icon
التغطية الحية

واشنطن بوست: فيروس كورونا خارج عن السيطرة في مناطق نظام الأسد

2020.09.26 | 12:38 دمشق

kwrwwwn.jpg
متطوع يعقم مؤسسة حكومية في دمشق (واشنطن بوست)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة، تقريراً بعنوان "فيروس كورونا خارج عن السيطرة في سوريا مهما تقول الحكومة" سلطت من خلاله الضوء على مزاعم نظام الأسد حول ادّعائه قلّة أعداد المصابين بالفيروس المستجد داخل أراضيه.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن نقابة الأطباء في سوريا أعلنت الشهر الماضي عن وفاة 61 طبيباً بسبب فيروس كورونا في غضون أيام قليلة.

اقرأ أيضاً: دير شبيغل: نظام الأسد يخفي العدد الحقيقي لضحايا كورونا

واعتبرت الصحيفة أن الإعلان يشكّل تحدّياً واضحاً كونه يكشف تناقضاً مع مزاعم حكومة النظام، التي قالت قبل يوم واحد من الإعلان إنها سجلت 60 وفاة بالضبط في جميع أنحاء البلاد منذ آذار 2020، ويمثل تحدياً غير معهود لـ "دولة معروفة برقابة صارمة على المعلومات وعدم تسامحها الشديد مع وجهات النظر البديلة".

وأشارت الإحصائيات الصادرة عن الجمعية الطبية السورية إلى أن المرض كان متفشياً بالفعل، لأن الحالات المبلغ عنها بين العاملين في المجال الطبي تشير غالباً إلى عدد أكبر بكثير من الحالات غير المبلغ عنها بين عامة الناس، كما وصف طالب طب سوري عدد الأطباء المتوفين بأنه "مرعب".

اقرأ أيضاً: "كورونا" تعطل سياسة النظام في التعتيم والناس أمام مصير مجهول

ومنذ منتصف آب، زاد العدد الرسمي لجميع الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير مع ثلاثة آلاف و800 حالة تم الإبلاغ عنها، ونحو 180 حالة وفاة، لكن السوريين يرون أن الأرقام أعلى من ذلك.

 

"المرضى يموتون، لكن لكي تحكم على سبب الوفاة (بأنه من فيروس كورونا)، تحتاج إلى إجراء مسحة، ويجب أن يكونوا قد تم تشخيصهم مسبقاً"، قال طالب الطب، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، مضيفاً "وهذا لا يحدث".

اقرأ أيضاً: النظام يروج لـ "مهرجانات كورونا" وفعاليات اقتصادية تدعو لإغلاقها

وزارة الصحة تعتمد على اختبارات فيروس كورونا الإيجابية، لكن لا يوجد سوى ستة مراكز اختبار في مناطق سيطرة النظام، على حد قول وزارة الصحة في حكومة النظام.

وفي ظل عدم وجود فحوصات كافية، يحاول الأطباء تشخيص الحالات بناءً على صور الصدر بالأشعة السينية وأعراض أخرى، وإرسال المرضى إلى منازلهم للحجر الصحي والعناية بأنفسهم، وفقاً لطلاب الطب وأقارب المرضى.

وقال طبيب مقيم في السنة الأولى في أحد مستشفيات دمشق الكبرى، واشترط أيضاً عدم الكشف عن هويته، إنه يتم قبول حالات فيروس كورونا الشديدة فقط، وإن العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا يتم استبعادهم.

"كثير من الحالات تحتاج إلى أجهزة تنفس، لكنها لا توجد. ويحتاج الكثيرون منهم إلى أسطوانات الأكسجين ؛ وأيضاً لا توجد". وأضاف الطبيب في مقابلة عبر الهاتف "إنهم بحاجة لدخول المستشفى، لكن لا توجد أسرة، ورغم تغيير أجنحة المستشفى وإيقاف عمل الأجنحة الأخرى وتركيز طاقات المستشفى بالكامل على الكورونا والعزلة، ومع ذلك، لا يمكنها التعامل مع هذا الوباء".

 

 

غير مستعد بشكل مؤسف

قال أقارب رجل يبلغ من العمر 78 عاماً من عائلة دمشقية بارزة، إنه تم إبعاده عن المستشفيات بسبب نقص الأسرّة، على الرغم من تقييم الأطباء بأنه مصاب بفيروس كورونا.

وتوفي الرجل بعد ذلك، وشهادة وفاته الصادرة عن "مستشفى جامعي" بدمشق، حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، تشير إلى أن سبب الوفاة هو "التهاب رئوي".

وقال أقارب رجل مسن آخر إنه ثبتت إصابته بفيروس كورونا وتم نقله إلى مستشفى حكومي في دمشق، حيث توفي، وأُمرت عائلته بدفنه في مقبرة "نجها".

على مدار الأشهر القليلة الماضية، قال سكان دمشق إنهم لاحظوا ظهور اسم تلك المقبرة بشكل غير عادي في إخطارات الموت، بالأبيض والأسود، المنتشرة حول المدينة.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة (Maxar Technologies)، وهي شركة تكنولوجيا فضاء مقرها ولاية (كولورادو)، بين 27 من حزيران و 4 من آب 2020، نحو عشرة صفوف من القبور أُضيفت إلى تلك المقبرة على مدار الأشهر القليلة الماضية، ما يوحي لبعض السوريين بأنها أصبحت مقبرة رئيسية لضحايا كوفيد -19.

ووسط الحرب والأزمة الاقتصادية، كانت حكومة النظام غير مستعدة للتعامل مع الوباء المتفشّي.

ولسنوات، اعتمد بشار الأسد على روسيا وإيران والصين للحصول على الدعم، لكنه وجد نفسه في مواجهة الوباء بمفرده إلى حد كبير، حيث يكافح هؤلاء الحلفاء مع تفشي المرض. وأرسلت كل من روسيا والصين ما مجموعه خمس شحنات مساعدات ولكن ليس ما يكفي من مجموعات الاختبار التي تحتاجها سوريا بشدة.

وكانت أرقام الضحايا التي أعلنت عنها نقابة الأطباء، بمثابة صفعة أخرى لمصداقية حكومة النظام، وجاءت في وقت كانت تواجه فيه معارضة على نطاق لم يسبق له مثيل منذ أن قامت قوات الأسد بقمع المظاهرات الشعبية بوحشية قبل ما يقرب من 10 سنوات، ما أشعل فتيل الحرب.

وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلاد لدرجة أن خطوط الوقود والخبز المقننة أصبحت الآن "ثعباناً"، أكثر من نصف السكان يواجهون الجوع، وحتى بعض موالي رأس النظام المخلصين بدؤوا في انتقاد "الحكومة" ولكن ليس الأسد نفسه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ