icon
التغطية الحية

واشنطن: النظام السوري يسعى للحصول على عروض وتنازلات من المجتمع الدولي

2023.03.25 | 12:21 دمشق

جيفري دي لورينتيس
حذّر السفير دي لورينتيس الدول التي تتعامل مع نظام الأسد ودعاها لأن "تسعى إلى تحقيق نتائج بناءة قابلة للتحقق للسوريين والمنطقة"- UN Photo
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، السفير جيفري دي لورينتس، إن النظام السوري "يبدو راضياً بمماطلة العملية السياسية، ويسعى للحصول على عروض وتنازلات أفضل من المجتمع الدولي، ولا يقترح شيئاً لبناء الثقة وإثبات استعداده للعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار".

وفي تصريحات في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا، أوضح السفير دي لورينتس أن "نظام الأسد لم يسع بشكل جدي إلى تحقيق السلام خلال سنوات الحرب، بل ارتكب الفظائع التي يرقى بعضها إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واختبأ خلف رعاته روسيا وإيران".

وأضاف أن "رفض نظام الأسد المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبعد تسع جولات من الاجتماعات التي حضرها، ولكن بسوء نية هو انعكاس واضح لاعتقاد الأسد أنه يستطيع قتال الشعب السوري أو تجويعه حتى يخضع له".

وأشار السفير دي لورينتس إلى أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن "سعى بجد إلى إيجاد أي وسيلة لدفع العملية السياسية المتوقفة من خلال مشاركته الواسعة مع كافة الأطراف في مبادرته خطوة مقابل خطوة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة "تدعم هذا الجهد، وتتطلب مشاركتنا الكاملة من النظام السوري القيام بالمثل بحسن نية".

وشدد الدبلوماسي الأميركي على أنه "يتعين على الأسد أن يعاود الانخراط بشكل بناء في العملية السياسية ذات القيادة السورية والتي تيسرها الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، والتي هي السبيل الوحيد القابل للحياة للتوصل إلى حل سياسي دائم للصراع".

الأسد ليس رجل دولة يستحق الاحتضان

وعن التطبيع مع النظام السوري، حذّر السفير دي لورينتس الدول التي تتعامل مع نظام الأسد ودعاها لأن "تسعى إلى تحقيق نتائج بناءة قابلة للتحقق للسوريين والمنطقة الأوسع"، مضيفاً أنه "ينبغي أن تركز أي مشاركة على خطوات حقيقية تضمن وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به، وتضع حداً لفظائع النظام وتحسن الوضع للشعب السوري، وينبغي أن يتخذ نظام الأسد خطوات لا رجوع عنها لتخفيف المعاناة".

وأوضح أن "الأسد ما زال ديكتاتوراً وحشياً استخدم أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري بشكل متكرر، كما برهن أحدث تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، مضيفاً أنه "شن هجمات على مدنيين ومدارس ومستشفيات، وقام باعتقال مئات الآلاف من الناس وتعذيبهم وقتلهم، كما يغرق الأسد المنطقة بالكبتاغون، وينشر الجرائم والإدمان".

وأكد الدبلوماسي الأميركي في الأمم المتحدة أن "كارثة الزلزال لم تحول الأسد إلى رجل دولة يستحق الاحتضان، ووحدها الإصلاحات الحقيقية والشاملة والتي لا يمكن الرجوع عنها قادرة على تحقيق ذلك".

العقوبات على الأسد لا تعيق المساعدات الإنسانية

وشدد السفير دي لورينتس على أن الولايات المتحدة "ترفض رفضاَ قاطعاً التأكيدات على أن العقوبات الأميركية هي سبب الأزمة الإنسانية في سوريا، فالحرب التي يخوضها الأسد منذ 12 عاماً، والمدفوعة بسوء إدارة نظامه وفساده هي السبب الواضح للأزمة".

كما شدد على "رفض التأكيد على أن العقوبات التي تستهدف الأسد وأعوانه الذين ارتكبوا الفظائع والانتهاكات تعيق المساعدات الإنسانية"، موضحاً أن العقوبات الأميركية "تشتمل على أجزاء تدعم تدفق المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".

وقال الدبلوماسي الأميركي إنه "شهدنا وصول عدد لا يحصى من الإمدادات الإغاثية والطبية إلى مناطق النظام وغير النظام عبر البر والجو والبحر، ومن مختلف أرجاء العالم، منذ 6 شباط الماضي، وما زلنا مستعدين لمساعدة من يقدمون المساعدة الإنسانية المشروعة إذا واجهوا أي عائق ذي صلة بالعقوبات أمام تقديم المساعدة".

واشنطن تدعم الآلية الخاصة بالمعتقلين

وعن المعتقلين والمختفين قسرياً، قال السفير دي لورينتس إن "النساء تضررن بشكل خاص من النزاع، ولا سيما من يحتجز النظام أفراد أسرهن بشكل تعسفي"، مضيفاً أنه "نحن نركز على المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية في أعقاب هذه الزلازل المدمرة، ولكننا لم ننس عشرات الآلاف ممن تم احتجازهم أو باتوا في عداد المفقودين منذ فترة طويلة قبل وقوع الزلازل".

وأكد أنه "يحق لأفراد الأسرة أن يعرفوا مصير أحبائهم، وتدعم الولايات المتحدة إنشاء آلية إنسانية لفهرسة المسجونين والمفقودين والإبلاغ عن مكان وجودهم، ونتطلع إلى العمل مع الآخرين للمساعدة في إنشاء آلية مماثلة".

وفيما يتعلق بمرسوم العفو الذي أصدره النظام السوري العام الماضي، قال الدبلوماسي الأميركي إنه "نتج عن ذلك العفو الإفراج عن نحو 500 شخص، وكان ذلك مريحا لعائلات من أطلق سراحهم، إلا أنه لم يتطرق إلى مصير آلاف الآخرين لسوء الحظ"، داعياً النظام السوري وكافة الجهات الفاعلة إلى "إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً بطريقة إنسانية ومنظمة، ومشاركة المعلومات الخاصة بمن قتلوا خلال الاعتقال وإعادة جثامينهم إلى أحبائهم".