icon
التغطية الحية

هل ستشكل "صفقة القرن" نهاية القضية الفلسطينية وحلم الدولة؟

2020.01.28 | 18:39 دمشق

81102.jpg
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعلان عن خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية والتي تعرف بـ "صفقة القرن"، وذلك من خلال حفل سيقام في البيت الأبيض مساء اليوم، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، أبرز منافسي نتنياهو بالانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني من آذار المقبل.

ومن المتوقع أن تشمل الصفقة ضم جميع مستوطنات الضفة الغربية التي تشكل نصف الغربية للاحتلال الإسرائيل، بالإضافة إلى غور الأردن، وهو ما يجعل فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 فكرة غير قابلة للحياة.

وتحمل صفقة القرن التي أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفضه لها، خطورة حقيقية على مستقبل الشعب الفلسطيني، حيث يؤكد أيمن أبو هاشم المنسق العام للتجمع السوري الفلسطيني "مصير" أن خطورة صفقة القرن تكمن في ضرب المرجعية الدولية المعنية بالصراع الصهيوني الفلسطيني عرض الحائط.

وقال أبو هاشم في تصريح لموقع تلفزيون سوريا "إن القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كالقرار 194 و232 و338، وقبلها قرار التقسيم 181 لعام 1947، سيتم نسفها بصفقة القرن، حيث تحاول أن تؤسس لفرض أمر واقع يقوم على الاعتراف بالوجود الصهيوني على أرض فلسطين".

وأضاف أبو هاشم أن القضايا الأساسية مثل الحدود والسيادة على القدس واللاجئين والمياه، ستصبح مواضيع خارج إطار التفاوض، وحتى فكرة حل الدولتين على حدود 1967 أصبحت فكرة غير قابلة للحياة لأن غول الاستيطان الإسرائيلي سيلتهم الأراضي الفلسطينية، ولم يعد بالإمكان إقامة سيادة فلسطينية على جغرافيا متصلة ضمن الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

بدوره قال الصحفي منار رشواني في تصريح لموقع تلفزيون سوريا "إن أخطر شيء في صفقة القرن هو الإعلان رسمياً عن نهاية فرص الوصول إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، فقد سبقت صفقة القرن خطوات على الأرض جعلت فعلياً القضية منتهية، فمن خلال النظر إلى الخريطة ندرك أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة، وبالتالي إعلان اليوم هو إعلان من باب التتويج".

 وبخصوص الخيارات المتاحة لرفض صفقة القرن أفاد أبو هاشم بأنها مرهونة بتحرر الشعوب العربية من الأنظمة الحاكمة التي منعت الشعوب من التعبير عن مواقفها الوطنية الحرة سواء تجاه قضاياها الوطنية أو تجاه القضية الفلسطينية، حيث لا يمكن المراهنة على الأنظمة ليس لأنها فشلت في إدارة الصراع، بل إن قسماً منها كان متواطئاً.

فيما أوضح رشواني أن ردود الأفعال من قبل الدول العربية لن تخرج عن نطاق الاجتماعات والبيانات المنددة، وربما قرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسينظم ما يسمى محور المقاومة والممانعة الذي استباح الدول العربية لهذه الجوقة المنددة، دون أن يتجرأ ولو لمرة واحدة للانتصار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

يذكر أن السلطة الفلسطينية كانت قد طلبت اليوم عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية للرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه لأي صفقة.

ودعت السلطة الفلسطينية إلى عقد الاجتماع على المستوى الوزاري يوم السبت المقبل لبحث تداعيات الخطة، حيث أكد مصدر فلسطيني أن الرئيس محمود عباس سيحضر الاجتماع الطارئ للجامعة، لطلب موقف واضح وقوي ضد الخطة الأميركية.