icon
التغطية الحية

هل نفّذت "قسد" تفجيرات في ريف حلب انطلاقاً من إدلب؟

2021.08.25 | 16:19 دمشق

تحرير الشام
معبر بين مناطق "هيئة تحرير الشام" والجيش الوطني شمال غربي سوريا (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

ألقى جهاز الاستخبارات التابع للجيش الوطني السوري، أمس الثلاثاء، القبض على الخلية المسؤولة عن التفجير الأخير في مدينة اعزاز شمالي حلب، قبل يومين، والذي أدّى إلى إصابةِ مدنيين.

وقال مصدر أمني خاص لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ الخلية المؤلفة من شخصين تتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وكانت مهمتها إدخال الشاحنة الملغّمة وركنها قرب المدخل الغربي لمدينة اعزاز.

وأضاف المصدر أنّ الشاحنة التي انفجرت قرب "دوار الحديد" غربي اعزاز، دخلت مع معبر "الغزّاوية" الذي يفصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني في منطقة عفرين شمال غربي حلب ومناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" غربي حلب وصولاً إلى محافظة إدلب.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع تلفزيون سوريا من المصدر الأمني فقد "جرى تجهيز الشاحنة بالمتفجرات داخل مدينة سرمدا في ريف إدلب، التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".

وفي وقتٍ سابق، ضبطت الأجهزة الأمنية في الجيش الوطني حقائب معبّأة بالعبوات الناسفة دخلت من معبر "الغزاوية"، وتمكّنت من إفشال تفجيرها في الأماكن المُستهدفة.

وحسب المصادر فإنّ "قسد" تميل إلى تجهيز الهجمات ضد مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف حلب، من إدلب، بهدف "التمويه وعدم لفت الأنظار"، باعتبار أنّ خطوط التماس بين مناطق سيطرة الطرفين، أصبحت "خاضعة لمراقبة مكثّفة عبر التكنولوجيا الأمنية".

موقف "هيئة تحرير الشام"

تحدث موقع تلفزيون سوريا إلى مصادر أمنية متعددة لاستقصاء موقف "هيئة تحرير الشام" حيال استخدام أراضي إدلب لتنفيذ هجمات ضد منطقتي عمليات "غصن الزيتون" (عفرين) و"درع الفرات" (شمال وشرقي حلب).

لا توجد - حتى اللحظة - معلومات قطعية تؤكّد تورّط "تحرير الشام" في تسهيل هجمات "قسد"، إلّا أنّ الجهات الأمنية التي تتولى متابعة القضية تضع عدة سيناريوهات يجري اختبارها حالياً منها:

السيناريو الأول يَفترض ضعف الجهاز الأمني في "تحرير الشام" وانتشار الفساد ضمنه، على عكس ما يُروّج له، وبالتالي فإن الجهاز الأمني في "قسد" يخترق مناطق سيطرة "الهيئة" عن طريق إغراء قادة أمنيين بالأموال لتسهيل تجهيز الملغّمات وإرسالها إلى الأماكن المُستهدفة.

السيناريو الثاني يقوم على فرضية أن "تحرير الشام" تتغاضى عن نشاط "قسد" في إدلب، وذلك إمّا بسبب التنسيق المسبق، أو رغبة "الهيئة" بامتلاك ورقة ضغط على الجانب التركي، وهذه - وفق المصادر - استراتيجيتها في التعاطي مع التنظيمات المتطرفة مثل "حرّاس الدين" وخلايا تنظيم الدولة (داعش).

ومن مصلحة "هيئة تحرير الشام" إبراز مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري على أنها هشّة أمنياً، وذلك بهدف إحراج الجهات المُسيطرة على تلك المناطق، والتأكيد على تفوق "الهيئة" في المجالين الأمني والإداري.

يشار إلى أنّ زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني سبق أن أرسل رسائل واضحة تدل على رغبته في التمدّد إلى ريف حلب الشمالي، وذلك خلال لقاء بثته وكالة "أمجاد" التابعة لـ"الهيئة"، حيث أكّد فيه أن "الفعاليات الشعبية تطالب الهيئة بالدخول إلى منطقتي (غصن الزيتون) و(درع الفرات)"، وفق قوله.