icon
التغطية الحية

هل قصفت إسرائيل معامل لتصنيع المخدرات في الساحل السوري؟

2021.08.12 | 15:13 دمشق

182531955_5467977823275824_5235313199643739120_n.jpg
وفق الموقع فإن "حزب الله" يعمل في المستودعات والمصانع التي يستخدمها دون ترك أثر يدل عليه - سانا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نقل موقع "إيران وير" عن مصادر على اطلاع بأنشطة نظام الأسد في الساحل السوري أن ما استهدفته الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي على مواقع للنظام في الساحل السوري في أيار الماضي هو معمل لإنتاج المخدرات، يتبع لميليشيا "حزب الله" اللبناني.

وكان الطيران الإسرائيلي شن غارات، في 5 من أيار الماضي، على مواقع للنظام في مدينتي اللاذقية وطرطوس، أعلن حينها النظام أن الغارات استهدفت مستودعاً للمواد البلاستيكية، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح 6 آخرين بينهم طفل ووالدته، في حين قالت مصادر معارضة إن الغارات أسفرت عن مقتل وجرح نحو 20 شخصاً.

وفي تقرير له، قال الموقع إنه على الرغم من أن إسرائيل لم تعلن القصف ولا عما استهدفه بالضبط، لكن عنصراً من "حزب الله"، يقيم في سوريا، أكد أن المواقع التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية كانت مستودعات لتخزين حبوب "الكبتاغون" والمواد المخدرة، تعود ملكيتها لميليشيا "حزب الله".

ووفق "إيران وير"، أكد المصدر، الذي يرتاد المواقع التي تعرضت للقصف، أن الموقع الأول يقع بالقرب من دوار رأس شمرا، وهو مصنع بلاستيك سابق، تعود ملكيته للسيد تحسين ماشي، وهو من محافظة اللاذقية وقام بتأجير مصنعه منذ قرابة سنتين لصالح "حزب الله"، الذي حوله بدوره إلى مستودع لتخزين حبوب "الكبتاغون" والمواد المخدرة.

ووفق المصدر، فإن الموقع الثاني الذي تعرض للقصف يقع في منطقة الرمل الجنوبي حي الغراف، كان سابقاً مستودعاً للسيراميك، وأصبح بعد ذلك تحت تصرف "حزب الله".

وأكدت خمسة مصادر أهلية، تسكن تلك المنطقة، المعلومات التي نقلها عنصر "حزب الله"، مشيرين إلى أن هذه المواقع تستخدم لصناعة مخدر "الكبتاغون" ومخدر "الكريستال".

 

اللاذقية.png
الموقعان اللذان استهدفتهما إسرائيل بغاراته في 5 أيار الماضي

 

وبحسب المصدر الذي على صلة بنشاطات "حزب الله"، فإن الحزب يعمل على إخفاء هويته عبر العمل مع مدنيين فقط، دون ترك أي أثر يدل عليه، وأشار إلى أنه حتى السيارات والشاحنات التي تأتي للمستودعات والمصانع التي يتم فيها عملية إعداد المواد المخدرة هي مدنية ولا تشير أبدا إلى ارتباطها بالحزب.

وجاءت الضربة لمواقع في مدينتي اللاذقية وطرطوس بعد 8 أيام من وصول الباخرة الإيرانية "شهر إي كرد" لميناء اللاذقية، والتي كانت تحمل على متنها كمية من المخدرات التي استلمها "حزب الله" ونقل قسماً منها إلى المستودعات المستهدفة، بحسب ما أكده المصدر الخاص.

ووصلت سفينة حاويات “شهر إي كورد” إلى اللاذقية، في 28 من نيسان الماضي، بعد رحلة استغرقت 16 يوماً، انطلاقاً من ميناء رجائي الإيراني، إلى ميناء اللاذقية على الساحل السوري.

ووفق ما أظهرت بيانات موقع "مارينا ترافيك"، الخاص بتتبع السفن، فقد غادرت السفينة الإيرانية في اليوم التالي بعد 12 ساعة من تفريغ حمولتها.

والسفينة "شهر إي كورد" من بين السفن الإيرانية المدرجة في أحدث مجموعة من العقوبات الأميركية، كما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية السفينة ضمن حزمة العقوبات التي أعلنتها في تشرين الثاني من العام 2018، لارتباطها بخطوط الشحن الإيرانية، التي تتهمها واشنطن بنقل شحنات عسكرية.

 

تجارة المخدرات في سوريا

يشار إلى أنّ العديد مِن دول العالم ضبطت، خلال السنوات الماضية، مئات شحنات المخدّرات القادمة مِن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، حيث يعدّ النظام وميليشيات إيران المساندة له، على رأسها "حزب الله" اللبناني، مصدّراً رئيسياً لحبوب "الكبتاغون" المخدّرة، والتي تعدّ مِن أهم مصادر تمويلهم.

وأكدت تقارير دولية وصحفية موثقة، أن صناعة وتجارة المخدرات، وخاصة "الكبتاغون"، أصبحت "شريان حياة" لاقتصاد النظام، إذ بلغت القيمة السوقية لكميات "الكبتاغون" السوري في عام 2020 ما لا يقل عن 3.5 مليارات دولار، أي خمسة أضعاف قيمة صادرات النظام خلال العام نفسه.

وفي أيار الماضي، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن تصنيع مخدر "الكبتاغون" في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وكيف أصبح مكسباً تجارياً كبيراً لاقتصاد النظام، وينافس الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السوري، مشيرة إلى أنه حوّل سوريا إلى "دولة مخدرات".

وفي وقت سابق، أعد موقع "تلفزيون سوريا" تقريراً مفصلاً عن عمليات صناعة المخدرات وتهريب مختلف أنواعها عبر نظام الأسد وميليشيا "حزب الله" من مناطق سيطرتهما داخل سوريا إلى مختلف دول العالم، وجاء التقرير تحت عنوان: "إيرادات النظام الأولى.. أطنان مخدرات الأسد وحزب الله تغزو العالم".