althania
icon
التغطية الحية

وثائقي هولندي يضلل الأوروبيين: "داعش" في الأمويين بدمشق

2025.01.20 | 18:10 دمشق

وثائقي هولندي
لقطة من الوثائقي الهولندي عن سوريا
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مع التركيز على معاناة العائلات السورية في البحث عن ذويها المعتقلين، والوضع الاقتصادي المتردي الذي يدفع البعض لبيع أعضائهم.
- يتناول الوثائقي تأثير القصف الإسرائيلي على المناطق السورية، حيث يضطر الأطفال لجمع النحاس من مخلفات الأسلحة، ويوثق الاحتفالات بسقوط الأسد في دمشق وآراء الشابات المحجبات حول المقاتلين.
- يثير الفيلم جدلاً حول وجود مقاتلين يرفعون راية "داعش" في دمشق، ويبرز مخاوف الأقليات وأهمية حمايتهم في المرحلة الانتقالية، وهو ما يركز عليه الساسة الهولنديون.

عرضت قناة "NPO" الهولندية قبل أيام فيلماً وثائقياً أعده صحفي هولندي من أصول لبنانية زار سوريا بضعة أيام، وكان اللافت للانتباه أنه زعم وجود مقاتلين من تنظيم الدولة (داعش) في وسط ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق.

ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الإدارة السورية الجديدة لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا ورفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب وإعادة العلاقات بين سوريا ودول العالم، ولا سيما الدول الأوروبية، وذلك بهدف إعادة بناء ما دمره النظام البائد والتخفيف من معاناة ملايين السوريين في البلاد المنهكة.

الوثائقي الذي عُرض على قناة حكومية هولندية، سلّط الضوء على أوضاع العديد من السوريين، خصوصاً الوضع الاقتصادي المتردي، إضافة إلى مشاعرهم ومخاوفهم، لا سيما مخاوف الأقليات بعد سقوط نظام الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 1970.

وبدأ الوثائقي بلقاءات على الحدود اللبنانية السورية المكتظة مع عدد من السوريين العائدين من لبنان إلى وطنهم وتحدثوا عن مشاعرهم بعد سقوط النظام الذي هجرهم، ثم صوّر معاناة العائلات السورية التي تبحث عن أية معلومات عن ذويهم الذين كانوا معتقلين في سجن النظام البائد وكان بين الصور التي وجدت في أحد الأفرع الأمنية صوراً لأطفال ونساء.

والتقى الصحفي الهولندي مع عدد من ذوي المُعتقلين والمُغيبين في الأفرع الأمنية بالعاصمة، كما جال بين الزنازين في فرع فلسطين سيء الصيت وعرض صوراً لعشرات المعتقلين وبقايا متعلقاتهم، كان من بينها ملابس وأحذية لأطفال رضع.

وثائقي هولندي

وجال الصحفي الهولندي اللبناني أيضاً في شوارع العاصمة دمشق وريفها والتقى بذوي المعتقلين إضافة إلى آخرين كان يشتكون من الفقر وقلة المال، أحدهم قال إنّه باع كليته لكي يجري لأبيه عملية قلب في مشفى المواساة

ثم انتقل إلى المناطق التي تعرضت لقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي وتجوّل فيها والتقى عدد من الأطفال الذين كانوا يبحثون بين مخازن الأسلحة المدمرة على بقايا النحاس لجمعه وبيعه لتأمين قوت يومهم رغم الخطر على حياتهم.

وفي دمشق وثق الصحفي الأفراح والاحتفالات بسقوط "الأسد"، وأجرى لقاءات مع بعض الشابات المحجبات وسألهن عن رأيهن بالمقاتلين وفيما إذا كانت أفكارهن تختلف عن أفكارهم، وقالت إحدى الفتيات بأن المقاتلين لم يجبروا النساء على ارتداء أي لباس معين كالحجاب أو النقاب.

وعرض الوثائقي خلافاً دار بين أحد المقاتلين وبعض المتظاهرين المدنيين، وحذّر المقاتل من أنه في حال لم تحاسب الحكومة المجرمين بحق السوريين فستحصل فوضى في البلاد، كما تساءل الصحفي فيما إذا كان "المتشددون" سيدعمون مجتمعاً يضم ديانات ومعتقدات مختلفة.

"داعش" في الأمويين!

ولكن أخطر رسالة أوصلها الصحفي للجمهور الهولندي خلال الوثائقي كانت هي وجود مقاتلين في ساحة الأمويين بدمشق يرفعون راية تنظيم "داعش" من دون إظهار تلك الراية.

وعندما حاول توجيه الكاميرا لتصويرهم لوّحوا له بيدهم بعدم التصوير، ولم يُكّلف الصحفي نفسه عناء البحث والتأكّد فيما اذا كانوا من "داعش" أم لا، عبر سؤال إحدى الجهات الأمنية الحكومية.

وسأل الصحفي أحد المقاتلين الموجودين بالصدفة في ساحة الأمويين عن تلك المجموعة فقال لهم إن هذا شعار الإسلام وليس راية "داعش"، كما سأله فيما إذا كان سيقاتلهم في حال أقدموا على "مشاكل" في البلاد، فردّ عليه المقاتل: "طبعا بالتأكيد نحن نريد أن نعيد سوريا أفضل ألف مرة، وفي سوريا العديد من الطوائف ونحن لا نريد أن نحارب أحد"، لكن الصحفي لم يقتنع بجواب المقاتل.

يشار إلى أنه "هيئة تحرير الشام" كانت قد خاضت، بحسب الكثير من التقارير، عدة معارك ضد تنظيم "داعش" خلال الأعوام الماضية، وحتى قبل تشكيل "الهيئة" وحل "جبهة النصرة"، خاضت الأخيرة حرباً طاحنة مع "داعش" في عدة مناطق سوريّة.

وقبل أيام، اعتقلت قوات الأمن العام التابعة لإدارة العمليات العسكرية، خلية تنتمي لـ"داعش" وكانت تخطّط لتفجير مقام "السيدة زينب" جنوبي دمشق.

وفي أخر الوثائقي، ذهب الصحفي داني غصن إلى إحدى الكنائس في دمشق والتقى 3 فتيات وعبرن عن خوفهن من وجود المقاتلين في دمشق، وقالت إحداهن: "هؤلاء لا يشبهوننا"، وعرضت صورة على هاتفها النقال عن عبارة مكتوبة على سيارة تهدد المسيحين.

يشار إلى أنّ الساسة الهولنديين ركّزوا خلال تصريحاتهم، منذ سقوط نظام الأسد، على ضرورة حماية الأقليات والإثنيات في سوريا وإشراكها في حكم البلاد بعد المرحلة الانتقالية الشاملة، كما يعتمد الكثير من السياسيين الهولنديين في البرلمان باتخاذ قراراتهم على التحقيقات الصحفية وتقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية، ولا سيما القرارات التي تخص الدول النامية.