icon
التغطية الحية

هل يُكرر نظام الأسد التجارب الفاشلة لحلفائه مع العملة الرقمية؟

2020.10.31 | 14:15 دمشق

design-11.jpg
عملة سورية ودولار أميركي (تعديل تلفزيون سوريا)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها نظام الأسد، ومع انهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وتقلص هامش القطع الأجنبي الاحتياطي في "مصرف سوريا المركزي"، يسعى اقتصاديو النظام إلى وجود حلول بديلة، في هذا الإطار، علها تحسن من الواقع بشيء.  

وتطبيقاً لهذا السعي، أقامت "مديرية الأبحاث الاقتصادية والإحصاءات العامة والتخطيط" لدى "مصرف سوريا المركزي"، في 27 من تشرين الأول الجاري، ورشة بعنوان "العملات الرقمية".

 الورشة ترأسها حاكم المصرف المتعرض مؤخراً لعقوبات أميركية، حازم قرفول، إلى جانب مدراء وعاملين لدى المصرف، و"خبراء فنيين" من خارج المصرف، حيث شهدت عرضاً تقديمياً حول "آفاق إطلاق عملة مصرف مركزي رقمية".

اقرا أيضاً: ذراع مالية وأخرى أمنية.. عقوبات قيصر تطول حازم قرفول وحسام  لوقا

فرص نجاح نظام الأسد في استخدام العملة الرقمية

اعترف القائمون على الورشة في "مصرف سوريا المركزي" بأن هذا النوع من العملات له عيوب وقعت بها دول اتخذت سابقاً خطوات في استخدام العملات الرقمية، إلا أنه ورغم ذلك، بحث اقتصاديو النظام خلال ورشتهم، إمكانية تصميم هذا النوع من العملات من بينها المشفرة.

 الدكتور في الاقتصاد والباحث في معهد "الشرق الأوسط" في واشنطن، كرم شعار، اعتبر أن فرص نجاح النظام بهذه التجربة "هزيلة".

شعار قال لموقع تلفزيون سوريا، إن الحديث عن استخدام العملات الرقمية جرى سابقاً في عدة دول، بما في ذلك روسيا وإيران، غير أنها لم ترَ النور في غالبية الدول بسبب صعوبات مرتبطةٍ باستخدامها كبديل أو مكمل للعملة المحلية.

122787227_673081813209720_160967249244726485_n.jpg
ورشة أقامها "مصرف سوريا المركزي" حول استخدام العملات الرقمية

 لافتاً إلى أن فنزويلا طبقت في عام 2018 استخدام عملة اسمها "بترو"، مشيراً إلى شعبيتها (بترو) في تضاؤل شديد، إذ بات يميل معظم السكان مؤخراً لاستخدام الدولار بدلاً عنها.

 وفي المشاكل التي تتعلق باستخدام هذه العملة في سوريا، عدد شعار، من بينها، أن معظم البائعين والمشترين حول العالم يرفضون التعامل بالعملات الرقمية، ومن بينها العملة الأشهر "بيتكوين".

 وفي هذا الإطار، تساءل شعار كيف ستستلم حكومة نظام الأسد المبالغ بعملة "بيتكوين"، مشيراً إلى أن المصدرين الأساسيين للقطع الأجنبي بسوريا، هما حوالات الخارج والتصدير، وقال إن هذين المصدرين لا يستطيع النظام أن  يجبر الجهة التي تدفع  استخدام "بيتكوين"، مشدداً أن الغالبية العظمى من الشركات العالمية لا تقبل التعامل بهذه العملة.

ومن المعوقات التي تواجه مستخدمي العملات الرقمية، وصفها من قبل المختصين بـأنها عملات غير مستقرة، ما يجعل هناك نفورا بين البائعين والمشترين، وضرب شعار مثالاً للتأكيد على عدم استقرار عملة "بيتكوين"، بالإشارة إلى فقدان هذه العملة أكثر من 80% من قيمتا بأقل من سنة (بين 2018 و 2019)، معتبراً أن الليرة السورية أكثر ثباتاً منها.

العملات الرقمية.. "بيتكوين" مثالاً

يعود وجود عملة "بيتكوين" لأول مرة إلى عام 2009، عندما اخترعها شخص، أو (مجموعة أشخاص)، سمي افتراضياً "ساتوشي ناكاموتو"، وتعتمد على مبدأ التعامل المباشر بين الأشخاص دون الحاجة لوجود وسيط.

وشغلت العملة الافتراضية العالم في الأعوام الماضية، وتعتبر عملة "بيتكوين" الافتراضية مثالية لإجراء الصفقات والتمويلات غير الخاضعة للرقابة.

وارتفعت "بيتكوين" أضعافاً منذ وجودها، إذ بدأ سعرها الرسمي في عام 2009 عند مستوى 0.001 دولار، في حين يبلغ سعرها اليوم، 13,860 دولار.

ويتم توليد "بيتكوين" من خلال برنامج خاص يحمل على جهاز الكمبيوتر مجاناً، ويتيح للمستخدم حل خوارزميات معقدة مقابل الحصول على هذه العملة، ويضيفها إلى محفظته.

وفي حال أراد مالك "بيتكوين" التداول بها لعملية شرائية، ما عليه إلا أن يحول المال من محفظته، إلى محفظة البائع الذي يكفي أن يعرف عنوانه، دون دفع أي رسوم.

وفي هذا السياق، قال الدكتور كرم شعار لموقع تلفزيون سوريا، إن للعملات الرقمية أنواعا عديدة وتقنيات مختلفة، وفيما يعاني بعضها من مشاكل معينة تتفادها عملات أخرى.

مثلًا، فيما البعض من تلك العملات غير مركزي الإدارة كـ "بيتكوين" مثلًا، فإن بعضها الآخر تتم إدارته مركزياً كعملة (بترو) الفنزولية، وفق شعار، الذي أضاف أنه بالرغم من ذلك، فإن هناك العديد من الجوانب المشتركة بين تلك العملات الرقمية التي تحد من فرص نجاحها:

أولاً: التذبذب الكبير في قيمتها. على سبيل المثال، إذ يدفع ذلك التذبذب معظم الناس إلى الابتعاد عن التعامل بهذه العملات لكونها مخزن غير مستقر للثروة. لهذا السبب، فإن غالبية من يملكون تلك العملات يستخدمونها لأغراض المضاربة وليس البيع والشراء.

ثانياً: قلة شعبيتها، تأتي من كونها صعبة الاستخدام في كل التعاملات، لكون الكثير من البائعين يرفضون قبولها.

ثالثاً: هذا النوع من العملات له شعبية كبيرة بين المنظمات الإرهابية وتجار الممنوعات بسبب انعدام الرقابة الحكومية عليها.

كيف كان موقف "مصرف سوريا المركزي" من العملات الرقمية قبل أكثر من سنتين؟

في أيار 2018، أصدر "مصرف سوريا المركزي" بياناً حذر فيه من التعامل بالعملات الرقمية أو الافتراضية منها، "بيتكوين".

وجاء في البيان، حينئذ، أن هذه العملات لا تخضع لضوابط أو تعليمات المصرف.

وذكر المصرف أبرز مخاطر العملة، وأولها غياب الدور الإشرافي والرقابي الذي يضمن حقوق المستخدمين، واعتمادها على الإنترنت ما يعني استحالة تبادلها في حال انقطاعه.

كما تكمن خطورة العملة، وفق البيان، باستغلالها لتنفيذ عمليات غير مشروعة مثل "تمويل الإرهاب وغسيل الأموال"، إضافة إلى احتمالات التأثير على استقرار سعر الصرف من موجات التداول المكثف والمضاربات عليها.

وأكد البيان، بعد شرحه عن طريقة عمل العملات الافتراضية، على أهمية التعامل بالمحافظ وأدوات وقنوات الدفع الإلكترونية التي تستند إلى النقد الصادر من المصرف المركزي والمصارف التجارية.

اقرا أيضاً: عالم بلا قانون.. كيف ساعدت شركة إيطالية الأسد في تعقب الناشطين؟