icon
التغطية الحية

هل يخطط النظام للاستيلاء على أملاك أهالي حي جوبر بدمشق بعد منعهم من العودة؟

2022.07.08 | 06:33 دمشق

جوبر
المخطط التنظيمي لحي جوبر في محافظة دمشق ـ تلفزيون سوريا
تلفزيون سوريا ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"لم نفهم شيئا من هذا المخطط" يقول خالد لموقع تلفزيون سوريا، بعد اطلاعه على المخطط التنظيمي لحي جوبر في دمشق والمعلَّق في بهو المحافظة بهدف اطلاع أهالي الحي عليه، ومن ثم تقديم اعتراضاتهم في حال كان لديهم اعتراض.

غموض يلف مخطط جوبر التنظيمي 

ويتخوف سكان الحي الدمشقي والمناطق المحيطة به ومنهم خالد، 47 عاماً، من المخطط التنظيمي الجديد بعد تجارب سابقة استولى فيها النظام على أملاك السوريين في المرسوم 66 (ماروتا وباسيليا ستي) اللذين شرَّدا أهالي المنطقتين التنظيميتين، بعد أن نكث النظام السوري بوعوده في تسليم سكان المنطقة المستحقين للسكن البديل سكنهم بعد 4 سنوات من صدور المرسوم في العام 2012.

ويوم الثلاثاء الفائت، أصدرت "محافظة دمشق"، المخطط التفصيلي للمناطق التنظيمية الجديدة المحيطة بالعاصمة دمشق. وذكرت المحافظة في بيان على فيس بوك أن المخطط التنظيمي التفصيلي رقم 106 جاء لتعديل الصفة العمرانية للمناطق العقارية (جوبر - القابون - مسجد أقصاب - عربين - زملكا - عين ترما) من منطقة (B) حماية و (C) زراعية داخلية و(j) توسع سكني إلى (i) مناطق قيد التنظيم وفق الحدود المبينة على المصور ومنهاج الوجائب ونظام البناء الملحقين به لمنطقة جوبر.

وأعطت المحافظة أصحاب العلاقة مدة ثلاثين يوما من تاريخ الإعلان للاطلاع على المخطط المعلن في مبنى المحافظة وتقديم الاعتراضات خلال تلك الفترة. لكن معظم من التقاهم موقع تلفزيون سوريا من سكان حي جوبر وعين ترما وهم يتوافدون إلى مبنى محافظة دمشق لا يعلمون على ماذا سوف يعترضون، وماذا ينتظرهم بعد صدور هذا المخطط التنظيمي.

ويقول خالد -الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية-، وهو يتفرج بحسرة على المخطط التنظيمي المعلَّق في بهو محافظة دمشق "لا يوجد شيء نفعله.. أو سننتظر 30 سنة لنحصل على بيت"، في ظل نقص بالمعلومات وعدم فهم الناس (سكان المنطقة التنظيمية) أبعاد المخطط وماذا سيحل بملكياتهم.

المخطط التنظيمي لحي جوبر في مبنى محافظة دمشق ـ تلفزيون سوريا

ممنوعون من العودة إلى حي جوبر

أما سعيد، 38 عاماً، وهو اسم مستعار، لصيدلي يسكن في منطقة القصاع بدمشق، فقال لموقع تلفزيون سوريا "مللنا من الإيجار نريد العودة إلى بيوتنا"، مضيفاً أن منزله في حي جوبر طابو أخضر وليس مدمراً ويمكن إصلاحه، ولكن محافظة دمشق منعت سكان جوبر في العام 2018 من العودة لمنازلهم بحجة تنظيم المنطقة عمرانياً.

ويعمل سعيد في صيدليته المستأجرة في حي القصاع بدمشق بعد خروجه من حي جوبر بالعام 2013، كما قال. ويتساءل من تبقى من أهالي جوبر عن تفاصيل المخطط التنظيمي، وكيف سيعرفون إن كانت منازلهم قد ذهبت ضمن الحدائق والطرق الرئيسية والفرعية.

ويطالب سعيد محافظة دمشق بتوضيح تفاصيل المخطط التنظيمي ، ويتابع "نحن لا نعلم عنه شيئاً وهو يحتاج إلى شرح كي يعلم الناس ما حل بأملاكها ويستطرد " ما ذهب من أملاكنا لن يرجع.. كلها مخططات ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع".

وكان مدير التنظيم والتخطيط العمراني في "محافظة دمشق" حسن طرابلسي صرح لإذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام أن المخطط جاء بعد أن أنهت محافظة دمشق ضمن خطة إعادة الإعمار دراسة منطقة جوبر ومحيطها التي كانت شبه مدمرة بسبب الحرب ، بمساحة تقدر 304 هكتارات.

وذكر أن منطقة جوبر كانت بلدة قديمة، وجزء منها زراعي وآخر يتضمن مخالفات والآن أصبحت منطقة تنظيمية سكنية تحتوي جميع أنواع الخدمات. مضيفاً بأنه لا يوجد سكن بديل لقاطني تلك المناطق، بحجة أنها شبه خالية من السكان ويطبق عليها القانون رقم "23"، مقابل حصول السكان على أسهم بدلاً عن ملكياتهم.

ويبعد حي جوبر الدمشقي نحو 7 كيلومترات عن ساحة العباسيين، وتعرَّض لدمار كبير نتيجة العمليات العسكرية التي جرت خلال سنوات الحرب. وأخلي من قاطنيه بعد اتفاق "التسوية" مع فصائل المعارضة بالعام 2018، وكان يبلغ عدد سكانه نحو 300 ألف نسمة بحسب إحصاءات العام 2008.

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان كشفت في تقريرٍ لها العام الماضي، أن "نظام الأسد لجأ إلى محاربة معارضيه عبر الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم كنوعٍ من العقاب الممتد لهم ولعوائلهم، وفي الوقت ذاته تحقيق مكاسب مادية وإعادة توزيعها على الأجهزة الأمنية والميليشيات المحلية، كنوعٍ من المكافأة بدلاً عن الدفع النقدي".