icon
التغطية الحية

"هيومن رايتس ووتش" الألغام تودي بحياة مئات المدنيين في الرقة

2018.02.12 | 16:57 دمشق

لوحة دعائية في الرقة تحذر المدنيين من مخاطر الألغام (هيومن رايتس ووتش)
تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن العبوات الناسفة قتلت وجرحت مئات الضحايا المدنيين بينهم أكثر من 150 طفلاً، في مدينة الرقة السورية منذ طرد تنظيم الدولة في شهر تشرين الأول الماضي.

وقال نديم حوري مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإلاهاب في المنظمة "اعتبرت هزيمة التنظيم في الرقة انتصاراً دولياً، لكن لم يرتقِ الدعم الدولي للتعامل مع آثار المعركة لا سيما الألغام المميتة لمستوى التحدي، حيث قتلت الألغام وجرحت مئات المدنيين، وستزداد الأرقام مع عودة مزيد من النازحين".

ووفق المعلومات التي جمعتها "هيومن رايتس ووتش" خلال زيارتها للمدينة أواخر شهر كانون الثاني الماضي، وجدت بأن بين 21 من تشرين الأول و20 من كانون الثاني تسببت الألغام بإصابة 491 شخصا بينهم 157 طفلاً، وتسببت بمقتل معظمهم، وأكدت أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير لعدم توثيق عدد كبير من الحالات.

وبسبب النقص في المعدات وخبرات إزالة الألغام، لجأ سكان الرقة لتقديم أموال لسكان محليين بلا تأهيل أو معدات، للمخاطرة بحياتهم من أجل إزالة الألغام من المنازل بسبب الحاجة الماسة للمال، حيث يتم دفع مبلغ 25 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل 50 دولارا أمريكيا لتفتيش المنزل، وذلك في ظل عودة عدد من أهالي المدينة وخاصة في الضواحي مثل حي المشلب، في ظل توقعات في استمرار عودة الأهالي رغم المخاطر التي تسببها الألغام.

ووفقاً لشهادات السكان فإن بعض أقاربهم وجيرانهم أصيبوا بسبب ألغام انفجرت عند فتحهم الثلاجة أو الغسالة أو دفعهم ببساطة باب غرفة النوم المفتوحة، حيث أظهرت حالات الإصابة والوفاة بسبب عبوات ناسفة معدة يدوياً، تنفجر لدى الملامسة، 

وفقا لمنظمة تعمل على إزالة الألغام في الرقة، فإن هناك مفتاحا أو مفجرا شائعا يستخدمه تنظيم الدولة يعتمد على أجهزة استشعار خاملة بالأشعة تحت الحمراء، وهو جهاز استشعار إلكتروني يقيس ضوء الأشعة تحت الحمراء القادمة من أشياء تقع في مجاله وينفجر حالما يمر شخص ما عبر منطقة معينة، وأشارت المجموعة إلى أنه عُثر على مثل هذه العبوات الناسفة في "مداخل الأبنية، تحت الأدراج، وأكوام الحطام، وعلى الطرقات، وضمن الأنقاض، وحتى مدفونة في الحقول".

وبسبب هذه الأوضاع طالبت "هيومن رايتس ووتش" الجهات المانحة الدولية بجعل إزالة الألغام والتثقيف حول مخاطر الألغام أولوية لحماية الناس من هذه الوفيات والإصابات التي يمكن تجنبها، وطلبت من البلدان المجاورة لسوريا تسهيل وصول منظمات إزالة الألغام وتقديم المساعدة الإنسانية للناجين.

وقال نديم حوري "خلال زيارة الرقة، كان هناك تناقض مدهش بين الدعم الدولي لهزيمة تنظيم الدولة عسكريا والدعم المحدود لما بعد الهزيمة. إذا لم يتغير الوضع، سيستمر إرث التنظيم من الألغام الأرضية القاتلة لسنوات".

يذكر أن هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية"، وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1997 لجهودها الرامية لتحقيق معاهدة حظر الألغام ومساهماتها في دبلوماسية دولية جديدة على أساس الضرورات الإنسانية.