icon
التغطية الحية

"وثائق باندورا" تكشف التحايل الضريبي لشركات استيطانية في القدس الشرقية

2021.10.20 | 15:40 دمشق

99.jpg
مشهد جوي لمدينة القدس (FLASH 90)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشفت "وثائق باندورا" تحايل شركات استيطانية إسرائيلية تدير عقارات متنازع عليها في القدس الشرقية المحتلة للتهرب من دفع الضرائب عبر تسجيل قيودها وفتح حساباتها البنكية في جزر "العذراء البريطانية" (فيرجن)، وجزء من هذه الشركات ألغت سلطات جزر العذراء تسجيلها بسبب عدم دفع المستحقات المالية وقامت بالحجز على أصولها التي تتضمن شققاً وأراضي في الحي الإسلامي وحي سلوان.

 وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن تسريبات "باندورا" كشفت أسماء 565 مستوطناً إسرائيلياً ونحو 12 شركة استيطانية يديرون ممتلكات متنازع عليها في القدس الشرقية، قاموا باستخدام حسابات بنكية خارجية للتحايل الضريبي.

وأشارت إلى أن أكثر العقارات المتنازع عليها في القدس الشرقية أصبحت تحت السيطرة القانونية لجزر "العذراء" في السنوات الأخيرة، لأن المستوطنين لم يدفعوا الرسوم والضرائب المستحقة على شركاتهم.

وأوضحت الصحيفة أن الصحفيين أوري بلاو ودانييل دوليف من مؤسسة "شومريم" الإسرائيلية، تُعنى بالتحقيقات الاستقصائية، نشرا سلسلة تقارير مؤخراً بعد مشاركتهم في تحقيق "وثائق باندورا" الشهير.

وتعد "وثائق باندورا" أكبر فضائح فساد مالي تكشف الثروات السرية لرؤساء ومسؤولين حكوميين وتهرب شركات سرية من دفع الضرائب نحو الملاذات الضريبية مثل جزر العذراء، وهي نتائج تسريبات كشفها تحقيق لـ "الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية"، مطلع الشهر الجاري، بعد تحليل نحو 12 مليون وثيقة بمشاركة أكثر من 650 صحافي من 117 دولة.

جزر العذراء في البحر الكاريبي، هي تسع جزر تتبع التاج البريطاني، تعدّ إحدى الملاذات الضريبية التي تلجأ إليها الشركات المشبوهة لأنها تتبع نظاماً قضائياً يوفر السرية ومزايا ضريبية.

جمعية "عطريت كوهانيم" المتطرفة

وبحسب مؤسسة "شومريم"، من بين الإسرائيليين الذين وردت أسماؤهم في التسريبات كان ماتيتياهو دان، رئيس جمعية "عطريت كوهانيم" اليمينة المتطرفة، وهي منظمة استيطانية تدعم استيطان اليهود في القدس الشرقية المحتلة لخلق أكثرية يهودية في القدس من خلال السيطرة على منازل في الأحياء الفلسطينية مثل "حي الشيخ جراح" وحي سلوان والحي الإسلامي في البلدة القديمة.

 تستخدم "عطريت كوهانيم" شركات مسجلة في جزر العذراء، إحدى هذه الشركات شركة تعرف باسم " Philinest"، التي تسيطر على شقتين في الحي الإسلامي في المدينة القديمة بالقدس بموجب عقد إيجار وقعته هيئة ممولة من "الصندوق الأزرق" التابعة للوكالة اليهودية المسؤولة عن تهجير الفلسطينيين منذ ما قبل النكبة.

ويذكر تحقيق "شومريم" تفاصيل الفساد المالي لـ "عطريت كوهانيم"، منها أن متيتياهو دان الذي استقال في عام 1998 كان المسؤول عن دفع رسوم تجديد الاشتراك والتسجيل لشركة " Philinest"، إلا من خلفه لم يتمكن من متابعة أمور دفع الضرائب والمستحقات المالية.

جزر العذراء تحجز أصول شركات استيطانية إسرائيلية

ومع مرور الوقت، ألغت جزر العذراء البريطانية تسجيل الشركة، وتحولت أصولها إلى حكومة الجزر التي أصبحت مالكة لها بحسب القوانين المحلية في تلك البلاد.

وفي عام 2010 تقدمت "عطريت كوهانيم" بعريضة استرحام للمحكمة في الجزر البريطانية كي تعيد تسجيل شركتها " Philinest”، وحصلت على الموافقة في عام 2019.

ومن بين التسريبات التي فضحت عمليات التحايل الضريبي لجمعية "عطريت كوهانيم" إنشاء شركة “ Donhead" وتسجيلها في جزر العذراء أيضاً، هذه الشركة أبرمت عقد إيجار لقطعة أرض في حي سلوان الفلسطيني بالقدس، حجزت عليها سلطات جزر العذراء بسبب عدم تجديد قيود " Donhead" في 2010.

وبحسب مؤسسة "شومريم"، تخوض الجمعية الاستيطانية محاولات قضائية لاسترداد أصول شركتها المجمدة، إلا أنه لم يُعرف بعد إن كانت قد نجحت في مساعيها أم لا.

لم تكن "عطريت كوهانيم" المتورطة الوحيدة في هذا التحايل الضريبي، وإنما هناك ما لا يقل عن 12 منظمة إسرائيلية استيطانية تستخدم جزر العذراء البريطانية لتدير العقارات الموجودة في القدس الشرقية.

ومن أبرز الشركات الإسرائيلية الاستيطانية التي ورد اسمها في "وثائق باندورا" شركة "هامبرستون للمشاريع"، التي تسيطر على جزء من العقارات المجاورة لكنيسة القيامة في البلدة القديمة في مدينة، وشركة أخرى تعرف باسم عقارات "بيت حنانيا".

ويضطر العديد من هذه الشركات إلى محاولة استرداد قيود تسجيل في جزر العذراء، بعد تجميد أصولها من قبل السلطات المحلية في الجزر بسبب عدم دفع الرسوم، بحسب ما أورده تحقيق "شومريم".