icon
التغطية الحية

واقع طبي مأساوي في مدينة حماة.. الخوف من المرض أصبح مضاعفاً

2021.06.05 | 05:17 دمشق

unnamed.jpg
حماة - إيلين حداد
+A
حجم الخط
-A

يعاني أهالي مدينة حماة من ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات والعيادات الخاصة، وهي الخيارات التي يضطر إليها المرضى هرباً من المستشفيات والعيادات الحكومية التي تتفشى فيها المحسوبيات والتهاون في حياة المرضى.

وبعد انهيار سعر صرف الليرة السورية وزيادة التضخم لمستويات كبيرة، رفع قسم من الأطباء أجورهم بما لا يتناسب مع دخل الأهالي، ما دفع كثيرا منهم للتخلي عن العيادات الخاصة واللجوء للصيدليات والإنترنت للسؤال عن علاجهم وتشخيص أمراضهم.

وقال شاب من أهالي المدينة لموقع تلفزيون سوريا: أصبح خوفنا من المرض مضاعفاً، فالمرض مصيبة وتشخيصه مصيبة وعلاجه مصيبة ثالثة.. وأصبحت زيارة الطبيب تكلف نصف راتب الموظف بين معاينة وأدوية وتحاليل، أما إن كان هنالك صور أشعة فيحتاج الموظف راتبا أو راتبين.

راتب الموظف لا يكفي لتشخيص وعلاج مرض بسيط

أضاف: "لم يعد باستطاعتي الذهاب إلى الطبيب، وألجأ للصيدلي للسؤال عن حالتي والحصول على دواء مناسب، ولكن أحيانا نضطر لتجربة دواءين أو ثلاثة لكي تتحسن حالتي.. الصيدلي ليس كالطبيب ولكن وجوده خفف علينا كثيرا".

وعلى سبيل المثال تتراوح كلفة عملية الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة في مدينة حماة بين الـ 200 ألف و 500 ألف ليرة سورية. وتطلب مستشفيات خاصة 200 ألف ليرة سورية مقابل كل يوم في العناية المشددة، ما عدا ثمن الدواء والتحاليل والصور وغيرها.

المستشفيات الخاصة.. خدمة رديئة وتكاليف خيالية

وقال مدني آخر لموقع تلفزيون سوريا: "أصبحت المشافي تضاهي الفنادق في أسعارها، فسعر الإقامة لليلة واحدة في مشفى خاص بسعر الإقامة في فندق خمسة نجوم، وأحيانا أكثر.. يبدو أن الرحمة انتزعت من قلوب الأطباء".

وروى ما حصل معه عندما أسعف والده إلى أحد المستشفيات الخاصة في المدينة والمحسوبة بأنها تقدم أفضل الخدمات وتفاجأ منذ البداية بالخدمة السيئة عندما أبلغوه أنه لا يمكن إرسال سيارة إسعاف إليه بسبب عدم توفر المازوت، ما اضطره لإسعافه في سيارة تكسي، وعند وصوله للمستشفى لم يكن هنالك طبيب عصبية مناوب ليلا، وطلب المستشفى منهم الانتظار للصباح لحين قدوم أحد الأطباء.

حصل الرجل على طبيب مختص بعد ساعة وبعد أن هدد المستشفى وعلا صوته في أروقته، لكن والده كان قد فارق الحياة في هذه الأثناء.

والصدمة التي تلقاها بعد كل ذلك أن المستشفى طلب منه مبلغاً مالياً مقابل مكوث والده في المستشفى لمدة ساعتين.

"مستشفيات الدولة".. مسالخ بشرية ينخرها الفساد

أما لينا وهي أحد سكان مدينة حماة، فقد صدمتها دراجة نارية وأسعفها الأهالي للمستشفى الوطني في حي المساكن، فقاموا بتجبير رجلها على الفور ولكن الوجع لم يهدأ وازدادت حالتها سوءاً فذهبت لأحد الأطباء وطلب منها صورة شعاعية، وكان سبب الألم هو عدم صحة الجبار فقام الطبيب بفكه وتجبير ساقها مرة أخرى.

يتجنب الأهالي المستشفيات الحكومية أو ما تعرف بـ "مستشفيات الدولة" لصيتها السيئ جداً من ناحية الأخطاء الطبية والتهاون في حياة المرضى، واقتياد الكادر الطبي للعناية بمريض أو جريح من قوات النظام وميليشياته وإغلاق جناح في المستشفى لحماية المصاب في حال كان قيادياً ومنع المدنيين من الاقتراب من المكان.

وقال أحد المدنيين لموقع تلفزيون سوريا: نطلق على المستشفى الوطني لقب المسلخ الوطني لكثرة الأخطاء فيه، فلا توجد نظافة في المستشفى ويمكنك رؤية الحشرات على الأسرة، والقطط تتجول بين الغرف، ناهيك عن مشاهد الإذلال والمعاملة السيئة جدا.

وأكد عدد من الأهالي ممن يترددون على المستشفيات الحكومية أن الحصول على رعاية طبية أفضل لا يمكن أن تكون دون دفع رشاوى للموظفين، وهذا ما فعله أيمن الذي اضطر لإجراء عملية تفتيت حصى في الكلية لزوجته، حيث طلب منه أحد الفنيين رشوة مقابل إجراء العملية في وقت قريب.

 

 

واللافت أن الرشاوى لا تقتصر على الكادر الإداري، بل تتعداهم إلى الكادر الطبي، الذين يطلبون من أهالي المريض مبالغ مالية مقابل الاعتناء به أو تشخيصه بشكل كامل وإجراء التحاليل والصور والإجراءات الطبية اللازمة.

ويتحول "مستشفى حماة الوطني" إلى ثكنة عسكرية في حال استقبل جرحى وقتلى للنظام من معارك مع فصائل المعارضة سابقاً أو تنظيم الدولة حالياً، فيتم تطويقه ومنع الدخول إليه ولو كانت الحالة إسعافية خطرة.

وأكد عدد من الأهالي لموقع تلفزيون سوريا أنهم تعرضوا للشتم والضرب من قبل شبيحة النظام، وفي إحدى المرات أطلق هؤلاء النار من النوافذ على الأهالي لإجبارهم على مغادرة المكان.

وقال أحد الأطباء في المدينة لموقع تلفزيون سوريا: تتفاوت الأجور بين مستشفى وآخر بحسب درجة النظافة والخدمة، مشيراً إلى أن المستشفيات تعاني من تأمين المواد والتجهيزات اللازمة بسبب استغلال النظام لحجة قانون قيصر في استيراد ما يلزم، ويضاف إلى ذلك انهيار الليرة السورية مقابل الدولار وارتفاع أجور الممرضين والمازوت الذي يستخدم للمولدات.

كلمات مفتاحية