icon
التغطية الحية

هل تنجح أميركا في كبح نفوذ "PKK" داخل "الإدارة الذاتية" في سوريا؟

2021.08.22 | 13:30 دمشق

العمال الكردستاني
صور لزعيم "PKK" عبدالله أوجلان في الرقة (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

زار نائب المبعوث الأميركي إلى سوريا ديفيد براونشتاين منطقة "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا مجدّداً، في وقت تشهد فيه المنطقة تمدداً واضحاً لنفوذ قياديي "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، على حساب قادة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) المقرّبين من الإدارة الأميركية.

وقال مصدر مطلع لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "العمال الكردستاني استغل غياب وفد الخارجية الأميركية عن المنطقة خلال الشهرين الماضيين، وأحكم سيطرته على مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والعسكريةـ كما عمِل على تقليص نفوذ قائد قسد (مظلوم عبدي)".

وأشار المصدر إلى أنّ "حزب العمال الكردستاني استبعد مسؤولين موالين لـ(عبدي) أو مقرّبين منه، وعيّن أشخاصاً وكوادر موالين للحزب في المواقع العسكرية والمؤسسات المدنية المهمة".

"الإدارة الذاتية" - وفق المصدر - باتت "منقسمة بين تيار مقرّب من أميركا ويُعرف بالتيار ذي التوجه (الوطني السوري)، وتيار آخر يعمل وفق أجندات العمال الكردستاني ويعتبر المسيطر الفعلي على المنطقة ويمثله كوادر الحزب من غير السوريين إلى جانب مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والإدارة الذاتية ممن يتصفون بالموالاة المطلقة للحزب".

وذكر المصدر أن "نائب المبعوث الأميركي ناقش مع قادة قسد ومسؤولين في الإدارة الذاتية الأخطاء والانتهاكات التي ارتكبت في الفترة الأخيرة بمنطقة الإدارة الذاتية، لا سيما مظاهر الدعم والتبعية بالعلن لحزب العمال الكردستاني - التركي".

وقال المجلس الوطني الكردي إنه عقد لقاءً افتراضياً مع نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين، أمس السبت، جرى خلاله "تبادل وجهات النظر والرأي حول المستجدات الأخيرة وما جرى من انتهاكات بحق المجلس الوطني الكردي وسبل مواصلة المفاوضات".

وكانت قوى أمنية تابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا اعتقلت، في 17  تموز الفائت، أربعة أعضاء في "المجلس الوطني الكردي" ودهمت منازل آخرين، قبل أن تفرج عن أحد المعتقلين، الأسبوع الفائت.

وبحسب المصدر فإنّ "نائب المبعوث الأميركي أكّد خلال الاجتماع على الاتفاق مع مظلوم عبدي على وقف الانتهاكات والعمل على توفير أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ أشهر".

وشهدت محافظة الحسكة، خلال الأيام الماضية، مظاهرات عديدة داعمة لـ"حزب العمال الكردستاني" ومقاتليه، ومندّدة بالقصف التركي على مواقع "الحزب" في المنطقة وفي سنجار شمالي العراق.

ونظّمت "الإدارة الذاتية" مظاهرة مؤيدة لـ"حزب العمال الكردستاني" أمام مقر لقوات التحالف الدولي في مدينة الحسكة، الخميس الماضي، رفع خلالها المشاركون صور زعيم الحزب (عبد الله أوجلان) ولافتات تندّد برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبدأت المفاوضات الكردية بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية برعاية أميركية وبإشراف قائد "قسد" مظلوم عبدي، مطلع نيسان 2020، وذلك بهدف توحيد صفوف الكرد في سوريا، وإشراك المجلس الكردي في "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا.

خلال جولتين من المفاوضات توصّل الطرفان إلى اتفاق بشأن "الوثيقة السياسية" وإنشاء "مرجعية سياسية" تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة، ولكنْ فشِل استئناف المرحلة الثالثة من المفاوضات الكردية، منذ تشرين الأول 2020، رغم الضغط الذي بذله نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين، على طرفي المفاوضات قبل مغادرته شمال شرقي سوريا، مطلع حزيران الماضي.