icon
التغطية الحية

هل ستبدأ المجاعة في العالم قريباً أم أنها موجودة حقاً؟

2022.05.25 | 19:50 دمشق

qmh_frnsa.jpg
مزارع فرنسي خلال حصاد القمح في شمالي البلاد ـ رويترز
إسطنبول - يارا إدريس
+A
حجم الخط
-A

يتحدث كثير من المحللين الاقتصاديين والجيوسياسيين عن أزمة الأمن الغذائي التي اقتربت من العالم، عقب الحرب الروسية على أوكرانيا وحصر القمح الأوكراني في موانئه على البحر الأسود، وتهديد روسيا للغرب بأنها ستمنع وصول القمح إلا إلى الدول التي تستثنيها وتسميها صديقة، فهل بدأت موسكو بتنفيذ خطتها؟

هذه المحاور ناقشناها مع الدكتور مخلص الناظر الأستاذ الجامعي والباحث الاقتصادي في حلقة هذا الأسبوع من الثلاثاء الاقتصادي، الناظر أكد أن الوقت كان حساسا جدا حيث بدأت الأزمة في وقت الحصاد وجني المحاصيل في أهم مناطق زراعة القمح في أوكرانيا، لتكون فرصة حاسمة لروسيا لرفعها كورقة لعب في حربها والضغط على الغرب لإزاحة العقوبات عنها مقابل القمح فهي لم تكتف بالقمح فقط فقد استعملت الغاز قبل والأسمدة والبذار التي تصدرها بكثرة عندما فرضت شراء الغاز بالروبل مثلا للدول غير الصديقة.

 

من سينقذ العالم من المجاعة؟

أما عن إعلان الهند منع التصدير لهذا العام بعد أن قالت إنها ستنقذ العالم من مجاعة فكان سببا آخر لبث الرعب عند الدول الفقيرة إلا أن المفارقة كانت أن الهند تستهلك معظم إنتاجها من القمح ولا تصدر منه إلا نسبة قليلة، وليست كما تم تضخيمها إعلاميا لأن عدد سكانها كبير (1.38 billion 0202). وبلغ إنتاجها خلال موسم 2020_2021 108 ملايين طن لتحتل المرتبة الثانية عالميا.

فهل يمكن أن يكون هناك دول تستطيع أن تنقذ العالم من المجاعة وتكون بديلا لتصدير القمح؟

يرى الدكتور الناظر أن هناك دولا مثل أميركا وكندا تستطيع أن تصدر القمح، لكن جوهر المشكلة هو التسعيرة وليس المصدر لأن سعر القمح ارتفع منذ بداية العام 53 في المئة خلال 8 أشهر مضت، كما ارتفع بنسبة مئة في المئة من 200 إلى 422 دولارا لهذا العام.

وعلى سبيل المثال "بوشل" القمح الذي يعادل 27,2 كيلوغراما ارتفع من 6 دولارات منذ بداية العام إلى 12 دولارا اليوم.

كما أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار الطاقة والأسمدة ومنع تصديرها من قبل روسيا لتحد من إنتاج القمح عالميا وتحتكر الإنتاج الأكبر لنفسها، فهي لا تستطيع منع تصدير القمح لأنها هي الخاسرة بشكل أكبر في حال قامت بالخطوة، كما أنها ستترك سعر القمح يزداد عالميا ثم تعرضه للبيع باعتبارها المصدر الأكبر، وهذه اللعبة التي قامت بها منذ البداية حيث شهد الاقتصاد الروسي أكبر نمو له منذ أعوام وحقق الروبل الروسي أسعارا قياسية كحال المنتجات الروسية التي فرضت عليها أسعارا عالية بالروبل وبالعملات الأجنبية.

أما في سؤالنا عن المسؤولية فأجاب الدكتور الناظر أنها "مسؤولية مشتركة وعلى الدول الغربية إيجاد حلول لإنقاذ العالم من مجاعة متوقعة لأن الكثير من الدول تنتظر الأسوأ وتقوم بتخزين منتجاتها الاستراتيجية كأميركا مثلا التي تضغط على مخزوناتها لترفع السعر وهذا ما يشكل فجوة بين العرض والطلب ولن تواجه هذه المشكلة سوى الدول الفقيرة بالبداية التي تصل إليها الإمدادات بشكل شحيح أو عن طريق مساعدات إنسانية".