون نائباً اسمياً لرئيس الجمهورية بدل عبد الحليم خدام الذي انشق وغادر إلى باريس.

وكان المقداد صاحب الحظ الأوفر في شغل منصب وزير الخارجية وهذا ما أكّده مرسوم اليوم، إذ كان ينوب عن المعلم في كثير من المهمات والأعمال الخارجية، خلال فترة مرض وغياب وليد المعلم، كما يصفه مراقبون في وزارة الخارجية بأنه خبير ومتابع لكافة تفاصيل الملفات الحساسة التي تشرف عليها الخارجية، مثل ملف الهجمات الكيماوية، ونشاط منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والمنظمات الدولية العاملة في سوريا، وملفات أخرى.

بشار الجعفري.. الدبلوماسي صاحب الاقتباسات المستفِزة

بالرغم من ترجيحات المحللين ووسائل الإعلام لتسليم الجعفري مهام الوزارة، إلا أنهم استبعدوا أن يستغني الأسد عن الجعفري صاحب الحضور "الثقيل" في جلسات مجلس الأمن الدولي، كما أنه من المقرّبين من إيران ومدلّل لديهم.

وكان الجعفري الذراع الخارجية الأقوى للأسد ولوليد المعلم، ولطالما سار على نهج الأخير في مخالفة القواعد الدبلوماسية بتصريحاته التي يلقيها دفاعاً عن نظام الأسد، وتبريراً للجرائم والانتهاكات التي يرتكبها.

وتصف تقارير صحفية الجعفري بأنه "نتاج خبرة مخابراتية متراكمة"، تجلّت خلال وجوده في باريس، حيث كان يتولى مراقبة نشاطات السوريين المعارضين ويرفع التقارير عنهم، ليقوم بعد توليه منصبه الدبلوماسي في السفارة، بتوظيف العديد من الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية كمخبرين يراقبون نشاط زملائهم".

ويعتبر الكاتب السوري خليل المقداد أن الجعفري "برع في مهمته الأمنية حينها، وهو ما يفسر توليه منصب مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية في دمشق، الذي تولاه بين العام 2002 و2004، حيث تعتبر هذه الإدارة ذراعاً أمنية تعمل تحت غطاء وزارة الخارجية، ما يؤهلها للتحرك في الميدان الدبلوماسي".

وللجعفري سلوكيات وتصريحات مثيرة للجدل، أبرزها استهزاؤه بالقرآن الكريم، عندما قال في مؤتمر صحفي "لن يكون هناك تفاوض، نحن هنا لإجراء محادثات غير مباشرة على شكل حوار سوري - سوري دون شروط مسبقة، ودون تدخل خارجي"، مضيفاً "احفظوها هذه، لأنها فاتحة بالقرآن تبعنا"، خاتماً حديثه بقوله "صدق الله العظيم".

ينحدر الجعفري من عائلة دمشقية، وهو من مواليد نيسان عام 1956، بينما تشير روايات إلى ولادته في مدينة أصفهان الإيرانية، حيث يستدل أصحاب هذه الرواية بما يسربه الجعفري في مجالسه وبين أصدقائه المقربين عن أصوله الإيرانية، خاصة وأنه درس في إيران، ومتزوج من سيدة إيرانية.

ويتقن الجعفري اللغة الفارسية بطلاقة، وله كتب تدلل على ثقافته الإيرانية، أهمها رسالته لنيل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، والتي تمحورت حول الإسلام الشيعي، بالإضافة إلى كتابه المثير للجدل "أولياء الشرق البعيد"، الذي يمجّد دور إيران في نشر الإسلام في أرخبيل الملايو.