icon
التغطية الحية

هل يغيّر الزلزال أصوات الناجين المؤيدين لأردوغان في الانتخابات؟

2023.03.10 | 17:36 دمشق

تركيا
هل يغيّر الزلزال أصوات الناجين المؤيدين لأردوغان في الانتخابات؟ (الأناضول)
إسطنبول- وكالات
+A
حجم الخط
-A

ألقت تبعات كارثة الزلزال المدمّر بثقلها على المشهد السياسي العام في تركيا، التي تتحضّر لاستحقاق انتخابي رئاسي في الـ 14 من أيار المقبل، يصفه بعض المحللين بأنه الأهم في تاريخ الجمهورية التركية.

وتشير استطلاعات غير رسمية إلى أن زلزال الـ6 من شباط، ستتمخض عنه ارتدادات سياسية من شأنها أن تغيّر في آراء وتصويت الناخبين الأتراك، وخاصة الناجين منهم في الولايات الـ 11 المنكوبة جنوبي البلاد.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بـ "المطّلعة" في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أنهم على دراية بالغضب السائد بين قاعدة الناخبين في جنوب شرقي البلاد، لكنهم واثقون من النصر وسط تسريع جهود إعادة البناء وارتباك المعارضة التركية.

وقال أحد المسؤولين في الحزب إنه سيتم تحويل تركيز السكان إلى جهود إعادة البناء والتأكيد على أنه لا أحد سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمكنه فعل ذلك بسرعة". وقال مسؤول آخر إن الحزب سوف يستعرض إعادة الإعمار في منطقة بها 227 ألفاً من المباني إما انهارت أو ستُهدم.

وترى الوكالة أنه من الصعب تحديد حجم التحدي الذي يواجهه أردوغان نظراً لنقص استطلاعات الرأي في المناطق المنكوبة. وبالإضافة إلى ذلك، ترددت المعارضة قبل الاتفاق أخيراً على مرشح لمواجهة أردوغان، ما أثار قلق الناخبين، بينما يقول خبراء إن المتضررين من الزلزال يمكن أن يغيروا رأيهم بسرعة.

وتجنب غالبية منظمي استطلاعات الانتخابات المقبلة في البلاد، السكان في المناطق المنكوبة. بينما خلصت استطلاعات وطنية إلى أن حزب العدالة والتنمية يحتفظ بشعبيته، وفق رويترز.

وتشير استطلاعات أخرى إلى منافسة انتخابية محتدمة رغم أزمة الغلاء وكلفة المعيشة التي عصفت بتركيا قبل فترة من وقوع الزلزال الذي زاد من الانتقادات للحكومة.

وبالرغم من استياء كثيرين من سياسات حزب العدالة والتنمية، وانزعاج بعضهم وسخريتهم من خطة الحكومة لإعادة بناء المنطقة في عام واحد فقط؛ إلا أن الناخبين يجدون صعوبة أيضاً في تخيل التصويت لأحزاب المعارضة ومرشحها كمال كليتشدار أوغلو، بحسب رويترز.

فرص مرشح المعارضة التركية

ويوم الإثنين الفائت، أعلنت كتلة المعارضة التركية (الطاولة السداسية) اختيار كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010، مرشحاً رئاسياً لها.

في الانتخابات السابقة (عام 2018)، صوتت المناطق المنكوبة بالزلزال بنسبة 65 في المئة أو أكثر لصالح حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية. وقال كثير من السكان لـ رويترز إن المعارضة تأخرت في اختيار مرشح وإنهم لن يدعموا سوى مرشح له جذور قومية مثل رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، الذي من المقرر أن يكون أحد نواب كليتشدار أوغلو حال فوزه بالرئاسة.

وبينما سخر أحد تجار مواد البناء في مدينة أديامان التي يقطنها 650 ألف نسمة، وتحول مركزها إلى أرض قاحلة من أنقاض المباني بفعل الزلزال، من فكرة أن يصبح كليتشدار أوغلو رئيساً؛ قال محاسب شاب في المدينة نفسها إنه يعتزم الإدلاء بصوته للمرة الأولى على الإطلاق للمعارضة، ولكن فقط إذا كان المرشح "شخصاً لا يحظى بالأضواء لكنه فعال مثل يافاش".

الموقف من موعد إجراء الانتخابات

بعض المسؤولين طرحوا فكرة تأجيل الانتخابات، ولكن سرعان ما تم التراجع عنها والمضي قدماً في إجرائها في الموعد المحدد في 14 من أيار. حيث أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه الجمعة في أنقرة بأن الانتخابات التركية ستعقد بتاريخ الـ14 من أيار المقبل، متقدمةً بنحو شهر عن موعدها الأصلي في 18 من حزيران المقبل.

ونقلت الوكالة عن "محمود" موظف في قطاع التأمين قوله: "ليس من الحكمة إجراء انتخابات في أيار. الناس متضررة، ما زلنا نتألم". وروى محمود أنه ظل يسمع أصوات أبناء عمه ليومين من تحت الأنقاض بعد الزلزال قبل أن تنقطع.

وأضاف أنه عادة ما يصوت لحزب الحركة القومية. وقال: "هناك الكثير ممن يريدون التصويت للمعارضة... ويمكنني أنا أيضاً ذلك، لكنني لن أصوت لصالح كليتشدار أوغلو لأنه لم يفز في أي انتخابات".