هيئة تحرير الشام ما بعد الجولاني.. سيناريوهات مستقبلية

2021.02.05 | 06:13 دمشق

لا يستسلم الجولاني في المضي قدماً على السكة التي يأمل بأن توصله إلى خارج التصنيف كتنظيم إرهابي، ولم تكن التحولات اللافتة في بنية واستراتيجيات هيئة تحرير الشام التي كانت قبل أيام الذكرى السنوية الرابعة لتأسيسها، كافية لواشنطن لترفعها عن "قوائم الإرهاب"، بل ذكّرت مؤخراً بالمكافأة القديمة مقابل الإبلاغ عن معلومات عن الجولاني، وتداولت الأوساط الشعبية أن الأخير تعرض لإصابة خطيرة ضمن روايتين تبين أنهما خاطئتين. كل هذا يثير تساؤلاً محقاً عما سيحصل "لو قُتل الجولاني؟".

في الـ24 من تشرين الثاني الفائت، تلقت هيئة تحرير الشام تغريدة نشرها برنامج المكافآت التابع لوزارة الخارجية الأميركية، جددت فيها الوزارة عرضها بتقديم مبلغ 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني.

قبل التغريدة القديمة الجديدة بيومين تداولت الأوساط الشعبية وناشطون رواية عن تعرض الجولاني لإصابة جراء عملية اغتيال من داخل الهيئة نفسها، ثم ظهرت على الفور رواية أخرى بأن الجولاني سقط من على ظهر حصانه، ليتأكد موقع تلفزيون سوريا بعد التواصل مع مصدرين عسكريين داخل الهيئة من عدم صحة الروايتين، وليخرج الجولاني للمرة الأولى بعد عرض المكافأة متجولاً في مخيمات إدلب في الـ 19 من الشهر الجاري.

وظهر الجولاني بنسخته الأحدث في صورة نشرها الصحفي الاستقصائي الأميركي مارتن سميث، الذي التقى الجولاني لمدة 3 أيام لتصوير تقرير سينشر لاحقاً. صورة الجولاني مرتدياً طقماً رسمياً كان بمثابة تحقق لنبوءة معارضيه الذين لطالما أكدوا أن الجولاني سيستمر في جهوده للتغيير نحو الاعتدال "حتى لو اضطر للبس الكرافيتة". وبعد ساعات من تغريدة سميث، أعاد برنامج المكافآت التذكير بعرضه مقابل معلومات عن الجولاني.

 

 

 

 

ينقسم الباحثون في شؤون التنظيمات الجهادية بين نظريتين، الأولى تقول إن الجولاني على تنسيق كامل مع عدد من أجهزة المخابرات من بينها التركية والأميركية وهذا أمر متكرر في السياق الجهادي التاريخي العام، والثاني أقل حدة في إطلاق الأحكام ويرى أن الجولاني يقدم نفسه كورقة رابحة لمن يتبنى مشروعه، وأن هيئته تستغل حالات الفراغ التنظيمي والحوكمي والسياسي والأمني والكاريزماتي في الشمال السوري. لكن ما حصل ليلة الـ 27 من تشرين الأول 2019، عندما حلقت طائرات الـ سي إتش-47 شينوك الأميركية فوق باريشا وقُتل حينها البغدادي؛ يؤكد أن المفاجآت تتعدى كل السيناريوهات، وأن حياة الجولاني رهينة قرار من الـ CIA.

"هيئة تحرير الشام ليست جبهة النصرة"

بداية لا بد من الإحاطة بما يمكن معرفته عن هيئة تحرير الشام، التي تحاول جاهدة التأكيد على أن "جبهة النصرة" انتهت.

كان دخول القوات التركية إلى إدلب وفقاً لاتفاق خفض التصعيد نقطة التحول الرئيسية في استراتيجيات الهيئة، وقبل ساعات من انتهاء الوقت المحدد لخروج "التنظيمات الإرهابية" من المنطقة المنزوعة السلاح وفق اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، منتصف تشرين الأول عام 2018، أصدرت هيئة تحرير الشام بياناً بموافقتها ضمنياً على بنود الاتفاق. ليكون هذا البيان الأبرز في التغيرات بعد بيان فك الارتباط بتنظيم القاعدة.

ومع استتباب السيطرة لتحرير الشام في نيسان 2018 بعد طرد مقاتلي جبهة تحرير سوريا وحركة نور الدين الزنكي، بدأت الهيئة خطواتها في ما قالت إنها مشاركة مجتمعية لتأسيس مجلس الشورى العام الذي انبثق عنه "حكومة الإنقاذ"، التي قامت بدورها بإنهاء أي وجود للحكومة المؤقتة في إدلب ومحيطها، واستطاعت بقوة سلاح الهيئة فرض نفسها على المجالس المحلية.

بعد تجدد العملية العسكرية على إدلب، منتصف تشرين الثاني 2019 ولحين اتفاق موسكو في الخامس من آذار الفائت، وعدم قدرة الهيئة على إيقاف تقدم النظام وادعاءاتها بالاستنزاف الكبير، سمح الجولاني بدخول قوات الجيش الوطني والمقاتلين المهجرين للمشاركة في الدفاع.

الإعلان الثالث عن التغيرات الرئيسة في الهيئة، كان في لقاء الجولاني مع مجموعة الأزمات الدولية في شباط الماضي. ليوضح هوية تنظيمه ورؤيته للمرحلة القادمة، بخطاب يناسب المجموعة السباعية المصغرة حول سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة التي حيّدت تحرير الشام عن صواريخها التي فتكت بعشر شخصيات قيادية مرتبطة بتنظيم القاعدة في إدلب خلال السنوات الماضية.

وكثّف الجولاني من جولاته العلنية في الشوارع والأسواق ولقاء الأهالي والتحدث معهم وكذلك الاجتماع بالشخصيات المجتمعية المحلية في عدد من المدن والبلدات، لرسم صورتين في مخيلة السوريين، أولاً "أنا منكم وقائدكم"، وثانياً "لست أسامة بن لادن ولا أعيش في كهوف الجبال".

 

بُعيد الغارة

بعد لحظات من الغارة على موكب أو سيارة أبو محمد الجولاني سيجتمع "مجلس الشورى" في هيئة تحرير الشام للبت في انتقال الإمارة وتقديم البيعة، امتثالاً للمعتقدات التي تقوم عليها الجماعات الإسلامية، وهنا ستكون الهيئة أمام مفترق طريقين إما انتقال سلس للسلطة والإمارة بحسب اتفاق مسبق مع الجولاني نفسه قبل موته، أو خلاف يقسم النسخة الأخيرة من الهيئة إلى ممالك صغيرة متناحرة. وفي هذا السياق لا بد من محاولة التعرف على مجلس الشورى.

مجلس شورى هيئة تحرير الشام

بداية لا بد من توضيح تطور بنيوي في هيئة تحرير الشام ضمن جملة التطورات والتحسينات على الخطاب والبنيتين العسكرية والأمنية، حيث تأكد موقع تلفزيون سوريا من مصدر مطلع ومتابع لقيادة هيئة تحرير الشام أن مصطلح "مجلس الشورى" في هيئة تحرير الشام انتهى العمل به قولاً وفعلاً بسبب مشكلات داخلية ألمت بالهيئة لم تترك للجولاني خياراً إلا إلغاءه والاستعاضة عنه بما يعرف حالياً "مكتب المتابعة".

يشابه "مكتب المتابعة" في هيئة تحرير الشام ما كان يعرف سابقاً في تنظيم الدولة بـ "اللجنة المفوضة" وهي أعلى سلطة تنفيذية. وقام في بداية تشكيله على "أبو أحمد حدود (بدران)" وعبد الرحيم عطون وأبو الحسن تفتناز الذي قتل بغارة جوية مطلع العام 2017.

وتوسع "مكتب المتابعة" لاحقاً ليشمل شخصيات أخرى كان لها حضورها في المفاصل التنظيمية كلها أو كانوا أعضاء سابقين في مجلس الشورى.

والجدير بالذكر أن "مكتب المتابعة" هو دائرة الجولاني الأوسع في حين أحاط نفسه بعدد أقل من قيادة الهيئة ضمن ما يمكن تسميته بمجلس الاستشاريين.

 

مكتب العلاقات: مجلس الشورى بالكامل من السوريين

تواصل موقع تلفزيون سوريا مع تقي الدين عمر" مسؤول مكتب العلاقات العامة في "تحرير الشام"، للسؤال عن أعضاء مجلس شورى الهيئة حالياً، لكنه اعتذر عن تقديم الأسماء مكتفياً بالتأكيد أن جميع أعضاء الشورى هم من السوريين.

مصادر عديدة تقاطعت معلوماتها عند عدد من أعضاء الشورى، وأكدت 4 مصادر بينها مصدر من داخل الهيئة لموقع تلفزيون سوريا أن مجلس شورى تحرير الشام يتكون حالياً من الأشخاص التالية أسماؤهم:

  • أبو أحمد حدود: النائب الأول للجولاني ومسؤول الملف الأمني

اسمه الأول الحقيقي بحسب المصادر "بدران"، لكن لا يعرف كنيته ولا من أي منطقة ينحدر (هنالك شائعات بأنه من جيرود في القلمون الشرقي) ولا توجد له أي صورة منشورة من قبل، لكن مصدراً خاصاً أبلغ موقع تلفزيون سوريا بأن بدران الذي قصف مقره قرب مدينة معرة مصرين نهاية العام 2016، تظهر ملامحه بشكل غير دقيق في تسجيل مصور نشره حينه الدفاع المدني وهو يحاول استخراج المصابين بالقصف من تحت الأنقاض.

في بداية القتال ما بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، نشر مغردون مناصرون للتنظيم بأن بدران كان ضابطاً في الأمن العسكري وابتعثه النظام إلى العراق عام 2003 لاختراق القيادات الجهادية، ومن العراق أطلق على بدران لقب حدود بعد أن تسلم في عهد تنظيم الدولة في العراق منصب أمير الحدود مع سوريا، في حين يظن البعض أن تسمية حدود التصقت بالرجل بسبب عمله الأمني على الحدود التركية السورية في إدلب.

وكشف مصدر خاص قابل بدران ويعرفه جيداً بأن الاستخبارات الأميركية نفّذت إنزالاً جوياً من طائرات مروحية على مبنى في محيط البوكمال عام 2004، وكان المستهدف حينها بدران نفسه، لكنه نجا من العملية. وأوضح المصدر بأن بدران على درجة عالية من الثقافة ويتكلم لغتين أجنبيتين.

وفي عام 2012 بايع الجولاني وانضم لجبهة النصرة. وبدران متهم من قبل قيادات تنظيم حراس الدين، بأنه المسؤول عن اختطاف الصحفيين وتأسيس جهاز الأمن العام وسجن العقاب الذي يديره أبو يوسف حلفايا، وبدران الآمر الناهي فيما يتعلق بإدارة الملف الاقتصادي الذي يديره بالنيابة أبو عبد الرحمن الزربة.

وبعد قرار الجولاني باستئصال تنظيم حراس الدين، تروي حسابات من الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي بأن بدران نجح باختراق تنظيمهم عبر عدد من الأمنيين، وهذا ما مكنه من معرفة المنازل الآمنة لعدد من القيادات وشن حملات دهم واعتقال بحقهم، في حين يتهمه حراس الدين بوقوفه وراء كل عمليات الاغتيال بالطائرات الأميركية المسيرة بحق الشخصيات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا.

  • أبو عائشة العطار ويوسف الهجر: الملف السياسي
  • عبد الرحيم عطون: الشرعي العام لهيئة تحرير الشام
  • أبو ماريا القحطاني: الملقب في صفوف العراقيين وأبناء دير الزور من مقاتلي الهيئة بـ "الخال"
  • مظهر الويس: شرعي ويدير ملف القضاء وملفات مرتبطة بمجلس شورى المحرر الذي تم تشكيله كمرجعية لحكومة الإنقاذ
  • أبو حسن 600: ممثل هيئة تحرير الشام في المجلس العسكري الثلاثي لإدلب
  • مختار التركي: تركي الأصل ومنضم لجبهة النصرة ومن ثم الهيئة منذ بداية تشكيلها ويشغل حالياً منصب "مسؤول العمليات العسكرية"
  • المغيرة: مسؤول المعابر ويقال إن الجولاني متزوج من أخته

أما الاسم اللافت فهو الدكتور أبو حسين الأردني (عبد الرحمن حسين الخطيب) وهو قائد عسكري أردني الجنسية من أصل فلسطيني، ما يعني أن مجلس شورى الهيئة ليس من السوريين بالكامل.

تخرّج أبو حسين الأردني من كلية الطب في الجامعة الأردنية، وذهب إلى سوريا نهاية العام 2013. ويُعرف بمنهجه السلفي الجهادي، وله ولاء شديد للجولاني ساعده على التدرج السريع داخل الهيئة.

وكان الجولاني يكلفه بمتابعة المشكلات بين الفصائل، ويعمل حالياً مع أبو الحسن 600 في المجلس العسكري الثلاثي.

في سيناريوهين.. ارتدادات مقتل الجولاني على إدلب والهيئة

أوضح الباحث السوري أحمد أبازيد في حديثه لموقع تلفزيون سوريا للإضاءة على هذا السيناريو المعقد، أن هيئة تحرير الشام تنظيم مركزي إلى حد كبير، وتمكن الجولاني خلال السنوات الماضية من المحافظة على التنظيم رغم انشقاق عدد كبير من الكوادر والقيادات المُؤسسة، ما يثبت تحكمه العالي بالتنظيم، لكن إنهاء الرأس - الجولاني - لا يعني بالضرورة نهاية التنظيم، فقد حظيت هيئة تحرير الشام بفترة بناء شبكة اقتصادية واسعة مع مؤسسات حوكمة وجهاز أمني صلب، خاصة منذ سيطرة الهيئة على معبر باب الهوى في تموز 2017 حتى فرض سيطرة حكومة الإنقاذ على إدلب بداية 2019، وفترات الهدوء المتقطعة التي وفرها اتفاق سوتشي.

وأضاف أبازيد: "تمكن الجولاني من تقديم نفسه لتركيا والدول الغربية كضامن للاستقرار الأمني وعدم انفلات التيار الجهادي والمقاتلين الأجانب، وأيضاً كحارس للاتفاق التركي الروسي والدوريات المشتركة، ونفذ حملات عديدة ضد خلايا تنظيم داعش في إدلب، وضد تنظيم حراس الدين الذي يمثل تنظيم القاعدة، واعتبر الجولاني أن حربه ضد التيار الجهادي -الذي انشقّ عنه وانقلب عليه بالتدريج وبات يجتهد في إظهار الاعتدال والالتزام بالخطوط الحمراء- يمكن أن تؤهله لقبول دولي ورفع عن قوائم الإرهاب".

ويرجح أبازيد أنه وفي حال مقتل الجولاني سيكون بإمكان هذه الشبكة والجهاز الأمني الاستمرار، إن لم تبادر قوى أخرى لفرض نفوذها.

 

صورة من غرفة المراقبة والرصد في جهاز الأمن العام

 

وتابع: "لكن أي قيادة بديلة عن الجولاني قد لا تنجح في الحفاظ على استمرارية مشروع الهيئة ككيان منفصل، وقد ينشط مقتله جهود إدماجها في المشروع التركي في شمال غربي سوريا، فقد بات العامل الأهم في مصير الهيئة منذ الحملة الروسية الأخيرة هو الوجود التركي الكثيف في إدلب، وتبدو أولوية تركيا هي حماية الاستقرار في إدلب وعدم حصول نزاعات فصائلية في الداخل وتجنب الحملة الروسية من الخارج، ولذلك من المرجح أن تتعامل تركيا مع الشبكات والأجهزة التي فرضتها الهيئة حتى لو تم اغتيال الجولاني، وقد تمر بإعادة تأهيل أو تسمية في ذلك الوقت، أو يتم إلحاقها بإدارة تركية مباشرة حسب نموذج درع الفرات وغصن الزيتون"

ولذلك لا يبدو أن مقتل الجولاني سيؤثر على قوة حراس الدين أو التيار الجهادي بالعموم، أو سيكون له تبعات أمنية مؤثرة.

السيناريو الثاني: "لن تقوم للهيئة قائمة"

من جهته أشار الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي إلى أن الجولاني ممسك بالمفاصل الثلاثة في الهيئة، وهي الاقتصادي والأمني وملف القيادات، ولديه خبرة منذ مسيرته في العراق في التعامل مع القيادات الأمنية، وشاهد بعينيه تجربة الجهاديين بأنه لا يمكن ضبط التنظيم إلا بجهاز أمني متمكن ومتماسك، ومن ثم فرز هؤلاء الأمنيين فأقصى من لا يناسبه ووسع من صلاحيات الجانب الآخر.

وينطبق ذلك على مستوى الشخصيات القيادية وليس فقط الأمنية، وبذلك نجح في استمالة القحطاني والويس والزربة وغيرهم، في حين وصل إلى فراق مع أبو مالك التلي وغيره.

ويرجح عرابي في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن الهيئة "لن تقوم لها قائمة" بمقتل زعيمها الجولاني، بسبب التيارات والكتل الكثيرة داخلها، وهي مرشحة للتناحر فيما بينها، ومن هذه الكتل، كتلة أبو إبراهيم سلامة وكتلة تفتناز وكتلة أبناء مدينة حلب وكتلة المهجرين من درعا والغوطة ودير الزور.

وحذّر عرابي من أن هذا السيناريو قد يعني عودة تنظيم حراس الدين للنشاط مجدداً والظهور، مستدلاً بأن قياداته رغم ضبطها بحدود الجولاني الكثيرة إلا أنها ما زالت موجودة، مثل أبو عبد الرحمن بكي وفضل الله الليبي وأبو عمر منهج وغيرهم.

وفي الوقت نفسه لفت عرابي إلى أن عودة حراس الدين لا تعني توسعه، لأن "الخطاب الجهادي فقد بريقه في المنطقة ولن يستطيع تنظيم الحراس اكتساب عناصر جديدة".

تركزت الجهود المحلية للجولاني في ملفين، الأول أمني حقق نسبة أمان لا يمكن مقارنتها بمناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، وخاصة بعد القضاء المطلق على خلايا تنظيم الدولة بعد حملة أمنية مكثفة استمرت 9 أشهر، وإلى جانب نجاحات أمنية أخرى، رافع الجولاني بالجاهز الأمني أمام محكمة الدول التي صنفت هيئته، وكل ذلك كان بالتزامن مع الملف الثاني وهو ملف الحوكمة عبر "الإنقاذ" التي يوحي اسمها أنها إسعافية ضمن المتاح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتسارع الأخيرة خطاها التنظيمية في وزارات ومؤسسات لرسم ضوابط في كل مجالات حياة 4 ملايين سوري يعيشون تحت حكمها.

ويبدو أن هذين الملفين إلى جانب هوامش أخرى من ضبابية السياسة الأميركية وترتيبات الأولويات وتداخل السيطرة الدولية والإقليمية في سوريا، هما أمل الجولاني الذي يمنع عنه قرار إطلاق صاروخ النينجا (AGM-114R9X) الذي حصد أرواح العديد من رفاق الدرب و"الجهاد".