أوضح مدير مركز القياس والتقويم التربوي في وزارة التربية والتعليم، مجدي السعدي، أسباب إلغاء نظام الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية، مؤكداً أن هذا النموذج لم يحقق الأهداف المرجوّة.
وبيّن السعدي أن المركز أجرى دراسة تقييمية لتجربة تطبيق النظام المؤتمت في امتحانات التعليم الثانوي، خلصت إلى أنه غير ناجح في قياس مستويات التفكير العليا ومخرجات التعلم في عدد من المواد، خصوصاً الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنكليزية.
وأشار إلى أن الطالب في مادة الرياضيات مثلاً يحتاج وفق النظام التقليدي إلى القيام بخطوات متعددة للوصول إلى الحل في الأسئلة المقالية، بينما يختصر النظام المؤتمت العملية بمجرد اختيار الإجابة الصحيحة.
كما أشار إلى أن النظام المؤتمت واجه صعوبات كبيرة في مواد اللغات العربية والأجنبية، إذ لا يتيح للطالب كتابة موضوع إنشائي يُظهر قدرته على الإبداع والابتكار وربط الأفكار وتوظيف الشواهد الشعرية بما يخدم الموضوع.
وكشف السعدي أن نتائج الدراسة أكدت الحاجة إلى اعتماد اختبارات متنوعة ومتوازنة تجمع بين الأسئلة الموضوعية والمقالية، باعتبار أن الأخيرة قادرة على قياس التفكير النقدي والاستنتاجي ومستويات التفكير العليا.
ولفت إلى أن الأسئلة المقالية تتميز بقدرتها على التمييز بين مستويات الطلاب المختلفة من ضعيف وجيد وممتاز، وهو ما عجزت الاختبارات المؤتمتة عن تحقيقه، على حد تعبيره.
إلغاء نظام الأتمتة في امتحانات الثانوية
أصدرت وزارة التربية والتعليم، يوم أمس الثلاثاء، قراراً يقضي بإلغاء العمل بنظام الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، وذلك اعتباراً من الدورة الامتحانية المقبلة للعام الدراسي 2025-2026.
وبحسب القرار، ستعتمد الوزارة نظام اختبارات متكاملاً يجمع بين الأسئلة المقالية والموضوعية، بهدف تحقيق قياس أدق لمستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب، وتنمية مهارات الاستنتاج والتفكير النقدي والتحليلي، بدلاً من الاعتماد الحصري على نمط الأسئلة المؤتمتة.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا القرار جاء استناداً إلى الدراسة المقدمة من مركز القياس والتقويم التربوي، وانطلاقاً من مخرجات ورشة العمل الخاصة بتقييم الدورة الامتحانية لشهادة التعليم الثانوي لعام 2025، وبما تقتضيه المصلحة العامة ومتطلبات تطوير العملية الامتحانية وحرصاً على مصلحة الطلاب.