أعلنت وزارة الزراعة إطلاق خطة لإعادة تأهيل الغابات المتضررة من الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشهر الماضي، بهدف استعادة النظم البيئية المتضررة.
وأشار مدير الحراج في وزارة الزراعة، مجد سليمان، إلى تشكيل لجان فنية متخصصة عقب إطفاء الحرائق، تضم خبراء وأكاديميين حراجيين، لتحديد الأضرار في المساحات الزراعية والحراجية ووضع رؤية مناسبة لاستعادتها، بحسب ما نقلت وكالة "سانا".
وأوضح سليمان أن المديرية تعمل على المدى القصير في المواقع القريبة من القرى المتضررة، عبر زراعة أنواع حراجية متعددة الأغراض واقتصادية، مثل الخرنوب والسماق والبطم والغار، ضمن نهج تشاركي مع المجتمع المحلي.
وبيّن أن المدى البعيد يشمل حماية المواقع التي تعرضت للحرائق ومنحها فترة للتجدد الطبيعي، خاصة أن الحريق وقع خلال فترة الحمل البذري لأنواع مخروطية، إضافة إلى حماية الغراس والتنوع الحيوي والمياه والتربة من الانجراف لمدة عامين.
وأضاف سليمان أن الوزارة، بعد حمايتها لهذه المواقع، تعمل على جمع البذور الحراجية من الأشجار السليمة أو الموازية للحريق، للحفاظ على الطرز الوراثية النباتية، مشيراً إلى وجود 630 طرازاً وراثياً في مناطق الحرائق.
وتدرس المديرية الغطاء النباتي في تلك المناطق، بحيث تُعطى الفرصة للتجدد الطبيعي إذا كان النمو ضعيفاً، أو يتم التدخل بنثر البذور أو زراعة الغراس إذا كان نمو الأنواع الحراجية الجديدة أكبر من السائد، بحسب سليمان.
كما أكد أن الغطاء النباتي قادر على استعادة نفسه وفق شدة الحريق، حيث تعتمد عملية التجدد على إنبات البذور في الفرشة الغابية أو الأعضاء الحية في التربة، في حين تتطلب المواقع المتضررة بشدة عالية تدخلاً بنثر البذور أو كرات الطين.
وأوضح أن الوزارة وضعت خطة لإنتاج الغراس والتحريج الاصطناعي، تشمل زراعة أكثر من 53 نوعاً حراجياً وتحريج نحو ألف هكتار في الموسم (2025 – 2026)، إضافة إلى دعم الفرق الحراجية بالتدريب والعمال والإمكانات اللوجستية.
حرائق اللاذقية تؤثر على السياحة في سوريا
بيّن رئيس دائرة التنوع الحيوي في مديرية الحراج، عمر زريق، أن محمية الفرنلق حُميت من النيران لاحتوائها على أنواع سنديانيات متعددة، مشيراً إلى أن الحرائق ألحقت أضراراً بالسياحة البيئية والخدمات التي توفرها الغابات، وأدت إلى خسارة المراعي والنباتات الطبية والعطرية ونفوق كائنات حية.
بدوره، أوضح رئيس دائرة الحماية في مديرية الحراج، مهيدي اليوسف، أن الحرائق تسببت بغياب الغطاء النباتي وزيادة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون واحتراق الأشجار المعمّرة، إضافة إلى أضرار طالت البنية الخدمية مثل الأسلاك الكهربائية وأنابيب المياه.
وأشار اليوسف إلى أن وعي المجتمع المحلي أسهم في الحد من تداعيات الحرائق، من خلال الإبلاغ السريع والمساعدة في الإطفاء والدعم اللوجستي، لافتاً إلى تشكيل لجان محلية بالتنسيق مع الدوائر الحراجية لتقديم المساعدات والإرشاد خلال عمليات الإخماد.
يشار إلى أن وزارة الزراعة أكدت في وقت سابق تضرر أكثر من 14 ألف هكتار نتيجة للحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية، وكانت النسبة الأكبر من الضرر في الغابات والحراج، بنسبة بلغت 11,675 هكتاراً.