هل من معنى للفشل "الأخلاقي" في سوريا؟

2019.10.15 | 19:12 دمشق

350.jpg
+A
حجم الخط
-A

كيف يُمكِن تقييم السياسة الأميركية في سوريا من الرئيس أوباما إلى الرئيس ترمب؟ أعتقد أنها تقابل بكلمة واحدة، هي "الفشل"، فشل أخلاقي في سوريا، فلا أزيد على ما قاله مبعوث الإدارة الأميركية السابق إلى سوريا، السفير فورد، عندما استقال وقال: إني استقلت لأني لم أعد أستطع أن أدافع عن موقف الإدارة الأميركية، لأنه موقف عملياً لا يلتزم أخلاقياً مع القيم الأميركية، ولا سياسياً على المدى البعيد بالنسبة إلى تزايد عدد القتلى والشهداء، وتوسع الأزمة إلى مستوى إقليمي أكبر، وفي الوقت نفسه، هو فشل أخلاقي في سوريا. وبالمناسبة، من رَكَّزَ على الموضوع الأخلاقي في الفشل الأخلاقي لإدارة أوباما مندوبة الولايات المتحدة سامانثا باور المُقرَّبة من الرئيس أوباما، وكتبت أهمّ الكتب في التاريخ الأميركي فيما يتعلق بالـ "Genocides"، وعندما نستخرج المقاطع التي كتبتها ونُقارِن موقفها حالياً في الأزمة السورية، تجد حجم التناقض حيث تقول في أحدث الكتب التي نشرتها في 2009 إن الموقف الأخلاقي يجب أن يَتقدَّم في السياسة الأميركية عندما تُرتكَب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. نجد أن هذا الموقف يغيب تماماً في البعد الأميركي تجاه السياسة السورية في الوقت الحالي.

هذا الأسبوع صدر كتاب مستشارة الأمن القومي السابقة في عهد الرئيس أوباما سوزان رايس والذي ركزت فيه على القضية السورية في أكثر من فصل، المهم أنها تشير إلى الفشل الأخلاقي بعبارات قوية للغاية، إذ تقول" وبقدر ما شعرنا بالألم، وبقدر ما تعرضت قيمنا للإهانة، وبقدر ما بدا من غير الأخلاقي أن قرار عدم التدخل مباشرة في الحرب الأهلية في سوريا، أعتقد أنه كان الخيار الصحيح

أتساءل عن حكمة تسليح وتدريب المتمردين السوريين، لأن مستوى دعمنا لم يكن كافياً لخلق أكثر من مأزق مؤقت، قبل أن يُميل التدخل الروسي النزاع لصالح الأسد.

لمجموع المصالح الأميركية. أزعج أوباما سوريا باستمرار، لكنه توصل إلى نفس النتيجة مرارًا وتكرارًا. كثير من الناس الذين أحترمهم يختلفون بشدة مع هذا الحكم، ولكن في الماضي، لا أستطيع أن أقول إنني كنت سأفعل الكثير بطريقة مختلفة - باستثناء ربما تجنب التصريحات مثل "الأسد يجب أن يذهب" أو الخطوط الحمراء، كما في الأسلحة الكيمياوية التي أثارت التوقعات عن الإجراءات التي قد لا تخدم مصالح الولايات المتحدة. وعلى نفس المنوال، أتساءل عن حكمة تسليح وتدريب المتمردين السوريين، لأن مستوى دعمنا لم يكن كافياً لخلق أكثر من مأزق مؤقت، قبل أن يُميل التدخل الروسي النزاع لصالح الأسد.

كنا فكرنا ونعيد النظر، مرارًا وتكرارًا، في العديد من الخطوات المهمة دون الحرب المباشرة ضد الأسد. لقد فرضنا ما يمكننا فرضه من عقوبات أميركية وأوروبية، لكن في غياب سلطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي كانت روسيا تمنعها باستمرار، لم تكن العقوبات العالمية الشاملة قابلة للتحقيق. قدمنا ​​ما يقرب من 6 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية لضحايا الصراع في سوريا وأكثر إلى الدول المجاورة لمواجهة العبء. لقد أنفقنا كميات لا حصر لها من الطاقة رفيعة المستوى في محاولة للتفاوض مع روسيا وسوريا واللاعبين الرئيسيين الآخرين لإنهاء الصراع سلمياً. في العديد من النقاط، حاولنا استغلال الانفتاح الدبلوماسي المحتمل، لكن لم يثمر أي شيء على الإطلاق.

إن قلبي وضميري سوف يتألمان إلى الأبد على سوريا. منذ رواندا، كان تحيزي مؤيدًا للعمل في مواجهة الفظائع الجماعية - عندما لا تكون المخاطر التي تهدد المصالح الأميركية مفرطة. على النقيض من ليبيا، حيث كنت أؤيد بشدة التدخل العسكري، على الرغم من أنني أقر بالتكاليف الباهظة للغاية للحد من تصرفاتنا ولست قانعًا ولا فخورة بالاعتراف بها، أعتقد أننا كنا على صواب في عدم الانخراط بشكل أكبر عسكريًا في الحرب الأهلية السورية."

وهكذا فهي على الرغم من اعترافها أنها لم تقدم الكفاية لمساعدة السوريين لكنها ما تزال تعتقد أن هذا هو كان القرار الصائب، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته سامنثا باور في كتابها الجديد، وكأنه عتاب نفسي أننا لم نفعل الكفاية ولكن ما فعلناه كان كافياً وهو برأيي جوهر الفشل الأخلاقي في سوريا اليوم.