icon
التغطية الحية

هل يجد بايدن " توماس جيفرسون" خلف كثبان سوريا؟

2020.10.22 | 05:38 دمشق

a78ca212-d4b0-4fb5-882c-a3887acc7692_16x9_1200x676.jpg
مرشحا الرئاسة الأميركية ترامب وبايدن ـ إنترنت
إسطنبول ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

ماذا سيفعل الرئيس الأميركي الفائز في الانتخابات المقبلة حيال الملف السوري؟ تترقب المعارضة السورية ونظام الأسد النتائج التي ستحسم بعد أسبوعين تقريبا، لتتضح الصورة أكثر، فالجواب ليس مجهولا لدى الطرفين، وبينما يركز المرشحان الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن على الملفات الداخلية، يرى مراقبون أن واشنطن لم تكترث يوما بالملف السوري، ولا يهمها إسقاط نظام الأسد عسكريا أو سياسيا بدعمها للثورة السورية، فالثورة لا مرادف لها في قاموس السياسة الأميركية إلا بحسب ما تفرضه مصالح واشنطن الاستراتيجية.

 

بيان بايدن.. سياسة غير واضحة

في آب الماضي، نشرت حملة جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، سياسته تجاه الدول العربية ومن بينها سوريا. وتضمن البيان الذي حمل اسم "جو بايدن والمجتمع العربي الأميركي: خطة شراكة" توضيحاً عن موقف بايدن من الملف السوري.

وجاء فيه "فشلت إدارة ترامب مرارًا وتكرارًا في السياسة الأميركية في سوريا. سيعيد بايدن الالتزام بالوقوف مع المجتمع المدني والشركاء المؤيدين للديمقراطية على الأرض. سيضمن أن تقود الولايات المتحدة التحالف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة واستخدام النفوذ الذي لدينا في المنطقة للمساعدة في تشكيل تسوية سياسية لمنح المزيد من السوريين صوتا".

وأضاف البيان "سيضغط بايدن على جميع الجهات الفاعلة لمتابعة الحلول السياسية، وحماية السوريين المعرضين للخطر، وتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية، والمساعدة في حشد الدول الأخرى لدعم إعادة إعمار سوريا. وسوف يجدد التزام الولايات المتحدة بقيادة القضايا الإنسانية".

وتعليقا على البيان وموقف بايدن من الملف السوري، يقول الدبلوماسي السوري السابق في الولايات المتحدة بسام برابندي، لموقع تلفزيون سوريا: إنه لا توجد سياسة معلنة وواضحة من حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن تجاه سوريا، والبيان المشار إليه يدل على ضعف الأشخاص العاملين على الملف السوري في الحملة، إضافة لـ تصوير المشكلة السورية على أنها تنحصر فقط بدعم المجتمع المدني.

كما أن البيان لا يشير إلى العدالة الانتقالية أو التزام الحل السياسي ووقف القتل وغيرها من البديهيات المتعلقة بالثورة السورية، ويلفت "برابندي" أن أغلب العاملين في فريق بايدن بالملف السوري هم متابعون له بشكل جيد، "لكن هذا البيان يدل على ضعف إداركهم لعمق الأزمة".

ويتابع قائلا "لا يوجد كلام عن روسيا أو إيران مثلا. وهناك نقطة ضعف أخرى في البيان وهي إشارته إلى حشد المجتمع الدولي لإعادة الإعمار بشكل يخالف حتى سياسة الرئيس باراك أوباما، الحقيقة أن هذا البيان سطحي و لا يمكن البناء عليه".

 

الديمقراطيون وتجميد النزاعات

يشير برابندي إلى أن بايدن سيكون في حال فوزه مشغولا بالوضوع الداخلي الأميركي، ولا يتوقع أن تكون السياسية الخارجية أولوية لديه. ويوضح "ولكن في المجمل، الحزب الديمقراطي يهتم -إعلامياـ كثيرا بمواضيع حقوق الإنسان ومن هنا قد تكون سياستهم أكثر انتقادا للدول التي يرون أن ترامب تساهل معها بهذا الشأن".

ويرجح أن تعتمد سياسة الديمقراطيين على تجميد النزاعات وليس حلها لمدة سنة على الأقل في حال فوز بايدن، ولكن هذا لايعني أن الدول ستنتظر تحرك البيت الأبيض.

ويرى الدبلوماسي السابق في واشنطن، أن ترامب اعتبر إيران وبرنامجها النووي "عدوا" يجب التعامل معه بعقوبات وتحجيم سياسي وحتى قصف عسكري غير مباشر، في حين أن بايدن وفريقه يعتقدون أن سياسة ترامب خاطئة أو غير مجدية ويأملون بإعادة التفاوض بشأن البرنامج النووي، مع مراعاة النواقص أو العيوب في الاتفاق الذي تم توقيعه خلال فترة أوباما.

ويضيف "لكن حجم المشكلات الداخلية الأميركية قد لا تتيح لـ بايدن في حال فوزه أن يقوم بعمل سياسي كبير أو مهم في الشهور الأولى، أقصد هنا مثلا أن تركيا لن تنتظر أي مبادرة أميركية جديدة من دون سقف زمني واضح وأهداف واضحة بموضوع يتعلق بأمنها القومي".

 

ترامب.. احتمالات مفتوحة في سوريا

يقول محمد غانم المختص في الشأن الأميركي لـ موقع تلفزيون سوريا: إن سياسة إدراة ترامب لن تختلف كثيرا في حال فوزه في الانتخابات، العقوبات على نظام الأسد ستستمر والتضييق على إيران أيضا، ويشدد "غانم" على أنه من الصعب التكهن بما سيفعله ترامب حتى على كبار المسؤولين في إدارته.

ويتابع" مثلا في عام 2017 اتصل وزير الخارجية الأميركي بـ علي مملوك لفتح قناة سرية للتفاوض من أجل المخطوفين الأميركيين وهو ما فعلته إدارة أوباما سابقا، ولكن في العام نفسه حين ارتكب نظام الأسد مجزرة معرة النعمان الكيماوية قام ترمب بضربه، رغم اتصال وزير الخارجية بالنظام وإعطائه رسالة غير موقعة من الإدارة الأميركية، ولاحقا فكر ترامب بقتل بشار الأسد لولا معارضة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس عام 2018، وفي آب زار مندوب من "السي آي إيه" دمشق للتفاوض بشأن المختطفين والتقى مملوك، ترامب معتاد على عقد الصفقات".

 

 

يضيف "غانم" أن سوريا ليست ذات أهمية استرتيجية كبرى للإدارة الأميركية، لكنها في عهد ترامب أخذت حجما أكبر مما أخذته في عهد أوباما. رغم عدم اكتراث ترامب أيضا، لكنه أراد أن يرسل رسالة للعالم بأنه ليس أوباما، وهو لا يريد أن يشن حربا في سوريا، و"عدا عن ذلك فقد سمح لفريق قدير أن يضع سياسية جيدة وأعطاهم الدعم، لذلك نجد ترامب أوقف تطبيع بعض الدول العربية والأوروبية مع نظام الأسد ومن ثم فرض عقوبات قيصر، كما رأينا الوضع ينهار في لبنان وفرض عقوبات قاسية على إيران لدرجة اختنق فيها النظام، وبدأت "الحية تعض بطنها" من خلال الخلافات بين بشار الأسد ورامي مخلوف، ترامب لا يكترث لكن سياسته تختلف عن الديمقراطيين".

 

ماذا لو فاز بايدن؟

لايتوقع "غانم" تغييرا في السياسة الأميركية في حال فاز الرئيس ترامب، إلا في حال عقد صفقة مفاجئة، أما إذا فاز بايدن المتقدم في جميع استطلاعات الرأي فستختلف السياسة الأميركية كثيرا في سوريا، و"أول أول ما سيقوم به بايدن هو العمل على إعادة الصفقة النووية مع طهران وإعادة ضخ المال لإيران، وإنعاش النظام، كما أنه صرح برغبته في الضغط على تركيا وهذا سيؤثر سلبا على السوريين وفي الشأن السوري".

وبرأي "غانم" فإن بايدن سيكون أوباما "رقم 2 "، على غرار ما شهدناه في عهد أوباما من محاولات للتطبيع مع الأسد ومن عدم التحرك عند حصول المجازر. "أوباما وبايدن وجهان لعملة واحدة". أما بالنسبة بالنسبة للوجود العسكري الأميركي في سوريا فإنه سيكتسب استقرارا أكبر وذلك طبعا ليس من أجل مصحلة المدنيين السوريين".

 

 

ويتابع قائلا: "لفهم الفرق بين بايدن وترامب، علينا أن نقارن ما بين سياسة إدارة ترامب كما أسميها لأن ترامب نفسه غير مكترث في سوريا، لكنه سمح للمسؤولين الآخرين بالعمل، العقوبات على الأسد والعزل الاقتصادي للنظام والضربات وإن كانت خفيفه، ولكن حين نقارنها بما فعله نجد أنها تختلف كثيرا، جو بايدن كان جزءا من إدارة أوباما وفريق بايدن هم خريجو إدارة أوباما.. السياسات ستكون ذاتها".

ويعتبر"غانم" بيان حملة بايدن بشأن سوريا معدا للاستهلاك الإعلامي"ففي الماضي قال بايدن إن مشكلتنا في سوريا ليست بشار الأسد أو روسيا.. بل أصدقاؤنا.. والقصد هنا تركيا وتابع أن بلاده مازالت تعيش وهم البحث عن توماس جيفرسون (كاتب إعلان الاستقلال) خلف الكثبان الرملية وهذا القول مليء بالعنصرية، أي أن دعم المعارضة السورية وهم".

 

 

 

اقرأ أيضا: سوريا والانتخابات الأميركية.. آمال معلقة